عروبة الإخباري –
التقيْتُها في العامِ الماضي لقاءً أدبيًّا شاعريًّا من على منصّةِ الرّابطةِ العالميّةِ للدّفاع ِعنِ اللّغةِ العربيّةِ، في الذّكرى السّنويّةِ الأولى لتأسيسِ الرّابطة، وكان لحضورِها وقعٌ عليّ كوقعِ نسيمِ الصّباحِ المُنعشِ في جبالِ لبنانَ، وأفاضَ عطرُ كلامِها وشعرِها عطرَ أريجِ البنفسجِ والوزّالِ، وظلَّ صدى ضحكاتِها وشفافيتِها وصراحتِها ماثلًا في القلبِ والبالِ.
وفي الخامسِ من أيلولَ، عام 2024 وكما جرتِ العادةُ أن نحتفيَ بذكرى تأسيسِ الرّابطةِ العالميّةِ للدّفاعِ عنِ اللّغةِ العربيّة ِ،وبدوري أنا كعضوِ هيئةٍ تأسيسيّةٍ وكرئيسةٍ لفرعِ لبنان أحببْتٌ أن أقدّمَ أنشطةَ الفرعِ لبنانيّةً صرفةً ، وقرّرْتُ اختيارَ أدباء وشعراء لبنانيينَ، و هكذا دعوْتُ الشّاعرةَ اللّبنانيّةَ والأديبةَ النّاشطةَ الأستاذة : “إخلاص فرنسيس” الّتي نعتزُّ بها وبحضورِها المميّزِ، فلبّتْ دعوتي مشكورةً بكلِّ سرورٍ.
لقد كان لقاؤُنا مهرجانًا شعريًّا مفعمًا بالحبّ والحبورِ، حيث أنارَتْ شاعرتُنا ليلَ أمسيتنِا بحضورِها البهيِّ وبكلماتِها العنبريّةِ المفعمةِ بالحنينِ للوطنِ والمُثقلةِ بالصّورِ الشّاعريّةِ الفنّيةِ حيثُ حملَتْ شاعرتٌنا لبنانَ في قلبِها ونفحَت في قصائدِها نفحاتٍ من روحِها المحبّةِ، ومن عبقِ اشتياقِها وحنينِها حيث كان لبنانُ حاضرًا معها في غربتِها تركتْه ولم يتركْها فغمرَتْهُ وأحاطَتْهُ بهالةٍ شعريّةٍ، مزّقَتْ فيها أسدالَ الظّلامِ، وخطّتْ كلماتِها مضرّجةً بأريجِ الشّوقِ والحنينِ ، ممزوجةً بمعاناةِ الغربة ِ،فلامسَتْ قصائدُها الوطنيّةُ شِغافِ القلبِ والرّوحِ ، حنينُها للوطنِ كانَ حافزًا لإبداعِها، مٌلهمًا لوحيِها، فجاءَتْ صورُها الشّعريّة مرًصّعةً بجمالِ لبنانَ وباخضرارِ أرزهِ وعظمةِ شموخِهِ، رقيقا كأجنحةِ فراشاتِهِ، لطيفًا كاعتدالِ طقسِهِ شفافًا كطُهرِ ثُلوجِهٍ ودافئًا كدفءِ أحضانِهِز
غُربةُ الشّاعرةِ أثارَتْ حفيزتَها الأدبيّةَ و صقلَتْ موهبتَها الشّعريّةَ والنّثريّةَ، ومن رحم المعاناة وُلدتْ إخلاصُ فرنسيس الشّاعرةُ الموهوبةُ والأديبةُ القديرةُ الّتي سارَتْ على خطى الأدباءِ والعظماءِ أمثال “جبران خليل جبران” وغيرهم من شعراءِ وأدباءِ المهجر الّذين صقلتِ الغُربةُ والحنينٌ للوطنِ مواهبَهم الفذّةَ، فجاءتْ قصائدٌهم مرصّعة بصورٍ فنّيّةٍ حيّةٍ تضجّ بجمالِ موطنِهِم السّاحرِ وجمالِ اللّونِ وبهاءِ الصّوتِ والحركةِ ، معطّرةً بأريجِ الأرزِ وعبقِ البيلسان.
أمّا قصائدُ الحبِّ والغزلِ عندها تتركُ السّامعَ يسرحُ في خيالٍ لامتناهٍ من التّناقضاتِ، فتجدُهٌ مفعمًا باللّومِ والعتبِ حينا وبالحبِّ والشّوقِ والعاطفةِ حينّا آخرَ،وبالفراقِ الحزينِ واللّقاءِ المُفرحِ، وبالحبِّ والكرهِ، الّذي ينقلُكَ إلى عالمٍ شاعريٍّ ساحرٍ لا يفكُّ لُغزَه ُإلّا وحيُها الشّاعريٌّ، نعم وحدها تٌدركُ ما عاشَتْهُ و حدها تُفسّرُ مكنوناتِ نفسِها بأسلوبِها الشّاعريِّ السّاحرِ.
وأخيرًا لا بدّ لي أن أشكرَ حضورَكِ ومشاركتَكِ مجدّدًا في الاحتفاءِ بالذّكرى الثّانية ِلتأسيسِ الرّابطةِ العالميّة ِللدّفاعِ عن اللّغةِ العربيّةِ باسمي وباسمِ رئيسِ الرّابطةِ وباسمِ اللّجنةِ التّحضيريّةِ لقد جعلتِ من أمسيتِنا كرنفالًا شعريًاّ أدبيّا جمعَنا فيه عشقُنا للّغةِ العربيّةِ ورغبتُنا في نشرِها وحمايتِها ، وأن تكونَ وعاءً حافظًاً لكلّ عملٍ أدبيٍّ وفنّيٍ علّنا نٌنعشٌ اللّغةَ العربيّةَ ونحييها من جديدٍ، ونعيدُ لها مجدها وننقذُها ممّا تتخبّطُ به من ضعفٍ وإهمالٍ ، وفي ذلكَ دعوةٌ من القلبِ لنتمسّكَ بهوّيتِنا العربيّةِ الّتي تربطُنا بأوطانِنا وبجذورِنا الحقيقيّة يجمعنا الأدبٌ والشّعرُ ووحدةُ اللّغةِ والموطنِ .
وفيقة فخرالدين من لبنان
الّتي أدارت الأمسية الشّعريّة ورئيسة فرع لبنان في الرابطة العالميّة للدّفاع عن اللّغة العربيّة.