ناصر المريّ… “الكويت كما يجب”

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب

هذه مناسبة لأذكر بمواقف الكويت وخاصة موقف الشارع الكويتي من الحرب غلى غزة، وهو موقف ينسجم طايضا مع الموقف الرسمي الكويتي في البرلمان والاحزاب والأطر السياسية الاخرى.
ظلت الكويت على وفائها لبعدها العربي رغم تقلبات الاقليم ورغم ما عرفته من تحديات
اذكر ذلك بمناسبة لقاء لم يكن مخططا مع شخصية كويتية مثقفة وخبيرة بالشأن الكويتي عرفني بها الصديق حيدر المجالي “أبو نشمي” الذي يعمل في البحرين في أوساط مالية وادارية وهو صاحب نشاط اجتماعي أردني ولديه رؤية لتطوير الاقتصاد الأردني، استمعت لها حين استضفته في برنامجي اللقاء المفتوح في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية.
أعود للحديث عن الضيف الكويتي الذي كنت أرغب أن يستكمل الحديث عن الكويت مرة أخرى، ولعله يمكنني من تكوين رؤية أوضح خاصة أنه ليس دائما يمكن أن يتاح المجال لمقابلة شخصية كويتية بهذا الوزن تتمتع بالمصداقية والتوازن والخبرة والمسؤولية
حكمي على ذلك ياتي بعد أن التقيت شخصيات من النوع الآخر الذين يشعرون بالاستقطاب ولا يضعون بلدهم حيث يجب أن يكون ويدخلون الى صراعات يعاني فيها الكويت وانعكست على برلمانه وطبقته السياسية وديوانياته.
ناصر المري كان في الجلسة يستمع أكثر مما تحدث وقد سرد أحد الجالسين ممن عملوا في الكويت قبل نصف قرن ماجاء في وثائق قديمة قال انه حصل عليها تحكي عن الكويت في الستينيات من القرن الماضي، فصحح ناصر المري بعض الطروحات التي لم تستكمل في الحديث لقصر المدة وارتباطه بمواعيد لاحقة اضطرته ان يغادر بسببها، وقد أضاء فترة من تاريخ الكويت ظلت بحاجة الى اضاءة خاصة في اقليم عربي، كان حينها مضطرباً ولكن شخصيات مسؤولة من العائلة المالكة الكويتية استطاعوا بحكمتهم وصواب رؤيتهم أن يحافظوا على الكويت وأن يأخذوها بعيداً عن الاستقطاب وأن يعيدوا اليها الحيوية وتأكيد الاستقلال.
كنت بحاجة ان اسمع حديث ناصر المري الذي صحح في معلوماتي بعض الحقائق عن دور كثير من الجاليات العربية في الكويت ودورها ووصولها الى هناك، وهذا ما خدم كتابي الذي اتحدث فيه عن بعض الأسر الفلسطينية التي وصلت الكويت مطلع الستينات ومنها عائلة صديقي الدكتور فطين البداد، وقد كتب أحد الدكاترة الكبار الكويتيين عن ذلك.
مصداقية ناصر المري، تستند الى دوره وموقعه ايضاً، هو نائب سابق مستقل في البرلمان الكويتي قبل ديسمبر 2012، وللذين لا يعرفون البرلمان الكويتي، فانه ظل يمثل .. سياسة ويتمتع بتيارات وحوارات وقدرة على النقد وقد واجه الحل واعادة التشكيل اكثر من مرة في محاولة أحداث توازنات تستطيع الحكومات فيها أن تؤدي دورها بتوازن.
الحكومة الكويتية الآن وعلى رأسها الأمير، ورئيس الحكومة أحمد عبد الله الأحمد الصباح، اكدوا قدرتهم على قراءة الواقع الكويتي والاقليمي والعربي، وجعلوها اكثر توازنا حتى في مواجهة القوى الغربية المتنفذة ذات البوارج والأساطيل في الخليج، فقد كانت الكويت قادرة على اقامة علاقات متوازنة مع أطراف دولية عديدة منها ايران والصين تحديداً وحتى روسيا وغيرها من الدول.
المري الذي نتحدث عنه هو رجل مال واعمال من طراز رفيع، فهو رئيس مجلس إدارة شركة نور المال للاستثمار المالي ومدير إدارة … من الهيئة العامة للاستثمار ورئيس قسم الشؤون الإدارية والمالية بمنطقة .. الصحية وقد شغل مناصب سابقة عديدة وحظي بعضوية مجلس ادارة الخطوط الجوية الكويتية وبيت التمويل الكويتي وشركة الفنادق الكويتية وعضر مجلس ادارة مجموعة الصناعات الوطنية والشركة الباكستانية الكويتية للاستثمار وعضو مجلس ادارة البنك الكويتي للتنمية.
يتحدث في السياسية كخبير ومجرب، ولكنه لا يرغب ان ينتسب لذلك، او يدعي ذلك، وامتداده في الشركات والأعمال ورؤوس الأموال مكنه من .. أن يتحدث عن بيئة الاستثمار الأردنية التي كنت ارغب ان يزيد في الحديث عنها وذلك ماتحدث فيه وجاهياً نائب رئيس مجلس ادارة نور للاستثمار المالي الدكتور حيدر المجالي على هواء الاذاعة الأردنية ووسائل اعلام اخرى وهو ماجرى تلخيصه في الجلسة الضيقة المستعجلة.
نشعر بالرضى حين تتحدث شخصية منصفة مثل ناصر المري عن الأردن وسياساته وتوجهاته ومنافع الاستثمار فيه، لأن الحديث يقوم عن خبرة، ولذا يحدونا الأمل دائما في ان مثل هذه الشخصيات هي ما نرغب ان تقتحم بيئة الاستثمار الأردنية وأن تعمرها بالاستثمار متمنيين للضيف طيب الاقامة باستمرار.

Related posts

حكومة لا تكفيها مهلة 100 يوم* ماهر أبو طير

مطلوب من الرئيس أن يسمع الأردنيين ويتحدث معهم* حسين الرواشدة

أبرز القوى في صياغة الرأي العام الأميركي إسرائيلياً وفلسطينياً (4-5) مع اقتراب الانتخابات الأميركية *د. اسعد عبد الرحمن