خطاب ملكي بدلالات عميقة

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب

ماذا يعني استمرار الحرب على غزة وعدم وقف إطلاق النار؟ وماذا يعني عدم احترام اسرائيل للقانون الدولي وافشالها للجهود الدولية واستمرار احتمائها بالمواقف الأمريكية المؤيدة لها.
الملك في خطابه الصريح والواضح عبر عن ذلك وشخص الحالة القائمة في المنطقة وتواتراتها التي تهدد الاقليم وتؤذن بحرب واسعة تشمل الجميع، بوعي عميق ورؤية موضوعية جاء التشخيص الملكي وجاء سرد الرواية بقراءة موضوعية وطنية.
اسرائيل معتدية وتمارس حرب الإبادة وترفض قرارات الشرعية الدولية، ويقودها متطرفون وتصريحات زعاماتهم وأفعالهم تهدد الأمن الوطني الأردني، وحديثها عن تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم وخاصة الى الأردن ومحاولاتها التي ما زالت قائمة هي بمثابة إعلان حرب، وهي لن تنجح، وكل محاولاتها سيتصدى لها الأردن والأردنيون على قلب رجل واحد خلف قيادة حذرت من ذلك، فلا تهجير ولا وطن بديل ولا استمرار لجرائم الاحتلال.
لقد ولغت اسرائيل في الدم الفلسطيني والعربي وأعداد الشهداء والجرحى في غزة ولبنان بالآلاف وهذا الوحش النازي يعود ولا يتوقف وتلاميذ النازية يصلون مدججون بالسلاح ومدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا كانت النازية التي شكلت خطراً على العالم آنذاك في الحرب العالمية الثانية، قد وجدت من يوقفها ويهزمها خاصة على الجبهة الروسية، فإن الناذية الجديدة التي تحرق فلسطين المحتلة يجب أن يخرج من يوقفها بعد أن عجز المجتمع الدولي الأسير لسياسات الولايات المتحدة عن وقتها وبعد أن أدمن النظام العربي الصمت والسكوت والانسحاب ووضع الرأس في الرمل وترك للقيادة الفاشية الإرهابية الصهيونية التي تمارس جرائمها.
من المعيب أن تسقط الأطر والقوانين الدولية وأن تتمرد اسرائيل على محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ومنظمات حقوق الانسان، وأن تخوض حرب ابادة وتجويع وتعطيش وجرائم لم يعرفها العالم طوال مسيرته،المعاصرة متوهمة انها تستطيع ان تحقق أهدافها الجنونية وان تكسر إرادة الشعب الفلسطيني المطالب بحريته وحقوقه وارادة الأمة التي ما زالت تعبر عن طاقتها وبردها على عدوها.
الحكومة الاسرائيلية اليمينية بقيادة نتنياهو، تحرج الأنظمة العربية بسياسات اسرائيل التي يصدرها قادتها ازماتها الى شوارعنا مراهنين على تفجير هذه الشوارع نتاج عدوانها والعمل بسياسات نفخ البالون، الذ ي يبدأ ثم لا يلبث أن ينفجر من استمرار النفخ، إذن يراهن نتنياهو على نقل الصراع الى العواصم العربية، وهذا ما يلزم … الرد السريع والقول أين القمم العربية والأحزاب والبرلمانات والتنظيمات الشبابية واين التطوع والنخوة، هل تستمر أكثرية النظام العربي ودوله على صمتها وكأن الأمر لا يعنيها، ويستمر خذلان الشعب الفلسطيني، ويعود الخذلان الى لبنان، كما كان العام 1982، حين احتل شارون عاصمة عربية وجلس فيها (80) يوماً ولم يخرجه الاّ المقاومه لم يخرج بقرار مجلس الأمن (425) الذي طالب الانسحاب آنذاك، وإنما خرج بالمقاومة، وذرائع اسرائييل الآن عن السابع من اكتوبر وعن الحرب على لبنان ذرائع واهمة تريد أن تبرر عدوانها.
فالصراع والعدوان على فلسطين لم يبدأ في السابع من اكتوبر،لتكون حرب الابادة قد بدأت في الثامن من اكتوبر والقصة معروفة والسردية الاسرائيلية رد عليها الملك عبد الله الثاني وهي سردية تبريرية كاذبة تقوم من خلال اعلام جوبلز النازي، الكذب… ثم الكذب، حتى تصدق نفسك، وحتى الرواية عن لبنان والتذرع بحزب الله هي ذرائع كاذبة، لأن شارون حين احتل لبنان لم يكن حزب الله موجوداً، الآن فإن الاطماع الاسرائيلية في لبنان قائمة والممارسات الاسرائيلية تبنتها.
لا يجوز الأخذ بمعايير مختلفة، فنحن نعيش اسوأ ازدواجية معايير على الاطلاق لدرجة أن هذه الحرب بما فيها من عدوانية وأسلحة هي حرب أمريكية بذرائع اسرائيلية .. واذا ارادت الولايات المتحدة وقف هذه الحرب فهي تستطيع على الأقل بالامتناع عن حماية اسرائيل وتركها مكشوفة، فإنها آنذاك ستصبح نمراً من كرتون وليس كما بيعت على أمتنا.انها لاتقهر
أما هذا الخطر النازي الوحشي الذي يهددنا في المنطقة جميعاً حين يقدمون خريطة الأردن وكأنها تحت الاحتلال وحين يهدد مواطني مدن فلسطينية ومخيمات في الضفة بابعادهم الى الأردن.
هذا الخطر لا يرد الاّ بتحمير العيون وشحذ الهمم والاستعداد، وإذا كانت الجيوش العربية والغنية والمسلحة باعتى أنواع السلاح وبسباق محموم منذ سنوات، ما زالت تستنكف عن حماية الفلسطيني واللبناني، فلتسمح لشعوبنا المغلوبة على امرها في عالمنا العربي أن تتطوع وتدافع عن نفسها وأن ترد السكين عن أعناق أطفالها، فالذين يقتلون الأطفال في غزة، وقد جرت حمايتهم باغلاق الحدود الفلسطينية مع مصر لينفردوا بمواطني غزة ، فإن الحدود الى لبنان مفتوحة والقتلة جاء الكثير منهم من جنود الاحتلال الذين كانوا في غزة.
لا تسمحوا لنتنياهو وحكومته الفاشية أن تفجر ساحاتنا وشوارعنا بتصدير ازماته لنا فهو لايريد السلام ولم يترك لنا إلا خيار الاستسلام ولن ناخذ به.ابدا

Related posts

السمهوري: ماذا بعد إبلاغ إسرائيل الامم المتحدة قطع العلاقات مع الاونروا؟

فيهم صُفرة تعلوها قَتَرَة* بشار جرار

أيا كان اسم الرئيس* ماهر أبو طير