“وقرّبناه نجيّاً” لسندس مريّان.. هالات الابتهالات

تجمع الكاتبة الأردنية سندس مريّان في كتاب “وقرّبناه نجيّاً” ابتهالات لأبي حيان التوحيدي من كتابه «الإشارات الإلهية»، في محاولة للوصول إلى الهدوء النفسي والروحي.

يضم الكتاب الصادر حديثًا عن “الآن ناشرون وموزعون” فقرات منفصلة متصلة. وتقول مريان في سبب تأليفها له: “لَمّا كانَ وَصلُ الدُّعاءِ بلسانٍ فَصلٍ أَشْفَى وأندَى مِنْ وَصْلِهِ بلسانٍ بَتر؛ كانَ هَذا الكِتابُ، وهوَ حصيلةُ ابتهالاتِ أَبي حَيّان التَّوْحيديّ مِنْ كِتابِهِ “الإِشارات الإلهيَّة” الَّذي خاضَ فيهِ مَنْ خاضَ، وارْتاب فيهِ مَنْ ارْتاب لِما فيهِ مِنْ شَطحاتٍ وإيغالاتٍ حالَتْ دونَ بِرِّ التَّأْويل”. وتضيف أن هذا الكِتابُ “مُحاوَلةٌ في خَلاصِ صافي القَطْرِ مِنْ غائِر البَحْرِ”.

وتعرّف مريان بالتوحيدي صاحب كتاب “الإشارات الإلهية” في المقدمة بأنه: “فيلسوف مُتَصوِّف وأديب بارِع، مِن أَعلام القرْن الرَّابع الهجْري، لُقِّبَ بـ(فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة)، وبـ(الجاحظ الثاني) لرفعة أسلوبه ومداد قلمه”.

وتشير إلى أنه وُلِد في بَغْداد، وَعاش أَكثَر أَيامِه فيها، وامْتاز بِسعة الثَّقافة ودِقَّة التَّعْبير البلاغيِّ وجَمال الأسلوب، وله مُؤلَّفات عَديدَة أشْهرها: «الإمْتاع والمُؤانَسة»، و«البَصائر والذَّخائر»، و«الصَّداقة والصَّديق»، و«المُقابسات»، و«الإشارات الإلهيَّة».

وتوضح مريان حول الكتاب الذي اقتبست منه نصوصها أنه “مَجموعةٌ مِن الرَّسائل تَتّجِه لِمخاطبة غَيْر مُعيَّن، وصيغَتْ في شَكل مَواعِظ وعلامات طريق اقْتَربَ فيها مِن عالَم التَّصَوُّف”.

تَنبَثِق أَهَميَّة كتاب «وقرّبناهُ نجيّاً» في كَونِه ينهلُ من التُّراث العرَبيِّ والإسلاميِّ الّذي يُعَدُّ جُزْءاً لا يَتَجزَّأ مِن قيمة الأُمة وواجبِها تجاه تاريخها، وهو يأتي في سياقِ الجهودِ لإِحياء لُغَة أَدبية رَفيعَة المُستوى على الصَّعيدَينِ الأدَبيِّ التّاريخيِّ والدّينيِّ الرّوحانيّ.

ومن النصوص التي ضمّها الكتاب: “إلَهَنا: قُدْنا بِزِمامِ طاعَتِك إلَى کَریمِ حَضرَتك، واعصِمنا مِن کَیْدِ کُلِّ كائِدٍ لَنا مِنْ أَجلِك، وامْحُ أسماءَنا مِن دِیوانِ غَيْرِك، واكتُبْنا في المُنيبينَ إلَيْك، الذّاكِرينَ لَك، المُفتخِرينَ بِك، المُبتهِجينَ بِقُربك، المَغمورينَ بعَطائِك، المَذْكوريْنَ بِحَضْرَتِك، والمُتَوَّجينَ بِتاجِ صَفْوَتِك، المَخْصوصيْن بالاطِّلاعِ عَلَى أَسْرارِك وإعْلانِك، المُطمَئِنّينَ عَلَى بِساط خَبَرك وعيانِك، يا ذا الجَلالِ والإِكرام”.

يذكر أن سندس مريّان باحثة ومحاضرة غير متفرغة في الجامعة الأردنية، حاصلة على شهادة الماجستير في تخصص اللّغة العربية للناطقين بغيرها. شاركت في عدة مؤتمرات وندوات علمية وأدبية، كما نشرت لها ورقة بحثية ضمن أوراق المؤتمر الدولي السادس “ما بعد في الأدب والنقد واللّغة”.

Related posts

سارة طالب السهيل تناقش دور الأدب في تشكيل الوعي الوطني والانتماء

وزيرة الثقافة تفتتح دارة خولة وسمير دهيس للتراث

وصفي التل.. الملف رقم صفر كتاب جديد للزميل الإعلامي والكاتب محمود كريشان