قال مندوب الأردن في الأمم المتحدة محمود الحمود، الجمعة، إنّ العجز في ميزانية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وأضاف الحمود خلال مؤتمر التعهدات في نيويورك، أن دعم وكالة “الأونروا” اليوم يفوق عن أي يوم مضى؛ إذ تحتاج الوكالة إلى 1.2 مليار دولار حتى نهاية العام (بموجب النداء الطارئ الأخير emergency appeal) لتتمكن من تغطية الاحتياجات الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى أن ادعاءات إسرائيل ضد (الأونروا) وممارساتها هو جزء من منهجية منظمة تتبعها إسرائيل منذ عقود لإنهاء الوكالة وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، مثمنا موقف المجتمع الدولي، وإدراكه التام، لأهمية الاستمرار في دعم الوكالة بكافة السبل، على الرغم من الاتهامات التي كيلت للوكالة.
ولفت إلى أن “أحد أفظع الجرائم التي تتعمد إسرائيل اقترافها منذ اندلاع الحرب قبل نحو 9 شهور، هو فرضها لإجراءات انتقامية أحادية تستهدف انهيار النظام الإنساني في غزة وتجويع أهلها”.
وأكّد الحمود أن استمرار العدوان الإسرائيلي على أهل غزة، ومنعها من إدخال المساعدات وتوزيعها، وتقييدها لقدرة (الأونروا) على القيام بواجبها في خدمة أهالي القطاع، واستهدافها للمدارس والمستشفيات والمنشآت الأممية وموظفيها؛ لا يمثل خروقات جسيمة لالتزامات إسرائيل الدولية وأحكام القانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن فحسب، بل “مجازر بشرية يجب محاسبة إسرائيل عليها”.
وأكّد أن الأردن يقف بكل إمكاناته مع الوكالة، وسيواصل جهوده من أجل توفير الدعم السياسي والمالي اللازم للوكالة، وكان آخر تلك الجهود استضافة الأردن، بالشراكة مع مصر والأمم المتحدة، لمؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، الشهر الماضي، بحضور 75 دولة، والذي دعا إلى توفير التمويل المستدام وطويل الأجل لتمكين (الأونروا) من القيام بواجباتها في غزة، وجميع مناطق عملها، بما في ذلك من خلال أنشطة التعافي المبكر في القطاع.
واستكمالا للجهد المشترك الذي انطلق عام 2017، يعمل الأردن حاليا مع السويد والأونروا، وبرعاية مجموعة من الدول الصديقة، على تنظيم اجتماع وزاري خلال أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة في أيلول/ سبتمبر المقبل، سعيا لتوفير الدعم اللازم للوكالة.
كما عمل الأردن بالشراكة مع النرويج العام الماضي على مشروع قرار، تبنته الجمعية العامة لضمان تمويل النفقات التشغيلية للأونروا من الميزانية العامة للأمم المتحدة وبشكل تدريجي ومستدام.
ورحب الحمود بمخرجات تقرير مجموعة المراجعة المستقلة للوكالة، والذي برهن زيف الادعاءات المغرضة ضدها، عبر تأكيده على حيادية الوكالة، ومهنيتها، ودورها الرئيس الذي لا غنى عنه، بالإضافة إلى تأكيده على ضرورة زيادة المساهمات المالية للوكالة.
وأكّد الحمود للمجتمع الدولي بأن (الأونروا) هي وكالة إنسانية لا يمكن الاستعاضة عنها، ولا تستطيع أي منظمة أخرى أن تقوم بما تستطيع القيام به، ليس فقط من خلال تقديم المساعدات الإنسانية وتوزيعها، ولكن أيضا من خلال توفير خدمات الرعاية الصحية، والتعليم، والإمدادات الأساسية الأخرى.
وبين أن وكالة (الأونروا) برهنت على مدى العقود الماضية مركزية دورها، واستحالة الاستغناء عن الخدمات التي تقدمها بفاعلية وكفاءة لملايين اللاجئين وفي مناطق عملها كافة.
كما أكّد أن دعم المجتمع الدولي لميزانية الوكالة وقدراتها هو دعم لحياة ملايين اللاجئين، ومستقبلهم، وحقوقهم الراسخة، وأهمها الحق في العودة والتعويض، في إطار حلٍ شاملٍ للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وعقد اليوم في نيويورك مؤتمر التعهدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) في نيويورك.
وأعلنت الوكالة الأممية التي تواجه تحديات استثنائية في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أن لديها ما يكفي من الأموال لإدامة عملياتها الحيوية حتى نهاية الشهر المقبل.
وعبّرت الوكالة عن أملها بمساعدة المؤتمر للوكالة على الحصول على أموال كافية لتغطية نفقاتها ومواصلة تقديم خدماتها المنقذة للحياة في غزة والمنطقة.
وكان الحمود قد دعا خلال تصريحات صحفية قبل بدء المؤتمر، الدول للانضمام إلى المبادرة.