قال رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي إن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني التاريخي، الذي ألقاه خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم أمس الثلاثاء، جسد الموقف الأردني الشجاع إزاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يتعرض لحرب وحشية وإبادة وتجويع من قبل آلة الحرب الإسرائيلية.
وأضاف العيسوي، خلال لقائه وفدا من شباب محافظة البلقاء في الديوان الملكي الهاشمي، اليوم الأربعاء، أن خطاب جلالة الملك كشف حجم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية، غير آبهة بالمواثيق والقوانين والقرارات الدولية، في ظل تخاذل عالمي وغياب المساءلة الدولية.
وبين أن جلالة الملك عبر في خطابه عن الضمير الإنساني الحر، ووضع قادة العالم ومنظماته الدولية أمام اختبار الضمير والإنسانية وأمام مسؤولياته الأخلاقية تجاه مأساة الشعب الفلسطيني الشقيق، ووضع حد لتمادي إسرائيل في انتهاكاتها وممارساتها العدوانية واعتداءاتها على شعب وأرض ومقدسات إسلامية ومسيحية.
وأكد العيسوي أن صوت الأردن، بقيادة جلالة الملك الحكيمة، سيبقى يصدح بالحق ولن يلين، تجاه قضيته المركزية فلسطين، التي حمل لواءها الهاشميون، ودافعوا عن عدالتها في كل المحافل، لافتا إلى أن الأردن سيبقى ثابتا على مواقفه الداعمة والمساندة للأشقاء، ولا يقبل أبدا، كما أكد جلالة الملك، بالتهجير القسري للفلسطينيين عن أرضهم باعتبارها جريمة حرب.
وقال العيسوي أن الموقف الأردني الطليعي، المساند الشعب الفلسطيني، في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غز، برز سواء في الخطاب السياسي، وحشد الدعم الدولي لوقف العدوان، وفي تقديم المساعدات الإغاثية وكسر الحصار المفروض على القطاع.
وأضاف أن الدبلوماسية الأردنية، بقيادة جلالة الملك، صعّدت خطابها السياسي، في مواجهة المخططات الإسرائيلية، حيث قام جلالته بسلسلة من الجولات على الساحة الدولية لشرح الأوضاع في غزة وتفنيد الأكاذيب، التي حملتها الرواية الإسرائيلية وتعريتها.
وأشار العيسوي إلى أن الحراك الملكي والدبلوماسية الأردنية، حققت مكتسبات وغيرّت الكثير من المواقف والقناعات، لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني، وأن الجهود الأردنية نجحت في توحيد الموقف العربي الرافض لاستمرار العدوان، والرافض أيضاً لسياسات التهجير، والتحذير من التداعيات الكارثية لهذا العدوان على أمن واستقرار المنطقة.وأكد أن الأردن، تجسيدا لواجبه الإنساني وبتوجيهات ملكية مباشرة، سيستمر ببذل كل الجهود لوقف الحرب على غزة، وضمان استمرارية وصول المساعدات الإنسانية، ومواصلة إمداد المستشفيات الأردنية الميدانية بجميع المستلزمات والمساعدات الطبية والعلاجية، نصرة للأهل في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأشار العيسوي إلى أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الطبية والدوائية، التي شارك جلالة الملك فيها، ما زالت مستمرة.
وأوضح أن مبادرة “استعادة الأمل”، التي أطلقت بتوجيهات ملكية سامية، والمعنية بتركيب أطراف اصطناعية، لمن تعرضوا لبتر في الأطراف، بمدة لا تزيد عن ساعة، تهدف إلى مساعدة أكثر من (14) ألف مصاب ، من بينهم أطفال، لمساعدتهم في مواصلة حياتهم واندماجهم وتأهيلهم.
وتطرق العيسوي، في حديثه، إلى حرص جلالة الملكة رانيا العبدالله لإجلاء صورة الجرائم البشعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي، وتوضيح الصورة الحقيقية لماهية الصراع لدى الرأي العام العالمي.
ولفت إلى جهود ووقفات سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الشجاعة، والتي تجسد مواقف الأردن، قيادة وشعبا.
وأشار إلى الجهود التي تبذلها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وبتوجيهات ملكية، لتعزيز المستشفيات الميدانية الأردنية، بكوادر طبية وتمريضية وتزويدها بمواد طبية وعلاجية لضمان ديمومة جاهزية عملها في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للأهل في قطاع غزة.
وأكد العيسوي أن الأردن، بقيادته الهاشمية، مواقفه ثابته وراسخة تجاه القضية الفلسطينية، وحق الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى أن الأردن لن يقبل تحت أي ظرف من الظروف بأي تسوية للقضية الفلسطينية على حساب مصالحه الوطنية، ولن يقبل بأي حل لا يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة.
وقال العيسوي إن الثوابت الوطنية تجاه القضية الفلسطينية خط أحمر عند جلالة الملك، الذي يؤكد دوما بأنه لا للتوطين ولا للوطن البديل والقدس خط أحمر، وأن الأردن لن يقبل باي تسوية للقضية الفلسطينية على حسابه، أو على حساب مصالحه الوطنية، ولن يقبل تحت أي ظرف بأي حل لا يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن هذه المواقف الشجاعة نابعة من وطن قوي، بقيادته الهاشمية، وبوعي شعبه وبجيشه العربي المصطفوي وأجهزته الأمنية، وسيبقى حصنا منيعا في وجه التحديات.
من جهتهم، أكد المتحدثون وقوفهم وجميع الأردنيين خلف جلالة الملك داعمين لمواقفه المشرفة والمتقدمة والشجاعة في الدفاع عن الأهل في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقالوا إن مواقف الأردن الداعمة لفلسطين وأهلها، رغم محدودية موارده، قوية بقيادته الهاشمية وبعزيمة شعبه، مثمنين خطاب جلالة الملك، الذي ألقاه خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يعبر عن وجدان كل الأردنيين.
وقدروا الجهود المكثفة والمتواصلة لجلالة الملك، على الصعيدين الدولي والإقليمي، لمساندة ونصرة الأشقاء، والتي كان لها تأثيرا واضحا على مواقف كثير من الدول تجاه ما يشهده قطاع غزة.
وأشادوا بجهود الأردن ومواقفه الشجاعة، بكسر الحصار على غزة، والتي تمثلت في عمليات الإنزال الجوي وإرسال المستشفيات الميدانية ومواصلة إرسال المساعدات الإنسانية الإغاثية للقطاع برا وجوا.
وثمنوا مساعي جلالة الملكة رانيا العبدالله، لتقديم حقيقة ما يجري في فلسطين من انتهاكات وجرائم إسرائيلية أمام الرأي العام العالي، وجهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، المساندة لجهود جلالة الملك.
واعتبروا أن جهود الأردن، بقيادة جلالة الملك، تجسد موقف الأردن التاريخي الثابت، قيادة وشعبا، تجاه الأشقاء في فلسطين والدفاع عن حقوقهم الوطنية المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقالوا إن الهاشميين جسدوا على مدار التاريخ أسمى مواقف الشرف والرجولة والتضحية تجاه القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لإستعادة حقوقه المشروعة ونيل حريته، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.