الفصائل الفلسطينية المسلحة في لبنان: من يضبط تحركاتها؟

اندبندنت عربية –

أثار خبر إقدام “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة” على إخلاء موقعها في الناعمة – ساحل الشوف وتسليمه إلى الجيش اللبناني، عدداً من التكهنات والتساؤلات حول توقيت الخبر وصحته في وقت دقيق يواجه فيه لبنان خطر اندلاع حرب مع إسرائيل، على خلفية فتح حدوده الجنوبية من قبل “حزب الله” كجبهة إسناد للحرب الدائرة في غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

سوسن مهنا

وكانت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني أعلنت أنه “ضمن الاستراتيجية التي وضعتها الدولة اللبنانية عبر لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني بالتعاون مع مدير الاستخبارات في الجيش اللبناني ومدير عام الأمن العام اللبناني، استكملت المرحلة الأولى من الخطة المتعلقة بتنفيذ اتفاق سحب السلاح خارج المخيمات، ونفذ إخلاء منطقة الناعمة من أي وجود عسكري، وأخلي عدد من العقارات في منطقة الدامور التي كانت تشغلها إحدى الفصائل الفلسطينية”.

لكن ما لبث أن نفي ذلك الخبر على لسان أكثر من مسؤول للتنظيم في لبنان، موضحين أن ما جرى هو إخلاء طريق مدني باتجاه الدامور (جنوب بيروت) لتسهيل حركة المدنيين، بعد اتصالات جرت مع الجيش وبلدية الناعمة، إذ إن سكان تلك المنطقة كانوا يسلكون طريقاً وعراً للوصول إلى منازلهم. وشدد مسؤول “القيادة العامة” غازي دبور (أبو كفاح) في حديث صحافي “حرصنا على حسن العلاقة مع الجوار”، موضحاً أن “هذه المواقع العسكرية موجودة لمواجهة العدو الإسرائيلي وضمن الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان والمخيمات في إطار المواجهة المفتوحة”، في حين اعتبر المسؤول الأمني والعسكري لـ”الجبهة” العميد أبو راتب باتر أن “الإخلاء غير وارد، والجبهة باقية في مواقعها في المنطقة من دون أي تغيير في مواقعها العسكرية التي تعطي الاعتداءات الإسرائيلية حالياً أهمية أكبر لوجودها”، مشيراً إلى أنه “لا أبعاد لتسليم العقار في الدامور وتوقيته غير مرتبط بما يحصل في غزة أو التصعيد الحاصل على الجبهة الجنوبية”، متابعاً أن “وجودنا في هذه المراكز هو ضمن الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان وشعبه وفاء منا لاحتضانه الشعب الفلسطيني ومقاومته”.

موقع الناعمة… قاعدة عسكرية وأنفاق

ويذكر أن طاولة الحوار الوطني اللبناني التي انعقدت بعد انتهاء حرب يوليو (تموز) المدمرة بين إسرائيل و”حزب الله” كان من أبرز بنودها مناقشة ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وملف موقع الناعمة باعتباره الموقع الأكثر دقة وحساسية لقربه من مطار بيروت الدولي، عدا عن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن الأنفاق التي شيدتها القيادة العامة هناك، والتي يعتقد أنها جزء من شبكة أنفاق أنشئت لأغراض عسكرية وأمنية وربما تكون على ارتباط وثيق بـ”حزب الله”، وأثير عدد من التساؤلات حول الهدف من استخدامها سواء لأغراض تخزين الأسلحة أو للتنقل السري بين المناطق المختلفة. وطالما تعرض ذلك الموقع لعدد من الغارات والهجمات الإسرائيلية فضلاً عن عملية الإنزال عام 1988، وقيل حينها إنها كانت بهدف إما اغتيال أو اختطاف الأمين العام للجبهة في ذلك الوقت أحمد جبريل، لكن عملية الإنزال فشلت وقتل عدد من المقاتلين الفلسطينيين وعدد من الجنود الإسرائيليين.

