عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
أشهد أن اداءها كان مميزاً في البرلمان السابع عشر، وقد نجحت عن انتخابات عام 2013، عن كتلة الأردن أقوى، كانت مرشحة العاصمة وحصلت على اعلى الأصوات
رلى الفر، وهو اسم عائلتها من خان يونس وهي عائلة مشهورة وتعاطت السياسة والعمل الوطني، أما الحروب فهو من اسم زوجها الصديق رياض الحروب، وهو طبيب
في سبيل نشاطها السياسي والاجتماعاي، عانت رلى كثيراً ودفعت ثمناً في معاناتها، ولكن إصرارها ظل متصلاً وظلت ترى نفسها في مربع خدمة الناس ممن تعرفهم أو لا تعرفهم، فالثابت الحقيقي هو أن النائب نائب لكل الوطن وليس الحارة أو عائلة او شارع او ضاحية.
يأتي قانون الانتخاب الجديد وتخرج رلى لتبشر به، فقد انتظرت هذا اليوم الذي ينتخب الأردن كله اسماء في القوائم الحزبية.
وكانت ترى أنه لا ديمقراطية بلا أحزاب سياسية، ولذا عملت على بناء حزب وفرت له الأسباب الموضوعية ووضعت له برامج، وقد ساعدها من آمنوا بنفس الفكرة في أن تبلور طروحات ناضجة وقابلة للاختيار.
لقد اطلعت ومجموعة من المهتمين على أفكار الحزب من الدكتورة رلى وهي ليست طبيبة وإنما تحمل دكتوراة الفلسفة،
حين بدأ الصديق عبد الحي المجالي يدعو بعض الأحزاب الأردنية الى خيمته التي خصصها للحوار بالحزبي في فترة من الزمن وقد كنت أدرت بعض الحوارات التي جمعت من قبل ومن بعد أحزاب عديدة، كل على انفراد، مثل حزب إرادة، والميثاق والعمال، وغيرها مساهمة من ابو نادر المتحمس للعمل الحزبي والذي يحمل ذكريات عن أحزاب الخمسينات، وكانت مساهماته مكررة في لقاء الامناء العامين وقيادات هذه الأحزاب ، ولم يتوقف الحوار الاّ لضيق الوقت والانشغالات وكان في نيته ان يعطي الفرصة لكل الأحزاب الأردنية لتشرح برامجها وتعرف بنفسها.
أعود الى رلى الحروب، وأرى أنها جديرة بالنجاح وتستحق ذلك بعملها المستمر في الدفاع عن القضايا الوطنية والحياتية، وعن قضايا المرأة، وقلما عرف البرلمان نساء تحت القبة مثلها، ولا أعتقد ان بعض من عرفهن البرلمان من النساء على قلتهن وهن لا يتجاوزن عدد أصابع اليد الواحدة، كنّ أكثر تميزاً من الرجال وأكثر مصداقية واخلاصاً والله أعلم.
لا أزكي على الديمقراطية احدا ، ولكنني عرفت الدكتورة رلى … من الميادين والمواقف على امتداد المملكة، وفي فترات زمنية طويلة وكانت الصوت القوي والذي لا حشرجة فيه، والموقف الصلب الذي لا يتمايل ولا يتردد، كان همها قضايا الوطن والمواطن، آمنت بالمواطنة وعملت من أجلها كما آمنت باقتصاد وطني يسد حاجات مختلف الطبقات ولا يتوقف في حدود جيوب الأغنياء او من يعتقدون انهم يكرمون به على الناس.
كنا واصدقاء نتمنى أن يكون لنا الكثير من الاصوات لنعطي هذه السيدة، فهي الأقرب لما نفكر والأكثر قدرة ما استطاعت ان تترجم ما نرجو من برلماننا، أدعو الى تحكيم العقول والضمائر في الإدلاء بالأصوات وأن لا نتوه مرة أخرى في اختياراتنا فندفع ثمنها حين نختار لأسباب غير موضوعية او مقنعة.
لا أريد ان اتكلم عن برنامج حزب العمال، ولا عن رؤيته التي اختصرتها رلى في (أردن مدني ديمقراطي تعددي تحت عنوان التكافل والتكامل يسود فيه القانون ويبسط القضاء النظامي المستقل الكفؤ سلطته على الجميع وينال فيه الحقوق والحريات ويستحق العدالة، ).. وصلنا برنامج الحزب وتحالفاته، فقد خبرنا الدكتورة من قبل وكان علينا أن نصل بها الى البرلمان، لأن صوتنا سيكون صافياً ونستطيع ان نحاسبها لانها لا تختفي ولا تغيب في يوم كل الأوقات، ونجدها في الميدان دائما حتى عندما كان للكلمة ثمناً لا يدفعه الاّ المؤمنون.