لا عهد لهم.. احتلال امريكي مباشر لبيروت والشرق الاوسط

عروبة الإخباري –  كتب  اشرف محمد حسن

عندما تحدث جريمة قبيحة وغامضة في كافة المجتمعات وعبر العصور ولا يعرف مرتكبها يخطر بالبال فوراً أصحاب السوابق في ارتكاب مثل هذه الجرائم وغالباً ما يتم العثور على الجاني بينهم او على الأقل ضلوع احد ارباب السوابق بشكل او بآخر في تلك الجريمة او العثور على الأقل على مفتاح لغزها .

الجريمة التي حدثت مؤخراً في لبنان والتي أودت بحيات اكثر سبعين شهيداً واكثر من ثلاثة آلاف مصاباً  من خلال تفجير أجهزة الاتصال “البيجر” واللاسلكي “ووكي توكي” بالإضافة الغارة على الضاحية الجنوبية ببيروت حيث حذرت واشنطن عقب ذلك من التصعيد وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس الماضي أي عقب التفجيرات مباشرة، إنه لا يريد أن يرى أي إجراءات تصعيدية من أي طرف وتحديداً (|الأطراف العربية) في المنطقة من شأنها أن تجعل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة وأضاف أنه يعتقد أن وقف إطلاق النار لا يزال ممكنا وضروريا حسب قوله أي ان تبقى الأطراف العربية والإسلامية في موقف متلقي الضربات دون رد او انها ستجد نفسها امام مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الامريكية في محاولة لاستعادة هيبة الكيان الصهيوني كما وأكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن الكيان الصهيوني “ضد الإرهابيين بما في ذلك حزب الله ووكلاء إيران الآخرين” حسب زعمها كما قالت الخارجية الأميركية إنه “لا تزال الأولوية بالنسبة إلى واشنطن هي تهدئة الوضع”، مشيرة إلى أن الوضع كان خطيرا للغاية على المستوى الإقليمي منذ 7 أكتوبر ولا يزال كذلك وهذا ما تحاول اشاعته الإدارة الامريكية بشكل عام وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحفيين: “نحضّ إيران على عدم استغلال أي حادثة لمحاولة مفاقمة عدم الاستقرار وتصعيد التوترات في المنطقة”، في وقت حمّل حزب الله الكيان الصهيوني  مسؤولية التفجيرات التي طالت أجهزة اتصالات لاسلكية يومي الثلاثاء والأربعاء وتسببت بمقتل العشرات من عناصره بالإضافة الى مدنيين لبنانيين وتوعدها بالرد في هذه الاثناء أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، إرسال حاملة طائرات وفرقاطات عسكرية أمريكية إلى المياه الإقليمية في شرق المتوسط في خطوة لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة  ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه كيان الاحتلال العدوان على غزة والاعتداءات على لبنان  وجدد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التأكيد حول التزام الولايات المتحدة بجهود تهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط وردع الخصوم الإقليميين، مضيفًا أولوية التوصل إلى حل دبلوماسي وهذا بالطبع جزءا من خطة الولايات المتحدة الامريكية لارسال التعزيزات العسكرية للوقوف في موقع متقدم امام أي قوى أخرى إقليمية او شعبية وقال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ إن إرسال الولايات المتحدة قوات إضافية وقطعا حربية إلى الشرق الأوسط  “رسالة دفاعية وليست هجومية” متعهدا بالدفاع عن مصالح واشنطن وشركائها ضد أي تصعيد بالمنطقة مؤكداً أن الإجراءات العسكرية الأميركية بالإقليم تستهدف منع إيران ووكلائها من تصعيد التوتر بالمنطقة، مضيفا “لا نريد أن نرى مزيدا من التصعيد في المنطقة من جانب أي طرف” حسب ادعائه  وحول تكريس التفرقة  بين الشعوب العربية والإسلامية اكد روبيرغ رفض بلاده ربط ساحات أخرى كلبنان واليمن بالحرب الصهيوامريكية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ونبه إلى زيارات المبعوث الأميركي الرئاسي الخاص للبنان هوكشتاين خلال الفترة الماضية، مؤكدا في الوقت عينه أن “للكيان الصهيوني الحق والمسؤولية في حماية مواطنيها من أي هجمات من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله ” أي انه لا يوجد أي حق في أي حماية سواء للشعب الفلسطيني او اللبناني  او اليمني او أي شعب من شعوب المنطقة حسب المفهوم الأمريكي فهي من جهة تطلق يد الكيان الصهيوني بشكل كامل لتفعل ما تريد من جرائم كونها ذراعها القذر ولردع من يحاول ايقافها من باقي القوى العالمية الأخرى بهدف بسط سيطرتها الكاملة ثم اضعاف باقي القوى العالمية كالصين وروسيا وايران وكوريا الشمالية وغيرها على العالم بالرغم من تشيعه من أكاذيب حول انها لا تريد اتساع دائرة الحرب الا انها تدعم اتساعها من خلال الكيان الصهيوني وما وجودها في منطقة الشرق الأوسط سوى احتلال وبشكل مباشر .