ونقل موقع “جنوبية” عن مصدر أمني “أن هذه القاعدة العسكرية والأنفاق تقع بين قرى الشوف وتشرف على مطار رفيق الحريري الدولي والطريق الرئيس بين بيروت والجنوب، مما يشكل خطراً استراتيجياً على الأمن القومي اللبناني”. وتابع المصدر أن “هذه القواعد تحوي مخازن فيها مئات صواريخ غراد وأرض – جو معرضة للانفجار، مما يضع المنطقة وحياة الأهالي في خطر”، كاشفاً عن أن رسالة إسرائيلية وصلت إلى الجانب اللبناني تنذر بإمكانية شن غارات على تلال الناعمة لتدمير الأنفاق التي تحوي صواريخ أرض – جو، وقد يطاول القصف المطار في حال توسعت دائرة الحرب”. وأوضح أن سحب هذا السلاح وإخلاء هذه المواقع يجنب المنطقة قصفاً إسرائيلياً ويحفظ الأمن اللبناني”، مضيفاً أن “بعض هذا السلاح قد سحب مع بداية ’طوفان الأقصى‘ وسلم للجيش اللبناني الذي عملت فرقه الهندسية على تفجير بعضه”.

أما عن إنكار قيادات “الجبهة الشعبية” خبر تسليم موقع الناعمة فيشير مصدر سياسي لبناني متحدثاً لـ”اندبندنت عربية” إلى أن ذلك قد يكون “بسبب عوامل سياسية عدة وأخرى تتعلق بالمصالح الاستراتيجية للجبهة، وذلك في محاولة الحفاظ على مظهر القوة والسيطرة أمام حلفائها، وأيضاً قد يكون لاعتبارات خاصة تتعلق بالأمن والسرية إذ إن الاعتراف بتسليم الموقع يضعف موقفهم التفاوضي أو يكشف عن نقاط ضعف يمكن أن تستغلها الأطراف الأخرى، إضافة إلى أن ذلك النفي ربما يأتي في إطار استراتيجية إعلامية تهدف إلى التحكم بالرواية والمعلومات المتاحة، مما يعزز من قدرتهم على إدارة ردود الفعل والمواقف الناتجة من هذا النوع من الأنباء”.

ذلك الخبر ونفيه يفتح الباب على أكثر من سؤال منها كم عدد الفصائل الفلسطينية المسلحة الموجودة على الأراضي اللبنانية؟ وكيف تتسلح؟ وما أماكن وجودها؟

المخيمات… أرض خصبة لزعزعة الاستقرار

وفي تقرير الشرق الأوسط لـ”مجموعة الأزمات الدولية” عام 2009 بعنوان “أرض خصبة لزعزعة الاستقرار… مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان” يقول “إن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أصبحت أرضاً خصبة للمجموعات المتطرفة، مما يجعل منها قنبلة موقوتة تحتاج إلى اهتمام عاجل وملح”. وحملت المجموعة الحكومات اللبنانية المتعاقبة مسؤولية كبرى في الوضع الكارثي للمخيمات التي أقيمت تباعاً منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 ولجوء عدد كبير من الفلسطينيين إلى لبنان.

ويتابع التقرير أن “الفلسطينيين في المخيمات مهمشون ومحرومون من حقوقهم الأساس السياسية والاقتصادية، وهم عالقون في المخيمات بآفاق مسدودة ومسلحون في قلب جبهات عديدة متقاطعة، لبنانية – لبنانية وفلسطينية – فلسطينية وفلسطينية – عربية، لذلك فإن اللاجئين يشكلون نتيجة لهذا الوضع قنبلة موقوتة”.

ووفقاً لأحدث إحصاء لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا ” فإن العدد الإجمالي للاجئين المسجلين لديها في لبنان بلغ 489 ألفاً و292 لاجئاً. إلا أنه ووفقاً لتقديرات عام 2023 يبلغ عدد المقيمين حالياً نحو 250 ألف لاجئ، إضافة إلى 31 ألفاً و400 أتوا من سوريا عقب الحرب التي اندلعت هناك عام 2011. وتفيد تقديرات “أونروا” بأن 45 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في 12 مخيماً مكتظاً باللاجئين في لبنان.

