عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
تراجع الوضع في خدمات الصحة ومؤسساتها كان موضع نقاش … انضمام مجموعة من الاطباء خاصة أن الانفاق على الصحة ما زال عالياً، لكن المشكلة هي في دقة توزيعه وتنظيمه وفي الهدر المصاحب لذلك رغم ان هناك محاولات عديدة قامت، بعضها ما زال على الورق ووضع في الأدراج والبعض الآخر جرت ممارسته، لكن هناك اختلافات على نجاحه وجدواه مثل مشروع حكيم لتنظيم صرف الدواء.
الجسم الصحي أو الخدمات الصحية مبعثرة بين القطاع العام (الحكومة) والخاص المتنوع وكانت المراحل التاريخية قد شهدت أحياناً الدمج.. وأحياناً الانفكاك، وقد قامت في مرحلة الخدمات الطبية كنموذج، لكن الانهيارات جاءت في سياق عام، ولذا كان التراجع ولم تضم مستشفيات جديدة منذ فترة طويلة والمستشفيات القديمة بدأت متراجعة وبحاجة الى صيانة لائقة ومتصلة، وبعضها بدى معه عملية التحديث كالذي يصب الماء في سنسلة اذا ان التصليح تأخر وحجم العطب اصبح أغلب من الإصلاح، وهذا ينسحب على مستشفى البشير وحمزة الذي جرى تغيير وضع مرجعيته، وهناك مستشفيات أخرى ولم يحن الوقت بعد، وهكذا يبدو لتقييم فكرة وإحداث المستشفيات المتنقلة التي بنيت في ظروف طارئة (الكورونا) وكان لها أهمية وأيضاً كان يجب أن يلحقها تطورات اخرى منها إعادة انتاج المستشفيات القديمة التي تعطلت أو عملت جزئياً والتراجع في الخدمة الصحية، رافقته ذرائع عديدة وتبريرات، لا يرى المواطن انها مقنعة حين بدت اعراض التراجع عميقة السلبية.
في سياق التراجع العام، كان التعليم على كل مستوياته، ولذلك حديث أخر، لكن الحالة التي يجب مناقشتهاا باتساع وعقد مؤتمر وطني يتخصص بمناقشة كافة الجوانب وأن يبدي القطاع الخاص رأيه ويعرض استثماراته لأنه البديل الممكن الآن وفي هذه الظروف.
كنت في هذه المسائل تحدثت مع عديد من الأطباء خاصة اولئك الذين لديهم متابعة وخبرات خاصة ممن عملوا مدراء في مستشفيات عامة أو خاصة، وتكونت لديهم أفكار متكاملة وواقعية عن امكانية الانقاذ والاصلاح، وكانت الحصيلة من الأفكار لدي عديدة وواسعة وبعضها غير واقعي … ينطلق من ضرورة توفير امكانيات كبيرة ولا يأخذ بعين الاعتبار محدودية الامكانيات او التعامل ضمن المعطيات القائمة، وهي معطيات كافية ان تتحمل التغيير وان تنهض به، وهي كلها، اي الامكانيات بحاجة الى التدوير وإعادة الانتاج باستعمالها على خطط وتصورات مختلفة.
كانت الحكومات المتعددة السابقة وحاملوا حقائب الصحة يعيشون تسارعاً في ايقاع الطلب على الخدمة والاعتراف للاجابة على الاسئلة العالقة او المستجدة، او الطوارئ دون أن يكون هناك الوقت الكافي للتفكير العملي والهادئ للتغير اوتحمل مسؤولية التعبير او طرح الأفكار.
ما زلت استطيع، وهناك من اعتقد ان من الضرورة أن اسمعهم لأن من يتولى حقيبة الصحة أو التعليم في النهاية هو سياسي ولا بد ان تتوفر لديه الخبرة والتصورات، بعض الأطباء الذين تحدثت معهم لا يريدون ذكر اسمائهم رغم أفكارهم التي لا اعتقد ان احدا يمكن أن يعترض عليها، والبعض الآخر لا يمانع ان تنسب اليه أفكاره.
من الذين استأنست برأيهم واستمعت اليهم وعلى فترات مختلفة كان الدكتور باسم سعيد مدير عام لأكثر من مستشفى من بينها عمّان الجراحي في أكثر من مرحلة، وقد عمل طبيبا
ممارساً وما زال يعمل في عيادته ولديه خبرة طويلة، وسأكون قادراً على تلخيص أبرز أفكاره الواقعية التي تدعو الى إعادة التغيير بوسائل متاحة وبتصورات ناتجة عن حوارات معقولة وسوف اقوم بسرد تصورات الدكتور باسم سعيد للحالة العامة في إطار الخدمات الصحية ومهمات من يقودها في كتابة أخرى فيها وجهات نظر أخرى لأطباء استمعت لهم