في ذكرى رحيل ناهض حتر

عروبة الإخباري –

بقلم سلطان الحطاب .

في ذكرى رحيل ناهض حتر

من لم يرحمه في الارض لايستطيع أن يطلب له الرحمة من السماء
مجتمعنا اصبح ملوثا ومياهه معكرة وجاهزة للصيد
ومن قتل حتر الذي اختلفنا معه في أفكاره وطروحاته قتلنا اليوم جميعا ، ومنذ عطلنا لغة الحوار والعقل وسمحنا بتراجع منسوبها قام هناك من زرع لغة العنف والرصاص .
لماذا نقبل ان تكون كلفة الحوار اعلى من كلفة الرصاص وخاصة الحوار الذي يقدم حلولا وليس المصنوع لتمرير تفكير العنف ،!؟
اي مجنون هذا الذي سقط على روسنا اليوم واحتجزنا للحزن والالم والغضب وفقدان البصر والبصيرة ؟

بلادنا العربية تحترق وقد تحولت الى سوق سلاح وقتل والأسلحة فيها اكثر من الكتب والمثقفون غابوا لأصوت ولانبض واستبدلوا بالجنرالات والميليشيات في تواطئ مفجع لننظر الان الى غالفراغ فرائحة الاغتيال غطت مساحاتناوالذين يتبارون في قذف النصوص الجاهزة في وجوهنا والتي تقول من يقتل احدا بلا حق فكأنما قتل الناس جميعا هو من يمارس القتل ،

النصوص أردية سامة ان بقيت تغطينا دون تمحيص فقد أصبحت كل جهة تستعمل نصوصها للقتل وأصبحنا الضحايا هذا الذي وقع اليوم مفجع وفيه رسائل مرعبة انه يفضحنا ويكشف عوراتنا ويعيدنا الى احتلال النصوص واستعمارها وعدم القدرة على التفكير .

انها ثمار القمع والارهاب والسلطوية والقفز فوق القانون او اخذه باليد هذا مايحدث يوميا وهذا الذي حدث اليوم جاء على شكل نموذج فج وان كان البعض يعتبره طبيعيا كما نقرا في شبكات التواصل.
لقد انقسمنا وازداد انقسامنا لأننا لم نتخذ بعد من الحوار سبيلا ولم ندرك مخاطر غيابه او الآستهانة بتطبيق القانون
كلنا نتحمّل المسؤلية ولا نستطيع ان نلقيها على طرف الا اذا أردنا استمرار الهروب
ولان صفوفنا متفرقة وغير متراصة فان القتلة ينفذون اليها
يجب وقف التحريض بكل اشكاله راسا ومسائلة كل من يحرض حتى لو كان بكلمة واحدة ومحاسبته بقوانين رادعة وعدم الاسترخاءاو التسامح باسم حرية التعبير التي توسع لحرية الرصاص فلا حرية تعبير للارهابيين ان أرادوها للقتل
اغتيال حتر وضعنا مجددا امام مسؤولياتنا والذي قتله لم يدافع عن رب قادر ان يدافع عن نفسه جل وعلا وهو ليس وكيله

فالذي يقيم العقوبة في الدنيا هي دولة القانون وهذا القاتل سيقتل ناهض وغير ناهض سوا كان ناهض مسلما او مسيحيا اردنيا ام فلسطينيا بدويا او حضريا عالما او قليل علم غنيا ام فقيرا فالمعيار عنده هو الذي يضعه حسب قناعته
لقد قتله بدم بارد وسلم نفسه مدركا انه بلغ هدفه ونال قصده وقد لا يكون نادما وأمثال القاتل يَرَوْن انهم انجزوا وقد لا يلتفتون الى كلامنا وراينا ووسائلنا منذ كفرونا

ويثور السوال الان ما العمل وكيف يمكن ان نضمد الجراح ونرتقي فوق الحدث لا هروبا للأمام ولكن معالجة جذرية وان طال الزمان .

Related posts

في ذكرى رحيل العظماء: إدوارد سعيد

جيشنا وأمننا فخرٌ وتاج على الرأس* د. نسرين الصبيحي

بنك الاتحاد .. بلا مناسبة