تاريخ الفصائل الفلسطينية في لبنان

وخلال عام 1969 أقر “اتفاق القاهرة” وجود منظمة التحرير الفلسطينية ونظم العلاقة اللبنانية – الفلسطينية وأعطى الشرعية لعمليات المقاتلين الفلسطينيين في جنوب لبنان ضمن منطقة اصطلح على تسميتها بـ”فتح لاند” نسبة إلى حركة “فتح”، وبإقامة قواعد عسكرية في الجنوب اللبناني وبخاصة في منطقة العرقوب والقطاع الأوسط والشرقي وممارسة العمل السياسي داخل المخيمات. وبعد أحداث ما عرف بـ”أيلول الأسود” عام 1970 بين الجيش الأردني بقيادة الملك الحسين بن طلال وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الزعيم الفلسطيني حينها ياسر عرفات، نقلت المنظمة بكل ثقلها العسكري والسياسي إلى لبنان إذ لعبت دوراً بارزاً ومؤثراً في مسار الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975، وانتهى هذا الواقع بالاجتياح الإسرائيلي للبنان في السادس من يونيو (حزيران) عام 1982، وإجبار عرفات ومقاتليه على مغادرة بيروت إلى تونس بعدما اتهمت إسرائيل منظمة التحرير التي كانت تتخذ من بيروت مقراً لها بالتخطيط لاعتداءات داخل إسرائيل، مما دفع بالمنظمة (أي عرفات ومقاتليه) إلى مغادرة بيروت نحو تونس.

وكانت طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلنت ما أصطلح على تسميته “ميثاق الشرف”، وتوافقت عليه جميع القوى السياسية اللبنانية التي شاركت في الحوار، وأحد بنوده نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات خلال ستة أشهر من تاريخ الجلسة. لكن مع مصادرة “حزب الله” قراري الحرب والسلم وتجاوز قرارات الشرعية وفتحه جبهة الجنوب واعتبارها، وعلى لسان أمينه العام حسن نصرالله، جبهة مساندة للتخفيف من حدة الهجوم على القطاع، وبعد إعلان “كتائب القسام” و”سرايا القدس” فرع لبنان عن تنفيذها أكثر من مرة ومنذ اندلاع حرب غزة عمليات إطلاق صواريخ وعمليات تسلل محدودة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وما لبث أن تبعتها مجموعات لبنانية كـ”قوات الفجر” التابعة لـ”الجماعة الإسلامية” ومجموعات لحزب البعث، يطل ملف السلاح الفلسطيني برأسه زارعاً المخاوف والهواجس لدى اللبنانيين من السلاح المتفلت بينهم والقواعد العسكرية المتنقلة بين مساكنهم.

ما الفصائل الفلسطينية المسلحة المنتشرة على الأراضي اللبنانية؟

يوجد في لبنان عدد من الفصائل الفلسطينية التي تختلف في عددها وتسليحها وأماكن تمركزها وتشتمل على مجموعات رئيسة مثل حركتي “فتح” و”حماس”، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إضافة إلى فصائل صغيرة أخرى.

ومن الفصائل المعروفة وهي الأكبر في لبنان حركة “فتح” أو الفصيل الرئيس في منظمة التحرير الفلسطينية، وتسيطر تقريباً على معظم المخيمات، وحركة “حماس” التي تتمتع بحضور ونفوذ على وجه التحديد في مخيم عين الحلوة، ومن الفصائل الصغيرة هناك “الجهاد الإسلامي” و”أنصار الله” و”جند الشام” و”عصبة الأنصار” التي تنتشر في مخيمات مثل عين الحلوة نهر البارد وبرج البراجنة.

ولكن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة التي تأسست عام 1959 على يد عدد من الضباط الفلسطينيين في الجيش السوري على رأسهم أحمد جبريل، هي التي تسيطر على مواقع ومناطق عدة في لبنان منها معسكران في قوسايا داخل جبال السلسلة الشرقية للبنان على الحدود السورية في منطقة البقاع الأوسط وفي منطقة السلطان يعقوب في قضاء البقاع الغربي، وقد أنشئت قاعدة قوسايا عام 1978 ووسعت عملها عام 1982 وبنت أنفاقاً قبل تعرضها للقصف في العام نفسه، وتعد من أكبر وأهم قواعد الجبهة في لبنان.

