عروبة الإحباري – كتب سلطان الحطاب
البقية في أعمار رجائي وسيرين ومنى، لن يغيب اثرك يا صالح بن رجائي المعشر، حتى وإن كنت وحيد والديك، فقد ظلوا إثرا يحمل اسمك،
خطفه الموت ليفجع به والده الذي بذل كل جهد ليحتفظ بحياة صالح الذي حمل اسم الجد.
لن تكون التعزية في الراحل هينة ، ولكنه القدر، فالله اعطى والله أخذ، ومن يعرفون رجائي المعشر وشجاعته ورباطة جأشه وإيمانه القوي، يعرفون أنه سيمضي وقد تغمد الرب الفقيد بالرحمة والمغفرة،
لا نعرف الكثير عن الراحل الذي عانى مرضاً ورحل بسببه
الاّ أن اللذين عرفوه وعرفوا دماثته وطيب معشره وأخلاقه وبره بوالديه وافتخاره بهما، وكيف كانت صلته لا تنقطع بعائلته واهله الذين أرهقهم مرضه.
ولكننا جميعاً نعرف والده، أبو صالح، رجائي المعشر، وما بذله في سبيل شفاء ولده وفي سبيل الرحمة لروحه واستقرارها بما قدم من خير وما سيقدم في سبيل سكينة روح أالفقيد
كان صالح المعشر الاول باراً وكان وطنياً مخلص لم يسكت على خطأ، وكان يعارض حين تجب المعارضة ويوالي حين تستوجب دواعي الوطن، وقد ورث عنه رجائي كل تلك الصفات الوطنية في بلده وبين أهله.
سيكون الناس حولك اليوم يا ابا صالح، لأنك أحببت الناس فأحبوك، وواسيتهم فجأوا يواسوك وانت تستحق ذلك، فقد فقدت عزيزاً هو وحيدك الذي شاء القدر ان يمضي
سيكون “المعشرين” هكذا ينادي الأردنيون على العائلة الكريمة ذات الجذور العريقة مكلومين بفقدان إبن عميد العائلة وسيجدون في العزاء الأردنيين من مختلف مستوياتهم ليكون السلوان والصبر والتحمل.
تعجز الكلمات عن وصف الألم ومشقة وحسرة الفقد، لكن ذلك سيبقى وستبقى الكلمات الطيبة التي سيسمعها أبو صالح، بلسماً وعوناً له وللأهل جميعاً، وستبقى سيرين ومنى ورجائي، وهم ثمار طيبة من صالح في عناوين الحياة ليحملوا ذكرى والدهم وتقر بهم عيون الجد رجائي وهم يعودون للوطن ويودعون الراحل والدهم في ترابه
كل التعزية لأبي صالح وعائلته جميعها ولأهل الفقيد وزوجته واصدقائه، وكل الرحمة والمغفرة والذكر الطيب الباقي الذي سيغطي على الفقد ويكون العزاء الأمثل.