اهـتـمـام مـلكـي بتـقـديـم أفـضـل الـخـدمـات الـصـحـيـة للـمـواطـنـيـن* الدكتور عادل محمد الوهادنة

عروبة الإخباري –

المقدمة:

تشهد الأردن تحولاً نوعيًا في قطاع الرعاية الصحية، بقيادة جلالة الملك وسمو ولي العهد ، من خلال الأتمتة وتطوير السجلات الصحية الإلكترونية (EHR). يعكس هذا التحول التزام القيادة الأردنية بتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين، حيث تساهم الأتمتة في تحسين دقة البيانات الصحية، تسهيل الوصول إلى المعلومات الطبية، وتقليل الأخطاء البشرية.تشير الإحصاءات إلى أن تبني السجلات الصحية الإلكترونية في الدول النامية والعربية يساهم في تحسين الأداء الصحي وتقديم الخدمات. على سبيل المثال، أدى تنفيذ السجلات الصحية الإلكترونية في عيادات فيروس نقص المناعة البشرية في كينيا إلى تقليل متوسط تكلفة الرعاية لكل مريض بنسبة 10٪. وفي الهند، زادت كفاءة زيارات المرضى بنسبة 20٪ وتقليل التكاليف الصحية الإجمالية بنسبة 15٪ بفضل تحسين إدارة الموارد.في الدول المتقدمة، أظهرت السجلات الصحية الإلكترونية تأثيرات إيجابية كبيرة؛ ففي الولايات المتحدة، قللت الأخطاء الطبية بنسبة 52٪ وساهمت في توفير 78 مليار دولار سنوياً من خلال تحسين الأمان وتقليل تكرار الاختبارات. وفيما يتعلق بالرعاية الوقائية، زادت معدلات التطعيم بنسبة 30٪ في بعض المناطق، وارتفعت معدلات الفحص لسرطان القولون بنسبة 3.1٪ بفضل استخدام السجلات الصحية الإلكترونية.أما في دول مجلس التعاون الخليجي، شهدت معدلات تبني السجلات الصحية الإلكترونية ارتفاعاً ملحوظاً، حيث يستخدم أكثر من 85٪ من مرافق الرعاية الصحية السجلات الرقمية. وقد أدى ذلك إلى انخفاض بنسبة 48٪ في أخطاء الأدوية وزيادة بنسبة 30٪ في توفير بيانات المرضى في الوقت الفعلي.هذا التوجه الاستراتيجي يهدف إلى رفع كفاءة النظام الصحي، حيث تقلل الأتمتة الوقت المستغرق في الإجراءات الروتينية بنسبة 24٪، مما يتيح للأطباء والممرضين تقديم رعاية أفضل للمرضى. بالإضافة إلى ذلك، يعزز هذا التحول من جودة الرعاية الصحية من خلال الوصول السريع إلى التاريخ الطبي للمريض، مما يساهم في اتخاذ القرارات الطبية الصائبة وتقليل الأخطاء الطبية بنسبة 20٪.مع استمرار هذا التطور، يشهد الأردن، إلى جانب العديد من الدول النامية والمتقدمة، تحسينات كبيرة في نتائج المرضى والصحة العامة، مما يمهد الطريق لمستقبل مزدهر في المنطقة.

الفوائد والإيجابيات:

رفع كفاءة النظام الصحي: الأتمتة تسهم في تحسين سير العمل وتقليل الوقت المستغرق في الإجراءات الروتينية، مما يتيح للأطباء والممرضين تقديم رعاية أفضل للمرضى.

تحسين جودة الرعاية الصحية: بفضل السجلات الصحية الإلكترونية، يمكن للأطباء الاطلاع على التاريخ الطبي للمريض بشكل دقيق وسريع، مما يساعد في اتخاذ القرارات الطبية الصائبة.

تعزيز البحث والتطوير: توفر السجلات الإلكترونية قاعدة بيانات ضخمة يمكن استخدامها في الأبحاث الطبية وتطوير استراتيجيات علاجية جديدة

السجلات الصحية في البلدان النامية: الفوائد والتحديات:

تنطوي عملية تنفيذ وإدارة السجلات الصحية في البلدان النامية على مزايا وتحديات. فيما يلي نظرة عامة على الفوائد والتحديات الرئيسية:

الفوائد:

.1تحسين رعاية المرضى

استمرارية الرعاية): تتيح السجلات الصحية لمقدمي الرعاية الصحية تتبع تاريخ المرضى، مما يضمن استمرارية الرعاية وإدارة أفضل للأمراض المزمنة(

تشخيصات دقيقة:) يساهم الوصول إلى معلومات شاملة عن المرضى في تحقيق تشخيصات دقيقة وخطط علاج فعالة.(

. 2بيانات للصحة العامة:

