قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يعبر عن ضمير الأردنيين ويشكل رسالة واضحة للعالم بأسره.
وأكد الفايز أن المجلس يقف خلف تأكيد جلالة الملك بأن الأردن لن يكون وطننا بديلًا للفلسطينيين، ردًا على دعاة المتطرفين الصهاينة وداعميهم، وأن الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين.
وبحسب بيان للمجلس، الأربعاء، أشار الفايز الى حرص جلالته على الثوابت الأردنية، وحماية أمن الأردن واستقراره من أية تهديدات تمس أمننا الوطني، مبينًا أن خطاب جلالته، يعبر عن ضمير ووجدان الأردنيين جميعاً في التفافهم حول جلالة الملك وحرصهم على وطنهم وحمايته من أية تهديدات.
ولفت الى أن جلالة الملك بين في خطابه التاريخي أمام قادة المجتمع الدولي وبكل وضوح، أن تهجير الفلسطينيين من وطنهم هو جريمة حرب ولن يسمح بذلك، وأن الأردن سيبقى على الدوام الأقرب إلى فلسطين، وأنه باق على ثوابته ومواقفه الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني، ورفضه للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ولفت إلى أن الأردن سيواصل مساعيه على مختلف الأصعدة والمنابر الدولية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والعمل من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي مضى عليه عقود من الزمن.
وأشار إلى أن جلالة الملك وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية والقيمية، تجاه استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والأزمة الإنسانية في فلسطين، حيث تحدث جلالته بقوة ووضوح حول المخاطر الراهنة في المنطقة، مسلطًا الضوء على الممارسات الإسرائيلية وما ينتج عنها من تصعيد يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وبيّن أن الملك خاطب المجتمع الدولي حول حقيقة العدوان الإسرائيلي وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم، وهو عهد جلالته الدائم في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال حيث ظلت القضية الفلسطينية وحقوق شعبها هاجس جلالته الدائم وأولويته سواء في المحافل الدولية، أو في لقاءات جلالته مع قادة وزعماء العالم.
ولفت الفايز إلى أن جلالة الملك أكد أيضًا ضرورة إعادة الثقة للنظام الدولي ومبادئ الأمم المتحدة التي تراجعت بفعل السياسات المنحازة التي تتجاهل حقوق الشعوب المظلومة، وعدم القدرة على فرض العدالة الدولية التي باتت تقاس بمكيالين ومعايير مختلفة ومزاجية، موضحا أن جلالة الملك أشار بوضوح إلى الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، فيما المجتمع الدولي يشاهد الظلم الذي يمارس ضد الفلسطينيين من خلال القصف والتدمير والقتل اليومي الذي لا يفرق بين طفل أو امرأة وصحفي أو عامل إغاثة أو رجل مسن.
وقال، إن جلالته الذي خاطب ضمير المجتمع الدولي من خلال إبراز الحقائق الجارية على الأرض، قدم قراءة واقعية لأسباب الصراعات في المنطقة المتمثلة بدولة الاحتلال الإسرائيلي وسياساتها العدوانية وسعيها الدائم إلى توسيع دائرة الصراعات في المنطقة، بسبب عجز المجتمع الدولي عن فرض قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
كما أشار الملك إلى عجز المجتمع الدولي عن محاسبة الدول التي تنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها دولة الاحتلال الإسرائيلي، محذرًا جلالته من خطورة النتائج السلبية بسبب انعدام العدالة وغياب المساءلة القانونية لإسرائيل.
وأكد الفايز في بيان مجلس الأعيان أن خطاب جلالته جاء كرسالة واضحة للعالم بأسره حول الاختبار الأخلاقي والقانوني الذي يواجهه المجتمع الدولي اليوم، مبينا أن جلالة الملك وضع المجتمع الدولي بصورة الجهود الكبيرة والمتواصلة التي يقوم بها الأردن من أجل إحلال السلام في المنطقة، ووقف العدوان الإسرائيلي، وتقديم المساعدات الانسانية إلى المحاصرين في قطاع غزة.
وأشار إلى أن جلالته دعا المجتمع الدولي إلى مساندة الأردن في مساعيه لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم، ودعم مبادرات الأردن المتواصلة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا جلالته في خطابه ضرورة أن لا تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح وأداة من أدوات الحرب البشعة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأضاف الفايز، إن جلالة الملك عرض بكل موضوعية وشفافية حقيقة ما يجري اليوم من مآس يعاني منها الشعب الفلسطيني أمام نظر العالم أجمع، والتي تتمثل بالقتل والتجويع والتهجير والتدمير الممنهج للبنى التحتية ومختلف مقومات الحياة، إضافة إلى ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف من اعتداءات، منبها جلالته العالم ومؤسساته القانونية والحقوقية، إلى ضرورة الالتفات لما يجري في مدن الضفة الغربية بما فيها القدس على يد المتطرفين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن جلالة الملك دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بضرورة قيامه بخطوات جادة وعملية لإنهاء العدوان الإسرائيلي ووقف جرائم الحرب والتطهير العرقي وسياسة التدمير الممنهج والتجويع، التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
وقال الفايز في البيان، إن جلالته أشار أيضًا إلى أن “اكتفاء المجتمع الدولي بتصريحات عن حل الدولتين لا يغني ولا يسمن وبات أمرا غير مقبول”.