النائب الذي نريد في مجلس النواب الأردني القادم* عارف العدوان

عروبة الإخباري –

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في الأردن، يبرز تساؤل محوري حول نوعية النائب الذي نريده في مجلس النواب القادم. في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المملكة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بات من الضروري أن يتسم النائب القادم بمجموعة من الصفات التي تؤهله لأن يكون جزءًا من الحل لا جزءًا من المشكلة.

النائب الذي نريده يجب أن يتمتع بالنزاهة والشفافية في جميع أعماله. فالثقة التي يمنحها الشعب لممثليه في البرلمان هي مسؤولية كبيرة تتطلب من النائب أن يكون قدوة في السلوك والتعامل. مكافحة الفساد تبدأ من القمة، والنائب الذي يمثل الشعب يجب أن يكون نموذجًا يحتذى به في الأمانة والإخلاص.

العالم يتغير بسرعة، والتحديات التي تواجه الأردن تتطلب نوابًا يتمتعون بوعي شامل ليس فقط بالتحديات المحلية، ولكن أيضًا بالتطورات الإقليمية والدولية. يجب أن يكون النائب القادم ملمًا بالسياسات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على الأردن، وأن يعمل على تعزيز التشريعات التي تساعد في مواجهة هذه التحديات.

النائب الذي نريده هو الذي يظل قريبًا من هموم المواطن. عليه أن يكون مستمعًا جيدًا، يلمس معاناة الشعب ويسعى لحلها من خلال الأدوات التشريعية والرقابية المتاحة له. يجب أن يتخطى الدور التقليدي للنائب المتمثل في الحضور في مجلس النواب فقط، ليكون حاضرًا بين الناس، يفهم احتياجاتهم ويعمل على تلبيتها.

النائب الجيد ليس مجرد ممثل للشعب، بل هو أيضًا مشرع. نريد نوابًا لديهم القدرة على صياغة تشريعات تسهم في تحسين حياة المواطنين وتعزز من استقرار البلاد. يجب أن يمتلك النائب المعرفة القانونية الضرورية والقدرة على التعاون مع زملائه للوصول إلى أفضل الحلول التشريعية.

في عالم السياسة، لا مكان للقرارات الفردية أو الأحادية. النائب الذي نريده هو النائب الذي يستطيع بناء جسور من التعاون مع مختلف الأطياف السياسية والمجتمعية. يجب أن يكون قادرًا على الحوار والنقاش، وقادرًا على تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والمصالح المحلية.

الشباب والمرأة هما عماد المجتمع الأردني، ولذا يجب أن يكون النائب قادرًا على تعزيز دورهما في الحياة العامة. النائب الذي نريده هو من يحرص على تبني سياسات تساهم في تمكين الشباب اقتصاديًا وسياسيًا، ويدعم مشاركة المرأة في جميع المجالات.

من أهم أدوار النائب هو الدور الرقابي، والذي نريده هو من يراقب عمل الحكومة بجدية ويحاسب المسؤولين عند التقصير. لا مكان للتراخي أو التواطؤ في هذا الدور، فالمساءلة والمحاسبة هما أساس العدالة والنزاهة في العمل العام.

النائب الذي نريده في مجلس النواب القادم هو الشخص الذي يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، هو الشخص الذي يتمتع بالنزاهة والشفافية، ويمتلك الوعي بالتحديات الوطنية والدولية، ويتفاعل مع احتياجات المواطنين. نريد نائبًا قادرًا على صياغة التشريعات والرقابة على الحكومة، معززًا لدور الشباب والمرأة، ومنفتحًا على الحوار والتعاون.

Related posts

اللي استحوا ماتوا* فارعة السقاف

تجربة النضال الفلسطيني: خصوصية مقاومة تقاوم التعميم* هاني ابو عمرة

كلفة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي* جواد العناني