تتبع الأوبئة:) توفر السجلات الصحية بيانات مهمة لتتبع ومكافحة تفشي الأمراض.(

وضع السياسات:) يمكن أن تساعد البيانات المستمدة من السجلات الصحية في وضع سياسات صحية عامة وتوزيع الموارد.(

.3 الكفاءة:

تقليل الأخطاء:) تقلل السجلات الصحية الإلكترونية من احتمالية الأخطاء الطبية الناتجة عن الكتابة غير الواضحة أو فقدان الأوراق.(

توفير الوقت:) توفر العمليات الآلية لحفظ السجلات الوقت لمقدمي الرعاية الصحية، مما يتيح لهم التركيز بشكل أكبر على رعاية المرضى.(

.4 سهولة الوصول:

الوصول عن بعد:)يمكن الوصول إلى السجلات الصحية الإلكترونية عن بعد، مما يفيد المرضى في المناطق الريفية أو المناطق غير المخدومة.(

التكامل:) يمكن للسجلات الصحية أن تتكامل مع أنظمة المعلومات الصحية الأخرى، مما يحسن من تقديم الرعاية الصحية بشكل عام.(

.5 البحث والتطوير:

البحث السريري:) توفر السجلات الصحية بيانات قيمة للبحث السريري وتطوير علاجات وتدخلات جديدة.(

اتجاهات الصحة:) يساعد تحليل السجلات الصحية في تحديد اتجاهات الصحة وفعالية التدخلات الصحية العامة.(

التحديات:

.1تحديات البنية التحتية:

نقص التكنولوجيا:) تفتقر العديد من البلدان النامية إلى البنية التحتية التكنولوجية اللازمة، مثل الوصول الموثوق إلى الإنترنت وإمدادات الطاقة لدعم أنظمة السجلات الصحية الإلكترونية.(

التكلفة:) يمكن أن يكون تنفيذ وصيانة أنظمة السجلات الصحية الإلكترونية مكلفاً، بما في ذلك تكاليف الأجهزة والبرامج والتدريب.(

.2أمن البيانات والخصوصية:

مخاطر الأمن السيبراني:) تكون أنظمة السجلات الصحية الإلكترونية عرضة للهجمات السيبرانية وتسريبات البيانات، مما يمكن أن يهدد سرية المرضى.(

مخاوف الخصوصية:) من الصعب ضمان خصوصية بيانات المرضى، خاصة مع تباين مستويات التنظيم والتنفيذ.(

.3 التدريب والدعم:

فجوات المهارات:) قد يكون هناك نقص في الأفراد المدربين على إدارة واستخدام أنظمة السجلات الصحية الإلكترونية بشكل فعال.(

الدعم المستمر:) يتطلب النظام دعماً تقنياً وتدريباً مستمراً للحفاظ على تشغيله بسلاسة.(

.4مقاومة التغيير:

الحواجز الثقافية:) قد يقاوم مقدمو الرعاية الصحية والمرضى الانتقال من السجلات الورقية إلى السجلات الإلكترونية بسبب قلة الألفة أو الثقة.(

تعطيل سير العمل:) يمكن أن يؤدي تقديم أنظمة السجلات الصحية الإلكترونية إلى تعطيل سير العمل والإجراءات الحالية في البداية.(

.5  جودة البيانات:

السجلات غير المكتملة:) قد تكون السجلات الصحية، خاصة في البيئات ذات الموارد المحدودة، غير مكتملة أو غير دقيقة بسبب ممارسات إدخال البيانات غير المنتظمة.(

مشاكل التوحيد:) يمكن أن يؤدي نقص ممارسات إدخال البيانات والترميز الموحدة إلى تباينات وصعوبات في تبادل البيانات.(

.6التحديات القانونية والتنظيمية:

نقص اللوائح:) تفتقر العديد من البلدان النامية إلى الأطر القانونية الشاملة التي تنظم استخدام وحماية السجلات الصحية.(

الامتثال:) يمكن أن يكون ضمان الامتثال للمعايير الدولية وأفضل الممارسات تحدياً.(

.7 تأثير السجلات الصحية على التكلفة وجودة الرعاية

لقد أظهرت عملية تنفيذ السجلات الصحية، وخاصة السجلات الصحية الإلكترونية، تأثيرات متفاوتة على التكلفة وجودة الرعاية في كل من البلدان المتقدمة والنامية. وبينما قد يكون من الصعب الحصول على إحصاءات محددة من البلدان النامية بسبب اختلافات في جمع البيانات

والإبلاغ عنها، هناك بعض الرؤى والأمثلة الرئيسية التي تسلط الضوء على فعالية السجلات الصحية الإلكترونية:

8 . تأثير على جودة الرعاية

 

 

 

تنطوي عملية تنفيذ وإدارة السجلات الصحية في البلدان النامية على مزايا وتحديات. فيما يلي نظرة عامة على الفوائد والتحديات الرئيسية