أحفاد ميكافيلي ونهاية العالم* صالح الراشد

عروبة الإخباري –

يقترب دونالد ترامب حفيد ميكافيلي في الفكر السياسي القائم على المكر والخداع وممارسة شتى أنواع الأكاذيب للوصول للهدف، يقترب من العودة للبيت الأبيض الأمريكي وهو إسم ظالم لهذا الصرح إذ يستحق أن يطلق عليه البيت الأسود، لكثرة المصائب والجرائم التي حيكت فيه  أو البيت الأحمر بسبب جعل الشخصيات التي تواجدت فيه الدماء البريئة تسيل كالأنهار ليكون بيت القتلة، فترامب ومعه الصهيوني الميكافيلي الآخر يسيران على ذات الدرب بأن الغاية تبرر الوسيلة، وغاية كل منهما حكم العالم وقتل من يعارضهما أينما تواجد.

ويتشابه كل من ترامب ونتنياهو بأنهما متهمان بالفساد والتحرش الجنسي والتلاعب بالمال العام،  مع تفوق نتنياهو بأنه مجرم حرب على عكس ترامب الذي ساهم في صناعة الموت بكورونا وبقيت يداه نظيفتان، فيما عبث بالعالم بإشغال الجميع في حروب جانبية بحثاً عن أجهزة التنفس والكمامات ليتفرغ لجني ثمار خيرات العالم، وسيعاني العالم الأمرين في حال وجود ميكافيليين يسيطران على ترسانتي أسلحة تمكنان كل منهما من إشعال حروب لا تنطفىء، وكان الناخبين في الولايات المتحدة والكيان الصهيون الغاصب لأرض فلسطين منحوا القطان شعلة من نار وهو ما يؤذن بحريق كبير سيحرق القطتان ومن جاء بهما.

ويدرس الكنيست الصهيوني استصدار قرار بعدم جواز محاسبة أي جندي أو مواطن صهيوني على جرائمهم في غزة كما فعلت الولايات المتحدة حين أصدرت قرار يمنع ملاحقة جنودها في العراق قضائياً، لترفض وزارة العدل الأمريكية مطالب العراقيين الذين تم تعذيبهم بطرق وحشية تعود لقرون ما قبل التاريخ أو قُتلت عائلاتهم بطرق بربرية، واستخدمت قانون صدر في سنة 1946 يوفّر حصانة للقوات الأميركيّة من أي مطالبات ناشئة عن أنشطة قتاليّة للقوات العسكريّة أو البحريّة أو خفر السواحل في وقت الحرب، واليوم يسير الكنيست الصهيوني على ذات النهج بالعمل على إصدار قانون يحمي الجنود الذين مارسوا أعنف أنواع الإرهاب في غزة.

ولا تعترف كل من واشنطن وتل الربيع المحتلة باتفاقات جنيف أو أي إتفاقات دولية وترفضان حتى الاعتراف بقرارات محكمة العدل الدولية بسبب قدرة الدولتين على الهروب من المحاسبة، وهذا مؤشر إلى أن الجرائم الأمريكية الصهيونية لن تتوقف إلا في حال ظهور قوة موازية للقوة الأمريكية وحينها ستعود واشنطن لجادة الصواب،  وتتشابه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في الولادة القيصرية على أراضي الغير بعد قتل سكانها لكل منهما، فالمنبوذين من القارة الأوروبية نجحوا في قتل ملايين الهنود الحمر فيما المنبوذين من جميع العالم يصارعون بكل قواهم لإبادة الشعب الفلسطيني، لكنهم في كل مرة يفشلون ويخسرون جزء من حلفائهم حتى أصبحوا عرايا لا يجدون من يدثرهم إلا شبيههم، فيما بريطانيا تدعم هذا التحالف حتى لا يعود المنبوذين في الكيان وأمريكا لتلويث الأراضي الأوروبية.

آخر الكلام:

أحفاد ميكافيلي في الفكر يقودون العالم صوب النهاية السريعة بنشر الكراهية بين الشعوب على أمل السيطرة على الجميع.

Related posts

لميا أم دراكولا* د. سوسن الأبطح

هل تتراجع ألمانيا عن موقفها تجاه الحرب في أوكرانيا؟* د. سنية الحسيني

السمهوري: قرارالجمعية العامة بتحديد سنة لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ملزم