أكد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري أن المنحنيات البيانية توضح أن أنماط الحياة المتبعة الآن بالأردن وعلى مدى العشرين سنة الماضية، قد بدأت تتسبب بزيادة واضحة في السرطانات المرتبطة بهذه الأنماط..
وأضاف خلال إطلاق الموجة الثانية من حملة الوزارة التوعية بأنماط الحياة الصحية تحت شعار “حياتك قرارك، فكر باختيارك “، وذلك ضمن مشروع “رعاية” الممول من الاتحاد الأوروبي من خلال التعاون الإسباني، أن هذه المنحنيات بينت أن الزيادة المضطردة والتغير الحاصل على نمط السرطان في الأردن، خاصة فيما يتعلق ببعض السرطانات المرتبطة بالتدخين عند الإناث، والزيادة المضطردة في السرطان التي بدأت تسيطر على أنماط حياتنا مقارنة بدول العالم.
ونوه الهواري إلى بدء هذه المنحنيات في الأردن بالتزايد والتسارع، في حين استطاعت بعض الدول تثبيت منحنياتها، مما يدلل على أن أنماط الحياة التي نعيشها حاليا تسبب الأمراض.
ولفت إلى أنه بمناسبة الحديث عن أنماط الحياة وتأثيراتها، لا بد من التأكيد على ما أشرنا إليه خلال إطلاقنا الأسبوع الماضي لتقارير السجل الوطني للسرطان للأعوام2020، 2021، 2022، والمرتبطة بأنماط الحياة المتعلقة بالسمنة والتدخين، خاصة بعدما استطاعت الوزارة من تحقيق إنجاز هو الأول من نوعه منذ تأسيس هذا السجل قبل ربع قرن، تمثل في إغلاق الفجوة الموجودة في إصدار تقارير هذا السجل.
وأكد الهواري على ضرورة المضي عاجلا بوضع الخطط الكفيلة للسيطرة على السرطان، من خلال تعزيز سبل الوقاية والكشف المبكر وتوفير البنية التحتية الكفيلة بتقديم العلاج اللازم.
وعن دور المواطن، اعتبر أنه شريك أساسي في سعيه لاتباع أنماط الحياة الصحية وتنشئة الأجيال، وإبعادها عن عوامل الاختطار كالسمنة والتدخين، خاصة وأنه من المتوقع أن تزداد نسبة من تزيد أعمارهم عن الخمسة وستين عاما من 5,5% لتبلغ 15% خلال الخمس عشرة سنة القادمة، والذي بحد ذاته يشكل عامل اختطار إضافي لزيادة أعداد المصابين بالسرطان.
وأوضح الهواري أن الإحصائيات تشير إلى أن 78 % من الوفيات في الأردن تعود لأمراض مزمنة يمكن الوقاية منا، وأن حوالي 22,8% من الاردنيين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، كما ان مستويات زيادة الوزن والبدانة وصلت إلى 60,7%، كما بلغت نسبة المدخنين في الأردن نحو 42% لكلا الجنسين، 66,1% للذكور و 17,4% للإناث.
ودعا الهواري جميع الكوادر العاملة ضمن إدارة الرعاية الصحية الأولية لبذل أقصى الطاقات، لتحقيق أولويات محاور الرعاية الصحية الأولية، والتي اعتمدتها وزارة الصحة ضمن الخطة الإستراتيجية لوزارة الصحة للأعوام 2023-2025، والمتمثلة في تعزيز الممارسات السلوكية لأفراد المجتمع ودعوتهم لتبني أنماط حياة صحية.
وأشار إلى أهمية ما تم تحقيقه خلال الموجة الأولى من الحملة، وأثرها على مستوى الوعي الصحي بين أفراد المجتمع، من خلال الوصول المرتفع للرسائل الصحية للحملة التي تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المعتمدة لوزارة الصحة، والقنوات التلفزيونية والإذاعية والمواقع الالكترونية، ومن خلال تنظيمها للفعاليات المجتمعية لتحقيق الوصول الأمثل لكافة فئات المجتمع المحلي.
ويأتي إطلاق هذه الحملة استكمالاً للجهود التي تبذلها وزارة الصحة، لتعزيز وعي المجتمع المحلي بأهمية تبني أنماط حياة صحية، تتضمن التغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والامتناع عن التدخين والإقلاع عنه بكافة أشكاله وأنواعه.
بدورها أكدت قائد فريق الحوكمة والتنمية الإنسانية في بعثة الاتحاد الاوروبي ماري هورفرز، على إيمان الاتحاد الأوروبي الراسخ بأن الرعاية الصحية الوقائية هي استثمار أكثر فعالية من حيث التكلفة في النظام الصحي.
وأضافت أن أنماط الحياة الصحية هي عنصر أساسي في الوقاية من الأمراض غير السارية والسيطرة عليها، وتحسين صحة الأردنيين، واللاجئين المقيمين في الأردن.
أما رئيسة مكتب الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية في الأردن كريستينا غوتيريز، أكدت على التزام التعاون الإسباني بدعم الأردن في تعزيز نظام الرعاية الصحية العام.
وأشارت إلى أن هذا الالتزام قد تم تحديده في الإطار الاستراتيجي بين الأردن وإسبانيا للأعوام 2020-2024، حيث أصبح من أولوياتها تحقيق النتائج في مجال علاج الأمراض غير السارية، والوقاية منها على مستوى الرعاية الصحية الأولية.
وبين مديرية التوعية والاعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور غيث عويس أن الحملة ورسائلها سيتم نشر المواد الإعلامية لها من خلال القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لمدة شهر.
وتابع بأنه سيتم تنفيذ أنشطة ميدانية مجتمعية أيضا بالتعاون مع أقسام تعزيز الصحة في مديريات الصحة ولجان صحة المجتمع في المحافظات، بما يحقق الوصول لكافة أفراد المجتمع، لتعزيز توجهات المجتمع المحلي نحو اعتماد أنماط حياة صحية، تساهم في الوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة.