عروبة الإخباري –
في وقت تحاول فيه إيران تعديل استراتيجياتها وتوسيع دائرة تحالفاتها في الشرق الأوسط، يظهر التوجه الإيراني الجديد نحو إقامة تحالف مع تركيا والسعودية كمحاولة يائسة لإنقاذ موقفها الإقليمي بعد سنوات من السياسات العدائية التي أضرّت بالمنطقة بأكملها.
بعد سنوات من الاعتماد على الأيديولوجيا الثورية في إدارة سياستها الخارجية، تجد إيران نفسها اليوم مضطرة للتوجه نحو البراغماتية السياسية، في محاولة لتخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد. هذه التحولات تثير تساؤلات حول مدى صدقية نوايا إيران في تهدئة الأوضاع الإقليمية، خاصة في ظل تاريخها المليء بالتدخلات العسكرية والسياسية في دول الجوار.
التقارير تشير إلى محاولة إيران إقامة تحالف مع تركيا والسعودية وربما مصر. ولكن هل يمكن الوثوق بإيران بعد كل ما قامت به من زعزعة الاستقرار في المنطقة؟ هذا التحالف قد يكون خطوة تحاول من خلالها طهران تحسين صورتها واستعادة بعض النفوذ الذي فقدته، ولكن يبقى السؤال: هل ستنجح إيران في هذا المسعى أم أنها تسير نحو فخ جديد؟
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، تجد إيران نفسها في وضع حرج، حيث يتزايد القلق من احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي فرض أقسى العقوبات على النظام الإيراني. وبينما تحاول إيران فتح نوافذ جديدة على العالم، تبقى هذه المحاولات محفوفة بالشكوك، خاصة في ظل تضارب المصالح الإقليمية والدولية.
التحالف الإيراني الجديد قد يبدو استراتيجياً في الظاهر، ولكنه في الحقيقة محاولة يائسة للخروج من الأزمة الحالية. إن إيران تحاول اليوم التودد إلى جيرانها، ولكن السؤال الأهم: هل يمكن الوثوق بنواياها؟ أم أن هذا التحالف سيكون مقدمة لفشل جديد في تاريخ السياسة الإيرانية؟