وتوجد أيضاً “الجبهة” في بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مثل مخيم الرشيدية ومخيم برج البراجنة، إضافة إلى موقع الناعمة الذي كانت مثار جدل في الإعلام اللبناني، والذي نفت الجبهة خبر تسليمه. وإضافة إلى المناطق المذكورة توجد الجبهة في بعض المناطق الأخرى في جنوب لبنان وتمتلك قواعد ومراكز تدريب، وتعد هذه المواقع جزءاً من البنية التحتية العسكرية للجبهة في لبنان وتستخدمها لأغراض التدريب والتخزين وتنظيم الأنشطة المختلفة.

ما الفصائل الفلسطينية التي تدخلت في حرب غزة من أرض الجنوب اللبناني؟

سرايا القدس

تأسست “سرايا القدس” الذراعة المسلحة لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية عام 1981 ونشطت تلك الحركة في الداخل اللبناني وبخاصة بعد اندلاع حرب القطاع، إذ أعلنت عن استهداف القوات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية اللبنانية وغالباً ما تعلن سقوط قتلى من صفوفها. ويذكر أن أمين عام “الجهاد” زياد نخالة يقيم في بيروت منذ أعوام ويلتقي نصر الله بصورة دورية. وكانت أولى العمليات التي أعلنت عنها “سرايا القدس” بداية حرب غزة هي عملية تسلل عدد من مقاتليها إلى الحدود الإسرائيلية – اللبنانية خلال التاسع من أكتوبر، وخاضوا اشتباكات ضد قوة إسرائيلية أسفرت عن مقتل نائب قائد اللواء “300” من الفرقة “91”، فيما قتل اثنان من المتسللين. وكان النخالة هدد أواخر مايو (أيار) الماضي بقصف تل أبيب في حال استهدفت إسرائيل أياً من قادة حركته.

كتائب القسام

ومنذ بداية حرب غزة استهدف مقاتلو “القسام” الذراع المسلحة لحركة “حماس” في لبنان مناطق بالجليل الغربي ومستوطنات إسرائيلية عبر إطلاق صواريخ من الداخل اللبناني. وكان إعلان حركة “حماس” في لبنان فتح باب التطوع للانضمام إلى ما سمته بـ”طلائع طوفان الأقصى” مثار استنكار واستهجان واسعين على الساحة اللبنانية، وذلك “تأكيداً على دور الشعب الفلسطيني بأماكن وجوده في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، واستكمالاً لما حققته عملية (طوفان الأقصى) وسعياً نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية”، وفقاً لبيانها. وذلك ما فتح جراح اللبنانيين خوفاً من عودة عمل المنظمات الفلسطينية أو ما يعرف بـ”الكفاح المسلح” من على الأراضي اللبنانية. وفقدت “حماس” منذ بداية تلك الحرب عدداً من قيادييها على الأراضي اللبنانية مثل شرحبيل علي السيد وهادي علي مصطفى، فضلاً عن ثلاثة قادة سقطوا في غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية هم نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري واثنان من مساعديه هما عزام الأقرع وسمير فندي.

كتائب العز وقوات الفجر

وكان لافتاً في هذا الإطار البيان الذي صدر في الـ14 من يناير (كانون الثاني) الماضي عن مجموعة أطلقت على نفسها اسم “كتائب العز الإسلامية”، وجاء فيه “تمكنت مجموعة من مجاهدينا من اختراق الشريط الحدودي في مزارع شبعا المحتلة، إذ اشتبكت مع دورية للعدو الصهيوني قرب موقع رويسات العلم من المسافة صفر وحققت فيها إصابات مؤكدة”. وتحدث البيان عن سقوط ثلاثة قتلى للمجموعة صبيحة الجمعة (الـ12 من يناير 2023) “عندما استهدفتهم مسيرة صهيونية قرب موقع المقار في مزارع شبعا المحتلة بعد أن أمضوا فيها 35 ساعة في مهمة استطلاعية”.

وليست مجموعة “كتائب العز” الوحيدة التي ظهرت فجأة على الساحة الجنوبية إذ سبقتها “قوات الفجر” الجناح العسكري التابع لـ”الجماعة الإسلامية”، التي أعلنت أكثر من مرة في أكتوبر الماضي توجيه ضربة صاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية.

