عن زياد صلاح مرة أخرى!

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –

كتب لي الصديق زياد صلاح “أبو عمر” الذي اقترن دوره بالابداع الهندسي وبنائه مجموعة من المشاريع والإنجازات العديدة التي كنت كتبت عنهما سابقاً حين كرمته نقابة المهندسين.
المهندس زياد صلاح جليس في بيته يتألم لما يجري الآن من خذلان لما أصاب غزة من تدمير وجحود ويقول “أعلم كل العلم أنك تتألم مما يجري على أرض غزة، فقد اصبحت الحياة لا تعني شيئاً. فالآن الآلاف من اهلنا يموتون يومياً وأمتنا لا تفعليه جعلت إسرائيل حبها حرب ابادةفي حين استبدل العرب النخوة بالصمت وسكتوا عن الحق
أخي زياد صلاح يدعى له لأنه من أنجز بناء مسجد الملك الشهيد كمهندس ومقاول ويناله آجر كبير وهذا يدخل الطمأنينة الى نفسه وهو في كل يوم ينظر الى الوراء فيجد أنه ترك آثراً عميقاً ينفع الناس، وهو يذكر انه عندما كان رسى عليه العطاء كانت اسعاره أقل من سعر الشركة الكويتية المنافسة وأن الوزير المعني انذاك طلب منه أن يخفض السعر الذي تقدم به ب 100) ألف دينار، وأنه فعل ذلك برضى، فقد كان مسروراً أنه يبني مسجداً مميزاً. ويقول إن ما أدخل على نفسه الرضا ان المرحوم الملك الحسين طيب الله ثراه، كان يديم الزيارة للمسجد وهو في حالة الانشاء، وأنه في واحدة من المرات التي زار فيها المسجدالتقى المهندس المشرف، وقال له أنك تنجزون شيئاً عظيماً، هل لك أي طلبات؟ فقال المهندس أنا لبناني يا سيدي، فأمر له جلالته بجنسية أردنية ولعائلته، وكان قد تسلم الجنسية بعد أسبوع، واستمر جلالته يتابع الإنجاز الى يوم الافتتاح.
ويقول المهندس زياد كنت أشعر بالفخر لأنني أنجزت ذلك رغم انجازاتي للعديد من المشاريع، الاّ أن مسجد الشهيد المؤسس ظل على راس كل ذلك، لأن أولادي وأولاد أولادي سيظلون يفخرون أن جدهم قام ببناء مسجد الشهيد الملك عبد الله الأول رحمه الله.
أدرك تماماً واتمنى ان يدرك الجيل كله أن قيمة الإنسان هو في ما ينجز وأن العمل عبادة وأن العطاء يكبر الوطن به وبه يزهو الابناء، وهو أي العمل والعطاء ما يؤكد الانتماء الوطني وليس الادعاء أو الخطابة أو جمع المال الذي يجعل الناس تتغير وتجعله هدفا لايخلد
الوطن قيمة سامية وتقدسيه بعد الله ونذكر بقول الرسول (ص) حين غادر مكة مجبرا ومبعداً ومما قاله وهو ينظر اليها وتدمع عيناه “والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت… والله أني اشتاق اليك كما تشتاق الإبل الى الحداء”.
المهندس زياد يستطيع أن يشعر بالطمأنينة والرضى عن نفسه، لما له من رصيد، فالآف المصلين يرفعون اسم الله في هذا المسجد (مسجد الملك المؤسس يومياً ويناله من ذلك ثواب”، فما زالت صورة المسجد تزين فضاء عمان، وهي إشارة مميزة في العاصمة تدل عليها كمعلم بارز.
والمهندس زياد نموذج لآخرين قدموا بعضهم ما زال بيننا وبعضهم رحل وأعمالهم روافع لاسم الأردن وجعله في المقدمة، أما الذين خذلوا غزة وأهلها، فإن الله كفيل بهم وهو لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

Related posts

لميا أم دراكولا* د. سوسن الأبطح

هل تتراجع ألمانيا عن موقفها تجاه الحرب في أوكرانيا؟* د. سنية الحسيني

السمهوري: قرارالجمعية العامة بتحديد سنة لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ملزم