عروبة الإخباري – المهندس عبد الله محمد العابد –
تعتبر المواطنة حجر الزاوية في بناء المجتمعات المستقرة والمتماسكة. إنها العلاقة التي تربط الأفراد مع بعضهم البعض ومع دولتهم، لتشكل رابطة مشتركة من الهوية الوطنية والمصير المشترك.
وفي هذا السياق، فإن أي تهديد للوحدة الوطنية، سواء من الداخل أو الخارج، يُنظر إليه بجدية ويُقابل بمقاومة قوية.
أولئك الذين يسعون إلى العبث بأمن واستقرار الوطن، تحت أي غطاء كان، سيجدون أنفسهم في مواجهة ليس فقط مع الجيش والأجهزة الأمنية، بل مع الأغلبية من المواطنين الأردنيين، هذه الأغلبية ترى في الوطن والعرش الهاشمي خطًا أحمرًا لا يمكن تجاوزه. وقد أثبتت الأحداث التاريخية مرارًا وتكرارًا أن وحدة المجتمع والتفافه حول قيادته الوطنية كانت دائمًا السد المنيع أمام أي محاولات للعبث بالبلاد.
إن التنوع الثقافي والأيديولوجي قد يُعتبر من جوانب القوة في المجتمعات الحديثة، إلا أن هذا التنوع يجب أن يكون في إطار من الوحدة الوطنية والمواطنة الصادقة. إن التعددية الثقافية والأيديولوجية التي تذيب الروابط الأساسية التي تجمع بين أفراد المجتمع قد تؤدي إلى تآكل التماسك الاجتماعي، لا ينبغي أن تكون المواطنة هي الرابطة التي تجمع المجتمع في وحدة متينة تقوم على الهوية الوطنية المشتركة والمصير الواحد.
في النهاية، يمكن القول إن حماية الوطن ليست مسؤولية الجيش والأجهزة الأمنية وحدها، بل هي واجب كل مواطن. على الجميع أن يدرك أن الحفاظ على الأمن والاستقرار والتماسك الاجتماعي هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة.