استضاف اتحاد الكتاب والأدباء الدكتور محمد عيسى العدوان، رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية، المدير العام الأسبق لمركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، وعضو اتحاد الكتاب، في محاضرة «التوثيق ذاكرة وطن-الجهود الأردنية نحو فلسطين»، بحضور كوكبة من المثقفين، يتقدمهم رئيس الاتحاد الشاعر عليان موسى العدوان، فيما أدار مفردات الفعالية الدكتور عاطف العساكرة، الذي أشار إلى أهمية المحاضرة وأثر التوثيق في تشكيل الوعي والهوية الوطنية والدور الأردني الهاشمي نحو فلسطين، مشيدا بخصوصية المحاضرة والجهود التي قدمها الدكتور محمد عيسى العدوان في مجمل أعماله في مجال التوثيق ونشر المعرفة خلال 30 عاما.
بدأ الدكتور محمد العدوان بتسليط الضوء على مشروع التوثيق الوطني الذي أطلقه خلال فترة عمله في مجال التوثيق منذ العام 1994 وحتى اليوم، والذي شمل العديد من المشاريع المهمة، مثل مشروع توثيق سجلات ووثائق دائرة الأراضي والتي تشمل وثائق وسجلات أراضي الأردن وفلسطين منذ العام 1845، ومشروع سجلات قاضي القضاة، ووثائق مدرسة السلط، وسجلات المحاكم الشرعية للأردن والقدس، ووثائق رئاسة الوزراء الأردنية ، والعديد من المشاريع الخاصة بالتحول الإلكتروني والتوثيق ونشر المعرفة مثل تحويل الميكروفلم إلى الشكل الإلكتروني لكل من مؤسسة شومان، والجامعات الأردنية، والصحف مثل الرأي والدستور، وكذلك مشاريع خارج الأردن مثل مشروع توثيق سجلات ومخطوطات في اليمن، وكذلك مشروع مخطوطات الأندلس في المملكة المغربية، ومشاريع توثيق في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ولفلسطين والتي جاءت كلها بدعم ومتابعة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي أطلق العنان للإبداع الأردني في مجال الريادة والتنفيذ والجودة وخصوصا في مجال التوثيق وحفظ الذاكرة الوطنية.
وبين د. العدوان أن دعم جلالة الملك غير المحدود لمبادرة التوثيق الوطني التي أطلقها هي التي ساهمت في أن يتم اليوم الحديث عن الدور الأردني المؤثر والمهم تجاه فلسطين فالأردن لم يكتف بالجهود الحربية والعسكرية وتقديم الشهداء والمحافظة على ما نسبته 22% من مجمل أرض فلسطين ولكنه قدم لهم الكرامة والحماية والمستقبل وقدم لهم مظلة الدولة والرعاية والتعلم والصحة الأردن لم يقدم فقط جهود محافظة على المقدسات لكنه قدم كل ما له علاقة بتثبيت الشعب الفلسطيني في أرضه وهذه ما يعمل الأردن الهاشمي عليها منذ العام 1933.
كما تحدث الدكتور العدوان عن أهمية التوثيق وأثره في تشكيل الوعي والهوية الوطنية والدور المهم والمحوري الذي قدمه الهاشميون عبر التاريخ لخدمة الأمة العربية وذلك ضمن مجموعة من الوثائق التي عرضها الدكتور العدوان، كما تحدث عن أهمية الوثائق والمعلومات في دعم اتخاذ القرار، وقال إن التوثيق نموذج لعقل الدولة الاستراتيجي.
وذكر الدكتور العدوان أن التوثيق بمفهومه الواسع يعني اعتماد أي طريقة أو حافظة يمكنها حفظ الأحداث التاريخية والمعلومات العلمية والسياسية والاجتماعية والدينية والأخبار ونقلها إلى الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة منها في أي زمان حاضر أو لاحق.
وأضاف أن التوثيق ليس حكراً على التاريخ والسياسة، فقد بين الدكتور العدوان عن كيف أسهم الشعر الجاهلي في توثيق تاريخ العرب قبل الإسلام، وأشار إلى أن البشرية لجأت إلى وسائل متعددة للتوثيق عبر التاريخ، مثل النحت على الصخر والكتابة على البردي، وأخيرًا الكتابة على الورق.
وتطرق الدكتور العدوان إلى أهمية التوثيق في تعزيز الهوية الوطنية وتقوية الأمن الوطني والاستشراف والتخطيط الاستراتيجي المعياري، وكذلك في دعم المجتمع والتفاهم بين أفراده، وكسب الاحترام من جميع أطياف المجتمع، وتحقيق الميزة التنافسية على النطاقين المحلي والدولي.
وفي ختام المحاضرة، شدد الدكتور العدوان على أن التوثيق هو «ذاكرة وطن ووعي أمة».
وفي الختام سلم رئيس الاتحاد عليان العدوان شهادتي تقدير للمحاضر د. محمد العدوان ومدير المحاضرة د. عاطف العساكرة.
د. العدوان يحاضر عن «التوثيق ذاكرة وطن-الجهود الأردنية نحو فلسطين»
1
المقالة السابقة