عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
الرئيس محمود عباس في القراءة للواقع الفلسطيني، وضع النقاط التي يجب ان توضع لتصبح القراءة على النص الفلسطيني الذي كثرت فيه الاجتهادات ، رغم أن الرئيس تحدث كزعيم ومناضل ومفكر سياسي وثمن ذلك لموقف النصر أو الشهادة.
الرئيس تحدى ورمى حجراً في البركة العربية والدولية ليسمع العالم ويرى حين دعى الرؤساء والزعماء والامين العام للأمم المتحدة الى مرافقته الى غزة ليكون مع شعبه وبين شعبه، مؤكداً انه سيقدم على ذلك، إذ أن حياته ليست بأغلى من أصغر طفل في غزة، اضافة أن البرلمان التركي صفق للرئيس بإحساس الصدق، فالنواب الذين صفقوا له لأنهم يؤيدونه،
هذه هي تركيا الآن وهذا هو شعبها.
أن برلمان و ليس الكونغرس الكاذب الذي صفق للقتل وحرب الابادة ولنتنياهوالمجرم
الاتراك صفقوا لفلسطين ولتمثيل فلسطين والقدس وغزة وصمودها.
الرئيس عباس الآن أمام مواقف لا بد أن تتخذ فيها مواقف وقرارات، فالحرب، حرب الابادة طالت والقراءة تاتي من متخصص في الحركة الصهيونية ومن قائد جرب النضال وخاضه عملياً، وكما يرى الرئيس وكما هو الواقع حرب ابادة على الشعب الفلسطيني، تستهدف حيازة الأرض دون أهلها وتصفية القضية الفلسطينية وطي ملفها مزايجري في غزه هو امتداد للنموذج الذي اعتمدته الحركة الصهيونية عشية قيام اسرائيل حيث قامت منظماتها المتطرفة مثل انسل والهجاناة وتشيرن وغيرها، من المنظماتت العديدة التي فرخت فيما بعد، وما زالت قائمة، وقد رأيناها الآن تقتل في الضفة الغربية وتحرق البيوت والهدف واحد، هو ترحيل الفلسطينيين او قتلهم وعدم ترك خيارات لهم، فإما أن يرحلوا أو أن يستسلموا أو يقتلوا، هكذا اراد نتنياهو.
الرئيس علاء الان يقبل التحدي ويسقط كل اشكال المزايدة عليه وعلى قيادته بالمبادرة الشجاعة التي أطلقها، ففي الوقت الذي يهرب القادة أو يغادروا ويتركوا بلدانهم في الصراع ييدعو الرئيس إلى التوجه الى الميدان حيث غزة، وحيث الدمار والقتل وحيث تمارس النازية الاحتلالية الاسرائيلية أبشع أنواع القتل على مسمع العالم وشاشات التلفزيون
يذكرني الرئيس عباس بالمجاهد الشهيد عبد القادر الحسيني، الذي حين خذله الزعماء العرب وخذلته الجامعة العربية حين التقاهم في دمشق، فكتب وصيته وغادر الى القدس،ليستشهد في اليوم التالي من عودته في معركة القسطل بالقدس لأنه أدرك أن بريطانيا شريكة في الحرب مع الحركة الصهيونية على شعبه ووطنه وأنه لا يمكن أن يكون وسيطاً او محايداً، وهذا ما ادركه الرئيس عباس الان تماماً في الموقف الأمريكي الشريك لاسرائيل ومساعدتها في عدوانها باستعمال الفيتو الأمريكي والدعم غير المسبوق بكل أنواع الأسلحة لقتل الشعب الفلسطيني.
تشخيص الرئيس عباس واضح ولم يترك في مضمونه مجالاً للمزايدة أو المناقصة فقد بذل جهوداً اقرها العالم في سبيل السلام والوصول الى حل بالطرق السلمية، ولكنه اليوم، يصل اليوم الى طريق السلام مسدود تماماً، حيث اختارت اسرائيل الحل عن طريق تصفية الشعب الفلسطيني وابادته والتخلص منه، وهو الأمر الذي تقوله ويقوله وزراؤها وتمارسه امام العالم، متجاهلة قرارات الشرعية الدولية، ومحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة بكل هيائتها.
ماذا بقي أن يفعل الرئيس وهو يرى شعبه يقتل ويباد ولعل الطرح الجريء الذي دعى له يجعل العالم يتحرك
في هذا العالم شرفاء، يحرصون على تجنب حريق المنطقة برمتهاووهويدعوهم علنا
الرئيس يمضي كما مضى الحسين الاول في كربلاء وينشد الشهادة، أن لم يتدخل العالم، ويريد الذهاب الى غزة ليكون شاهدا وحتى شهيداً، وأن كتب له العمر بعدها الى القدس، انه يدعونه الشجاعة يريد تعليق الجرس، وهو على الحق الذي رأه الحسين سبط الرسول حين استشهد في سبيله.
ولعل الوحدة الوطنية الآن يكفيها تطابق الشعار “الشهادة أو النصر”.
وهو شعار بطل ثورة عام 1936، عز الدين الذي خرج ليقاتل الإنجليز، في احراش يعبد، بعد ما رأى أن الحرب على فلسطين هي حرب بريطانيا والصهيونية ومن بعده أدرك الكثيريون صواب رؤيته وما زالوا.
احيي الرئيس عباس على موقفه وأدعوا الله ان يمد في عمره ليفعل ما اراده، فهذا هو الخيار الاخير، فليس لدى الشعب الفلسطيني ما لدى اسرائيل من ترسانة السلاح وليس مع الشعب الفلسطيني الاّ أحرار العالم وارادته وتضحياته.
بندقية الرئيس الآن هي حياته، وإذا كان قد ارتضى ذلك، فإن خيار قيادته لا بد ان يكون هو خياره، ومن هنا تبدأ الوحدة الوطنية التي لا بد أن تعمد في غزة لتكون دماء الشهداء شاهداً عليها.
أمضي ايها الرئيس المؤمن، فقد حاول الكثيرون أن ينالوا من مواقفك دون ان يدركوا طبيعة شرعيتك وما في جعبتك من أوراق.
انك لا تنهى عن خلق وتأتي مثله، ولكنك تريد تكريس الموقف البديل حين تمضي اسرائيل في عدوانها وهو الاستشهاد وانت لا تنتظر غير ذلك، اليوم وتريد أن تبدا بنفسك انها القسطل الأخرى الان فلا تخذلوا الرئيس، ويا أيها الشعب الفلسطيني التف حول نداء الرئيس أنه يمضي الآن في الطريق الصعب الذي لم تجعل له اسرائيل بديلاً.فسلام عليك