عروبة الإخباري –
الخبر – ريتا بولس شهوان –
بعد ساعات قليلة على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق يوم 1 ابريل من السنة الجارية، والذي قضى فيه قادة أمنيين وعسكررين إيرانيين، هبطت طائرة عراقية على متنها شخصية قيادية بالحرس الثوري الإيراني وقيادي آخر في الاستخبارات الإيرانية، سرعان ما توجها فور وصولهما مطار بيروت إلى “حارة حريك” بالضاحية الجنوبية، وانضم إلهما القيادي في فيلق القدس ” محمد رضى زاهدي” قادماً من دمشق وعقد اجتماع سري حضره معظم القادة الأمنيين والعسكريين في الحزب.
وكشفت مصادر سرية وخاصة بالـ”خبر” أن القادة الإيرانيين أعربا عن شكوك بوجود اختراقات أمنية في صفوف الحزب، أدت إلى تسريب معلومات كانت سبباً في استهداف اجتماع القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي قضى على أثره مسؤولين كبار في الحرس الثوري، منهم قائد في فيلق القدس “محمد رضا زاهدي” والقيادي” حسين أمير الله” وقادة مليشيات آخرين عاملين في سوريا.
بالعودة لما جرى ب1 ابريل، كان القيادي محمد رضا زاهدي والقيادي حسين امير الله قد خرجا من مكان اقامتهم في حي “حارة حريك” في بيروت فجر يوم الاستهداف وانتقلا بواسطة سيارة خاصة برفقتهما مرافق واحد وسائق ورافقتهم عن بعد سيارتين لعناصر أمن الحزب سارتا على مسافة منهما كي لا تثير الشبهات واستمرتا حتى الحدود السورية، بينما أكملت السيارة إلى دمشق.
وصل “زاهدي” و”أمير الله” مكان الاجتماع المقرر في القنصلة الإيرانية في وقت مبكر، وانضم إليهما القيادي “سردار حاجي” قادماً من الساحل السوري، ثم انضم لهم قادة عسكريين إيرانيين وجميعهم قتلوا خلال الاستهداف الذي يعتقد أنه نتيجة قصف اسرائيلي مركز
وتشير المصادر إلى أن إيران لديها شكوك كبيرة بوجود اختراقات أمنية في صفوف قيادات حزب الله.
وتزداد مسؤولية حزب الله كون القيادة الإيرانية أوكلت منذ أشهر مهمة حماية القادة الإيرانيين المتواجدين في سوريا لمجموعات أـمنية تابعة لحزب الله حتى أن معظم القادة جرى إسكانهم في بلدات ومدن الساحل السوري تجنباً لأي عمليات قصف كتلك التي تجري في محيط دمشق.
من جهة أخرى، تدور شكوك حول تورط أحد الأشخاص المرافقين لـ “زادي” (المرافق أو السائق) خاصة أن واحداً منهما لم يظهر له أي أثر بينما قضى الآخر في التفجير. ويقول الحزب أن أحدهما شوهد عبر كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الاستهداف قد خرج وفر قبل الانفجار بربع ساعة بواسطة سيارة أجرة، حسب مزاعم قيادات أمنية من حزب الله.
وكانت إيران قد أوعزت لحزب الله أن يتولى وحده أمن إقامة القادة الإيرانيين وتأمنين تحركاتهم بعيداً عن الأمن السوري الذي يعتقد أن الاختراقات قد تحدث من قِبله، حتى أن الحزب بدّل مساكن جميع الضباط الإيرانيين وجرى نقلهم إلى الساحل السوري ليقطنوا في بلدات يسيطر عليها الحزب