جماهير الكويت تستحق الأفضل

الإعلامية ليلى القحطاني

مما لا شك فيه بأن جماهير كرة القدم في الكويت، تعتبر ركيزة أساسية في دعم وتطوير الرياضة على الصعيدين المحلي والدولي، فعلى مر العقود، كانت أظهرت هذه الجماهير عشقاً لا يُضاهى للعبة، وحماساً متواصلاً للوقوف خلف فرقها المفضلة، ما جعلها عنصراً مهماً في نجاح الأندية والمنتخبات الوطنية، ومع ذلك، فإن تطلعات هذه الجماهير لا تقتصر على دعم الفريق فحسب، بل تمتد إلى الرغبة في رؤية تطور مستدام للرياضة، سواء من حيث البنية التحتية أو مستوى الأداء الفني والإداري. إن جماهير كرة القدم الكويتية تستحق دائماً الأفضل، تقديراً لشغفها الكبير ودورها المحوري في تحفيز الرياضيين وتطوير اللعبة في البلاد.

ففي خضم الأحداث التي شهدتها مباراة كرة القدم بين منتخب الكويت ونظيره العراقي، والتي انتهت بالتعادل السلبي، أثبتت الجماهير الكويتية مرة أخرى مدى وفائها وحبها العميق لمنتخبها الوطني.

وعلى الرغم من النتيجة التي قد لا تكون مرضية للكثيرين، إلا أن الحضور الجماهيري الكبير في ستاد جابر الأحمد الدولي هو الدليل الأصدق على شغف الكويتيين وحبهم لوطنهم. توافد الجماهير بأعداد غفيرة يعكس الروح الوطنية والانتماء الذي يتميز به أهل الكويت، والذين دائمًا ما يقفون إلى جانب منتخباتهم في كل المحافل الرياضية.

نذكرهنا بأن المباراة كانت قد انتهت بالتعادل السلبي، ما قلص آمال المنتخب في التأهل الى النهائيات.

وبالرغم الفوضى التنظيمية التي صاحبت المباراة، إلا أن شهامة وأخلاق الكويتيين برزت بوضوح، لقد أبدت الجماهير الكويتية روح الصبر والاحترام في مواجهة الازدحام الشديد الذي حدث بسبب سوء التنظيم، حيث تكدس عدد كبير من المشجعين في ممرات الاستاد، بل وفشل بعضهم في الدخول، ومع ذلك، أظهر أهل الكويت قدرتهم على التزام الهدوء، متجاوزين التحديات التنظيمية في سبيل دعم منتخبهم.

ما حدث لم يمر مرور الكرام، فقد شنت الصحف الكويتية هجومًا لاذعًا على منظمي المباراة، وأشارت إلى أن هذه الأخطاء التنظيمية لا تعكس صورة الكويت ولا تعبّر عن المستوى الذي يستحقه الجمهور الكويتي أو المنتخبات الزائرة.

وبسبب هذه الفوضى، تم إيقاف الأمين العام لاتحاد الكرة الكويتي صلاح القناعي ومدير العلاقات العامة والإعلام عن العمل وإحالتهما للتحقيق، مما يعكس التزام الجهات المعنية بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأخطاء.

وعلى الرغم من هذه الأحداث، تبقى الجماهير الكويتية رمزًا للوفاء والانتماء، فهم من دعموا منتخبهم بحب وفخر، وأثبتوا أن مثل هذه الأخطاء لن تضعف من روحهم الوطنية العالية.

Related posts

لميا أم دراكولا* د. سوسن الأبطح

هل تتراجع ألمانيا عن موقفها تجاه الحرب في أوكرانيا؟* د. سنية الحسيني

السمهوري: قرارالجمعية العامة بتحديد سنة لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ملزم