“حزب الله” يجند ضمن ضوابطه

وكانت بعض المواقع والتقارير الصحافية اللبنانية تحدثت عن تجنيد فئة من الفلسطينيين المقيمين في مخيمات اللجوء للقتال. وعن هذا قال الكاتب والصحافي المتخصص في الشأن الخليجي والعربي طارق أبو زينب لـ”اندبندنت عربية” في حديث سابق “إنه وبحسب المصادر يتم بالفعل تجهيز عدد من الأفراد والمجموعات داخل مخيمات الشتات للقتال إلى جانب عناصر من ’حزب الله‘ وبغطاء منه، وسط مخاوف لبنانية من توسع عمل هذه المجموعات الفلسطينية عسكرياً، خصوصاً بعد إعلان كتائب مجهولة للمرة الأولى تنفيذ عمليات تسلل من الجنوب اللبناني منها (كتائب العز الإسلامية)، إلى جانب عدد من القوى التي نفذت عمليات عسكرية في الجنوب اللبناني، بقيت سرية لدوافع أمنية”.

ويشير أبو زينب إلى حادثة مقتل نائب قائد “القسام” في لبنان خليل حامد الخراز الذي قضى مع مجموعة إثر غارة إسرائيلية استهدفته في جنوب لبنان وبرفقته أربعة أشخاص منهم ثلاثة لبنانيين من طرابلس، لكن المفاجئ كان وجود عنصر “تركي الجنسية معهم”.

في حين يقول الصحافي والباحث المصري المتخصص في الحركات الإسلامية المسلحة أحمد سلطان “إن هذه الجماعة ’كتائب العز‘ رعت عقد تدريبات مشتركة بين ’كتائب القسام‘ و’قوات الفجر‘، الجناح العسكري للجماعة، لإعداد كوادر قتالية جرى الاستعانة بها في تنفيذ عمليات عدة خلال الحرب الحالية”.

وأوضح أن “’حماس‘ هي من أقنعت ’حزب الله‘ بالسماح لقوات ’الفجر‘ السنية بتعزيز قدراتها العسكرية لتوسيع رقعة المعركة وتأكيد أنها ليست مواجهة شيعية مع إسرائيل، بل معركة إسلامية تشترك فيها فصائل شيعية وسنية معاً لدعم الفلسطينيين”.

من أين تحصل الفصائل الفلسطينية في لبنان على أسلحتها؟

كان صادماً الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام اللبنانية بعد انقلاب ما بات يعرف بـ”شاحنة الكحالة” في أغسطس (آب) 2023، فيما كانت متجهة من البقاع إلى بيروت عبر الطريق الدولي تنقل صناديق طلقات لأسلحة رشاشة ومضادة للطيران باتجاه مخيم عين الحلوة. وأوضحت المصادر حينها أن هذه الخطوة جاءت لتعويض مخازن الأسلحة بالمخيم التابعة لحلفاء “الحزب”، والتي نقص مخزونها بعد معارك المخيم الأخيرة في شهر يوليو من العام نفسه.

وبعد “اتفاق الطائف” ونتيجة ضغوط عربية ودولية سلمت فصائل فلسطينية سلاحها الثقيل “هدية إلى الدولة اللبنانية والشعب اللبناني” كما قالت، ثم تبع ذلك إلغاء “اتفاق القاهرة”. وحافظ الفلسطينيون على سلاحهم المتوسط والخفيف في مخيماتهم وحافظ فصيلان في الأقل بمواقع عسكرية خارج المخيمات هما “فتح الانتفاضة” و”الجبهة الشعبية”، لما لهذين الفصيلين من علاقات مميزة مع سوريا حيث تقيم قيادتا التنظيمين. وهذه العلاقة القوية أتاحت لهما الاحتفاظ بعدد من المواقع العسكرية في لبنان بعيداً من الحدود الجنوبية مع فلسطين، إضافة إلى وجودهما في المخيمات الفلسطينية.

ويسوق هذان التنظيمان مجموعة أسباب للاحتفاظ بالسلاح خارج المخيمات ورفض تسليمه، منها الحرب مع إسرائيل وحماية المخيمات.

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية

ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 43,391 منذ بدء العدوان الإسرائيلي