أعلن مركز الحياة راصد أمس عن إطلاق بوصلة الناخب الأردني الممولة من الاتحاد الأوروبي والتي يتم تنفيذها بالتعاون مع المعهد الهولندي للديمقراطية متعددة الأحزاب.
وتأتي البوصلة كأداة إلكترونية لمساعدة الناخبين والناخبات على تحديد الحزب السياسي الأقرب لتوجهاتهم ومواقفهم، حيث سيقوم الناخبون والناخبات بالإجابة عن مجموعة من الأسئلة ليحصلوا في النهاية على نتائج تظهر لهم الأحزاب الأقرب إلى آرائهم وتوجهاتهم السياسية وذلك بناءً على إجاباتهم.
وتأتي أهمية البوصلة في هذا الوقت قبل الانتخابات النيابية كأداة تسهم في تعزيز الوعي السياسي لتساعد الناخبين والناخبات على فهم مواقف الأحزاب السياسية بشكل أفضل، كما تهدف بوصلة الناخب إلى تعزيز اهتمام الناخبين والناخبات بالانتخابات من خلال تمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة حول آلية اختيارهم للقائمة الحزبية التي تتناسب مع توجهاتهم في الانتخابات. وتحقق هذه البوصلة نوعاً أعلى من الشفافية الحزبية تجاه القواعد الانتخابية لما في ذلك من أهمية كبيرة للمواطن الأردني.
وبخصوص المنهجية المتبعة في إعداد وتنفيذ بوصلة الناخب، بيّن راصد أنه تم تشكيل فريق من الخبراء لصياغة أسئلة يتم طرحها على الأحزاب الأردنية من خلال مقابلة القيادات الحزبية.
وفي هذا الإطار فقد تمت مقابلة 37 حزباً أردنياً مسجلاً من أصل 38 حزباً، ووصل عدد الأسئلة التي تم طرحها على الأحزاب إلى 95 سؤالاً وتمت الإجابة عنها من قبلهم، وتم تحليل الإجابات لتحديد التوجه الأيديولوجي للأحزاب السياسية. وسيتم ربط إجابات الأحزاب على منصة خاصة مع 35 سؤالاً يتم الإجابة عنها من قبل المواطنين لتبين مدى توافق توجهاتهم مع توجهات الأحزاب السياسية؛ حيث ستعمل البوصلة على مساعدة المواطنين أيضاً على تحديد توجهاتهم وهوياتهم السياسية بما يتوافق مع إجاباتهم.
وبينت بعض النتائج التي تم استخلاصها من الإجابات الخاصة بالأحزاب أن 35 % من الأحزاب السياسية الأردنية لا تؤيد اتفاقيات التجارة الحرة وتعتبر أنها لا تؤثر ايجاباً على الاقتصاد الوطني، بينما يوافق 37.8 % من الأحزاب السياسية الأردنية على أن الخصخصة تعود بالفائدة على الاقتصاد الأردني، ويوافق 70.2 % من الأحزاب السياسية على أنه يجب أن يكون هناك تدخل حكومي قوي في الاقتصاد، ويؤيد 55.6 % من الأحزاب السياسية الاستمرار في ربط الدينار الأردني بالدولار الأمريكي، بينما لا يوافق 13.6 % من الأحزاب السياسية على تطبيق نظام الضريبة التصاعدية على الشركات.
كما بينت النتائج أن 10.8 % من الأحزاب لا توافق على أن تكون التشريعات والسياسات المرتبطة بالسياحة أكثر انفتاحاً، وتبين أن 94.6 % من الأحزاب توافق على إحلال العمالة الأردنية مكان الوافدة، كما تبين أن 75.6 % من الأحزاب الأردنية توافق على إعادة اللاجئين إلى أوطانهم.
يذكر أن بوصلة الناخب يتم تنفيذها من قبل مركز الحياة راصد بالتعاون مع المعهد الهولندي للديمقراطية متعددة الأحزاب وذلك ضمن مشروع دعم الإصلاحات الديمقراطية في الأردن الممول من الاتحاد الأوروبي والمنفذ من قبل مؤسسة الخبرة الفرنسية وشركائهم.