عروبة الإخباري –
لا شك بأن ما ان كتبه الدكتور، محمد أبو هديب، البرلماني المخضرم ورجل الدولة الحقيقي، عبر من خلاله عن الكثير من الشباب والمواطنيين الأردنيين، عن قلق عميق بشأن مسار التحديث السياسي، ويطرح تساؤلات حيوية حول كيفية تشكيل الأحزاب السياسية وما إذا كانت هذه الأحزاب تمثل تطورًا حقيقيًا أو مجرد واجهة أخرى للنفوذ المالي والمصالح الخاصة.
من الواضح أن الهدف من الانتقال إلى حياة سياسية جديدة يعتمد على تعزيز العمل الجماعي المبني على أيديولوجيات واضحة ومحددة، تُقدم حلولًا لمشاكل الوطن والمواطنين.
لكن الواقع الحالي، كما يشير الدكتور أبو هديب، يشير إلى أن هذا التحول لم يحدث بالشكل المرجو، وبدلاً من ذلك، ما زال المشهد السياسي مشوهًا بسيطرة المال والنفوذ، مع استمرار غياب البرامج الحقيقية والمشاركة الفعلية من قبل الناخبين والمتواجدين في الحياة الحزبية.
الأخطاء التي ارتكبت في اختيار من يقودون هذه الأحزاب وأولئك الذين يشكلونها، كما تم التأكيد عليه، تتعلق بتفضيل أصحاب المصالح المالية والعقارية الذين يفتقرون إلى الخبرة السياسية والاجتماعية، مما جعل هذه الأحزاب عاجزة عن تقديم رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة.
النقد الموجه إلى القوائم الحزبية والانتخابات، والذي يتجلى في عودة الشخصيات التي أساءت الأداء في الماضي، يعكس إحباطًا من عدم التغيير الحقيقي. بدلاً من تطوير مشهد سياسي ناضج يستند إلى برامج ورؤى تعالج القضايا الحقيقية، يبدو أن العملية الانتخابية تحولت إلى استعراضات إعلامية وصراع على النفوذ.
في هذا السياق، لا بد من التأكيد على أهمية المشاركة الفعلية وتفعيل العمل الحزبي الجماعي الذي يركز على البرامج والرؤى الواقعية التي تلبي تطلعات المواطنين. إن عدم تحقيق هذا الهدف يعني استمرار الفجوة بين الشعب والمؤسسات الدستورية، ويزيد من انعدام الثقة في النظام السياسي.
المرحلة المقبلة ستشهد تقييمًا عميقًا لهذا المشروع السياسي، حيث ستكون النتائج هي الفيصل في تحديد نجاحه أو فشله. من المهم أن يكون هذا التقييم صادقًا وشاملًا، لأن مستقبل الوطن وأجياله يعتمد على هذا المشروع. وفي النهاية، يبقى الأمل أن تحمل الأيام القادمة بوادر التغيير الحقيقي الذي ينشده الجميع.
حمى الله الأردن وأدام عليه الأمن والاستقرار.