عمل فني جديد للفنانة العالمية باسكال حرب على هامش اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الجرعة الزائدة

عروبة الإخباري –

يجسد هذا العمل إحساسًا عميقًا بالصراع الداخلي الناتج عن الإدمان. في هذه اللوحة المؤثرة، نجد امرأة جالسة على العشب في برية شاسعة في مكان ما بين الامل واليأس، على مفترق طرق ما بين الغرق والخلاص، معالم وجهها شبه مخفية للدلالة على ضياع هويتها مع إبراز انفها للإضاءة على الضرر الناتج عن المخدرات ومراحله التي سوف نراها لاحقاً، وحيث تبدو غارقة تمامًا في عالمها الخاص. بشرتها، التي تحمل لون الرخام الباهت، تعكس شعورًا بالجمود والافتقار إلى الروح، وكأنها منحوتة بلا حياة ،بشعرها المعركج، الذي يقلل من طبيعتها الانثوية، مُغَيّبة عن ذاتها تحت وطأة عبء الإدمان واللافت عدم وجود اي انعكاسات لها وأي ظل كانها غير موجودة….

تُعزز خلفية اللوحة من تأثيرها الدرامي فالدائرة من الأوراق الذهبية تظهر الشمس التي تشرق في سماء زرقاء، ولهذا دلالة عن توقيت الشروق، وهو البداية الجديدة من جهة ومن جهة اخرى تجعلنا نفكر كيف وصلت السيدة الى هذا الحال والاحداث التي عايشتها ما قبل هذا الشروق، مما يُبرز التباين بين جمال الطبيعة وحالة المرأة النفسية وغيرها. بينما تُضفي الألوان الزاهية للعشب والزهور لمسة من الجمال على المشهد، نجد أن المرأة مستلقية على الأرض، فاقدةً القدرة على التفاعل مع الحياة التي تحيط بها، وكأنها تشهد كل شيء من بعيد ومع ذلك رأسها مرفوع نحو السماء ولذلك علامات نتركها للمشاهد.

لا تقتصر الرموز على سطح اللوحة فحسب، إذ نرى إحدى يديها مُمدَّدة على بقعة من الأرض وهي مقيّدة من اجل الجرعة وهنا للمشاهد ان يتأمل إذا كانت قد اخذتها بالفعل ام انها على وَشك اخذها، وتُظهر هذه العقدة أفعى وهي رمز للشرّ تشدها نحو  طبقة تحتية تحتوي على نيران تُشبه جحيمًا. ومع ذلك، تتلألأ ألوان النار بجمالٍ فائق، مما يُظهر التناقض بين واقعها المظلم وإمكانية الخروج منه. اليد الأخرى مرفوعة نحو الشمس، كأنها تريد الإمساك بالأمل والخلاص، في محاولة  للتواصل مع الحياة.

وعند قدميها، تكشف اللوحة عن طبقة أخرى من باطن الأرض، مُحتوية على جماجم تُعبر عن الموت والنسيان وفوات الأوان. تُظهر هذه العناصر التناقض بين الواجهة الجميلة للحياة وبين الهاوية المظلمة التي تحيا فيها، مما يُعطي للوحة عمقًا يجعلها تعكس حقيقة مؤلمة تُحاكي تجربة الإنسان في التنقل بين الجمال والمأساة والأمل.

لا تكتفي “انعكاسات النسيان” على عرض الألم والتعاسة فحسب، بل تُبرز أيضًا كيف يمكن للجمال الطبيعي أن يكون مجرد وهم في عالم مضطرب. تعكس هذه اللوحة رحلة إنسانية معقدة ومليئة بالتحديات والاختيارات، مما يجعلها تحث المشاهد على التأمل والتفكر في المعاني العميقة للحياة.

لا تكتفي “انعكاسات النسيان” على عرض الألم والتعاسة فحسب، بل تُبرز أيضًا كيف يمكن للجمال الطبيعي أن يكون مجرد وهم في عالم مضطرب. تعكس هذه اللوحة رحلة إنسانية معقدة ومليئة بالتحديات والاختيارات، مما يجعلها تحث المشاهد على التأمل والتفكر في المعاني العميقة للحياة.

Related posts

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة

العراقي للثقافة والفنون يستضيف العين محمد داوودية