بالعودة الى ما بدأنا به الحديث حول السوابق الاجرامية فقد كانت أمريكا هي السباقة في وضع مثل هذه الخطط فقد وقد ذكرت المؤرخة الأمريكية إليزابيث فين من جامعة كولورادو بولدر رؤيتها حول ما حدث فى مقالها عام 2000 فى مجلة التاريخ الأمريكي وذهبت المؤرخة إلى أنه فى أواخر ربيع عام 1763، حاصر محاربو ديلاوير وشونى ومينجو، منطقة فورت بيت، وهى نقطة استيطانية عند التقاء نهرى أليجينى ومونونجاهيلا فى وسط مدينة بيتسبرج حاليًا، وأبلغ قائد الحصن، الكابتن سيميون إيكويير، فى رسالة بتاريخ 16 يونيو إلى رئيسه، اللورد العقيد هنرى بوكيه المقيم فى فيلادلفيا، أن الوضع كان مروعًا، حيث لجأ التجار والمستعمرون المحليون إلى داخل أسوار الحصن، ولم يكن إيكويير خائفًا من خصومه الأمريكيين الأصليين فقط، بل كان فى مستشفى الحصن مرضى بالجدرى، ويخشى إيكويير من أن المرض قد يطغى على السكان داخل حدود الحصن الضيقة وقام بوكيه بدوره بنقل الأخبار حول الجدرى داخل فورت بيت إلى رئيسه، العقيد جفرى أمهيرست، فى رسالة بتاريخ 23 يونيو، وفى رد أمهيرست يوم 7 يوليو، رأى بدم بارد فى ذلك فرصة فى تفشى المرض، “ألا يمكن أن يكون من المفترض إرسال الجدرى بين قبائل الهنود الساخطين؟ يجب علينا، فى هذه المناسبة وقد كتب القائد الإنجليزى العام اللورد “جفرى أمهرست ” فى خطابه إلى هنرى بواكيه ” يطلب منه أن يجرى مفاوضات مع الهنود ثم يقدم لهم بطانيات مسمومة بالجدرى وقد أجابه بواكيه بقوله “سأحاول جاهداً أن أسمهم ببعض الأغطية الملوثة التى سأهديهم إياها، استخدام كل حيلة فى وسعنا”  وفى 13 يوليو، رد هنرى بوكيه، الذى كان يسافر فى تلك المرحلة عبر ولاية بنسلفانيا مع تعزيزات بريطانية إلى فورت بيت، على أمهيرست، واعدًا بأنه سيحاول نشر المرض إلى الأمريكيين الأصليين عن طريق البطانيات الملوثة

قاموا بعد هذه المعاهدات بإهداء الهنود الحمر مئات البطاطين واللحف بعد كل معاهدة يعقدونها معهم ولكن ما لا يعلمه هؤلاء المساكين ولم يخطر لهم على بال أن هذه الهدايا تم جلبها من المصحات الأوربية محملة بجراثيم ووباء الطاعون والدفتريا والحصبة و السل والكوليرا لتحصدهم حصدا دون أدنى جهد يبذله العدو وقد استطاعوا بالفعل قتل الملايين من السكان الأصليين من هنود الحمر وما يبقى منهم يتم حصده يدويا أي بالبنادق ، أنها حرب بيولوجية تم التخطيط لها بدقة واستعانوا فيها بالأطباء لإيصالها بطرق أمنه دون أن تنتقل إليهم , هكذا يملى عليهم الشيطان ويهديهم إلى أقصر الطرق و أخبثها .

من قام بتلك الحرب الخبيثة لا يستبعد عنه القيام بتفخيخ أجهزة اليبجر واللاسلكي وغيرها من مفاجئات لا يعرف عنها شيء حتى الان فهي من تتبع أسلوب فرق تسد ودس السم في العسل فهم من لا امان.. ولا عهد لهم..

Related posts

الاردُن في مثلث النار الذي يحيط به* ماجد الشملان

كل احتمالات الحرب مفتوحة؟* هاني المصري

الدبلوماسية الإعلامية وكلفة الغياب* تمارا خزوز