قدر برنامج الأغذية العالمي عدد المستفيدين من برامجه في الأردن خلال الربع الأول من العام الحالي بنحو 929.7 ألف مستفيد، في حين كان المستهدف 946.3 ألف.
وقال البرنامج في تقرير صادر عنه الشهر الماضي حول عملياته في المنطقة والعالم، إن متطلبات التمويل خلال الفترة الواقعة بين حزيران (يونيو) وتشرين الثاني (نوفمبر) العام الحالي تبلغ 128 مليون دولار، بحسب الغد.
وكان البرنامج في الأردن أعلن أخيراً عن “اضطراره” لتعليق المساعدات الغذائية لـ100 ألف لاجئ سوري (16,650أسرة) يقيمون في المجتمعات المحلية ابتداء من الشهر الحالي وذلك “بسبب النقص الحاد في التمويل”.
وكشف البرنامج أنه يواجه نقصا في التمويل في إطار محفظة التغذية المدرسية الخاصة به، الأمر الذي سيحد من قدرته على الوصول إلى الطلاب الضعفاء في المجتمعات المحلية في المملكة، مؤكدا حاجته إلى 1.3 مليون دولار للفصل الدراسي الأول- أيلول (سبتمبر) 2024 – كانون الثاني (يناير) 2025) لمواصلة تقديم وجبات صحية وألواح التمر للطلاب الضعفاء في المخيمات والمجتمعات.
وذكر أنه وبعد مرور عام على تخفيض مساعدات البرنامج التي بدأها في تموز (يوليو) العام الماضي، ارتفع انعدام الأمن الغذائي بشكل عام من 70 % إلى 92 % بين المستفيدين من المجتمعات المضيفة، كما يعاني نصف السكان داخل المخيمات من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني 14 % من انعدام الأمن الغذائي الشديد، مقارنة بـ0 % قبل بدء التخفيضات.
وقال التقرير إنه وخلال حزيران (يونيو) الماضي، واصل البرنامج تقديم المساعدات الغذائية الشهرية لحوالي 410 آلاف لاجئ من الفئات الضعيفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة بقيمة تحويل مخفضة قدرها 15 دينارا (21 دولارا) للشخص الواحد شهريا.
وكان البرنامج بدأ بتخفيض هذه المساعدات ابتداء من تموز 2023، حيث خفضها من 23 دينارا شهريا (32 دولارًا) إلى 15 دينارا.
وأكد أنه واعتبارا من تموز الحالي، “وبسبب النقص الحاد في التمويل، يضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تعليق مساعداته الغذائية لـ 100 ألف لاجئ سوري (16,650 أسرة) يقيمون في المجتمعات المحلية”.
وأوضح أنّه ومع محدودية الأموال المتاحة، يعطي برنامج الأغذية العالمي الأولوية لمساعدة 310 آلاف لاجئ سوري في المخيمات والمجتمعات المحلية، بمستويات المساعدة المنخفضة.
ووفقا للتقرير الأخير فإن أسباب انعدام الأمن الغذائي مترابطة، وازدادت تأثير الصدمات الاقتصادية والمخاطر الطبيعية في السنوات الأخيرة، حيث إن 65 % من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد يعيشون في سياقات هشة أو متأثرة بالصراع.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي بشكل مشترك من أنه في الفترة بين حزيران وتشرين الأول (أكتوبر) 2024، من المرجح أن يتفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد بشكل أكبر في 18 منطقة ساخنة للجوع، مع الإشارة إلى أنّ النقاط الساخنة الأكثر إثارة للقلق هي هايتي ومالي وفلسطين وجنوب السودان والسودان.
وفي هذا العام، تشير التقديرات إلى أن 309 ملايين شخص سيواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في 71 دولة تنفذ فيها عمليات برنامج الأغذية العالمي وحيث تتوفر البيانات، ولا يشمل هذا العدد بعد التحليلات المحدثة المتوقعة كل من السودان وفلسطين.
وسيكون ما يقدر بنحو 37.2 مليون شخص في 47 دولة في حالة طوارئ أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد عام 2024، وسيحتاجون إلى مساعدة طارئة فورية لإنقاذ الأرواح وسبل العيش.
ومن المتوقع أن يعاني نحو 24.5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد في البلدان الخمسة عشر التي تتحمل العبء الأكبر عام 2024، وربما يؤدي تقارب التهديدات إلى زيادة عدد الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات المتأثرات بسوء التغذية الحاد.
وأكد التقرير أن تراجع التمويل الحالي يؤثر على القطاع الإنساني بأكمله، ما يجبر برنامج الأغذية العالمي – والعديد من الجهات الأخرى – على تقليص المساعدات وإعادة تركيز الجهود على الاحتياجات الأكثر خطورة، ونتيجة لذلك، خفضت جميع عمليات البرنامج الكبرى تقريبا خططها التشغيلية أو تخطط لتقليصها بشكل كبير.
ومن أجل التكيف، يقوم البرنامج بإعادة ميزانيته ويواصل تعظيم الموارد المتاحة، مع تعزيز كفاءة وفعالية عمله حتى يتمكن من تحقيق المزيد من الاستفادة من كل دولار من دولارات المانحين.
وفي الفترة من كانون الثاني إلى آذار، تمكن برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى 62 مليون شخص بالغذاء والنقد وقسائم السلع وتعزيز القدرات، وهذا أقل بنسبة 34 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويرجع ذلك أساسا إلى انخفاض مستويات التمويل الذي تفاقم بسبب القيود المفروضة على الوصول.