عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
ما الذي جرى، نحن نعرفه الحاوي الذي أعطى الإشارة، ولكنهم يعجنون عودا يابسا قوياً ويختبرون عظماً أزرقاً قاسيا خبر التحديات وردها وله في التاريخ باع طويلة.
سلطنة عُمان لا يقعقع لها بالشنان ولا يغمز جانبها كتغماز التين، فقد خبرت درس الأمن والسلام، وفازت به منذ قبضت على مبادئها وأخلاقياتها وعقائدها المتسامحة المتصالحة على الجمر فلم تهن ولم تفرط.
عاشت سلطنة عُمان منذ عقود طويلة في آمن وأمان بفضل سياستها المعتدلة والمدروسة وقوة عزيمتها واستعدادها، وردت الطامحين والطامعين من قبل وما زالت قادرة على ذلك.
الرسائل التي وصلت أمس إلى مسقط بالرصاص رسائل تقرأها عُمان جيداً، وتستطيع أن تفك شيفراتها كما كانت تفعل دائماً بقدرة فائقة.
الذين اختبروا سلطنة عُمان وقيادتها وشعبها من قبل خسروا في المنازلة والامتحان وانكشفوا فقد ردت كيدهم الى نحورهم وجردتهم من المكائد والخطط وفضحت نواياهم. مهما المكايد والخطط وفضحت نواياهم مهما تستروا واختفوا وصنعوا من واجهات،
أي داعش هذه التي جربها العرب والمسلمون ضدهم ومع اعدائهم، وأي صنيعة هذه؟
ولكن لا تخفي صناعتهما وأهدافها عن أي عاقل ومفكر.
لقد ظلت سلطنة عُمان في سياستها الخارجية تنتهج نهجاً معتدلاً منسجماً مع قضايا الأمة ومصالحها وظلت توظف فائض طاقتها وإمكانياتها دائماً لصالح شعبها وأمتها، وقد عرفنا دورها ومساهمتها في زمن الراحل السلطان قابوس (رحمه الله) في الدعوة الى وقف الحرب العراقية الايرانية، وعرفنا فائض القوة والتوظيف السياسي من أجل استقرار المنطقة في جمع المتخاصمين ايران والولايات المتحدة في محادثات (5+1) لتوقيع الاتفاق النووي في زمن اوباما.
كما عرفنا الدور العٌماني في نزع فتيل الحرب في اليمن والموقف المحايد في التحالف ضد قطر، حين جيش الخليج في أكثر من دولة عليها، وعرفنا الدور العُماني في الإفراج عن معتقلين وسجناء أجانب في ايران ومن ايرانيين في الولايات المتحدة وايضاً من الفرنسيين، وغيرهم، وظل أسمها مرتبطاً بالاعمال الإنسانية والمصالح العربية، فهي من اوائل من فك الحصار العربي عن مصر بعد كامب ديفيد بمبادرة من السلطان قابوس بزيارة القاهرة، وهي أول من حاول إعادة تأهيل سوريا واعادتها للصف العربي بعد استهدافها وكانت زيارة سلطنة عُمان لدمشق لافتة للانتباه.
كانت لسلطنة عُمان مع الشعب اليمني الذي عانى من الحروب عليه ..
وكات ضد توظيف المعابر والممرات الدولية في الصراعات وكانت مسؤوليتها في ذلك كبيرة، فلماذا هذا الذي تواجهه عُمان الآن ومن وراء ذلك؟
لقد سدّت سياسة السلطان هيثم الذرائع في الداخل والخارج حين كانت سياسات السلطان الآن أكثر انفتاحاً واهتماماً بالشأن الداخلي وأكثر توازنا بالعلاقات الإقليمية والخليجية والمنطقة واكثر معاصرة وتطوراً لبنية المجتمع العُماني والاقتراب من أهدافه.
لا يجوز الان ترك عُمان وحدها ولا يجوز اختبارها بالارهاب ولا الى دفعها لتحالفات لا تريدها ومواقف لم تدرسها او لا تحقق اهدافها.
سياسة السلطنة تستند الى تاريخ طويل صنع مدرسة سياسية معروفة، فالسلطنة ليست وليدة لحظة او اتفاق خيمة او رحلة برّ، وإنما امتداد لامبرطورية في التاريخ، غلب عليها أسر معروفة الى أن وصلت هذه الاسرة الحاكمة الان التي يزيد وجودها في السلطة عن عشرات العقود منذ ان كانت ممتدة من شرق أفريقيا ودار السلام والى موانئ في باكستان.
يقف الشعب العماني في هذه اللحظة صفاً متراصا قويا خلف قائده السلطان هيثم في مواجهة التحدي والرد على الإرهاب وتفكيك معطياته ومبرراته ومكوناته وفضح الداعين له او المتورطين فيه كاداة .
وهذا الوقوف العماني الصلب يقوم من رغبة العُمانيين في الدفاع عن وطنهم الذي أحبوه وقاتلوا في سبيل استقلاله والحفاظ على المكاسب التي تحققت، فقد تطورت عُمان خلال أكثر من نصف قرن تطوراً كبيراً مدهشاً في سياساتها واقتصادها وعلاقتها ومنعتها.
و عُمان التي صمد نظامها في السبعينيات و في الربيع العربي واحتوى تأثيراته وكذلك ارتداداته قدمت نموذجاً في المنطقة لم يجر تجاوزه حتى اتخذ السلطان إجراءات عديدة جعلت عُمان تتجاوز الحرائق.. وهي تفعل اليوم.
لا يروق لأعداء عُمان وهي تعرفهم، مواقفها المشرفة والانسانية والخادمة للأمن والاستقرار العالمي واسهامها في سبيل الدفاع عن دورها ومكانتها وقدرتها على للتصحيح.. ولذا فإن الرسائل اليها تأخذ الطابع الذي رأيناه امس فقد افلس اعداؤها وخرجوا من جحورهم لتراهم عُمان وغيرها ويواجهوا بفضل صمود العمانيين هزيمتهم