تبعات لقاحات كورونا.. أسئلة كثيرة ما تزال معلقة

ما تزال أسئلة آثار لقاحات كورونا معلقة رغم مرور أعوام على انتهاء الجائحة، لا سيما على صحة القلب والدماغ والشرايين، وكذلك حول ما إذا تسببت تلك اللقاحات بآثار جانبية تصيب متلقيها بعد سنوات، خلافا لما أكده خبراء بأن هذه الآثار تظهر بعد تلقي المطعوم بأسبوع قد يمتد إلى 42 يوما.

وفي جانب احتساب الربح والخسارة من تلقي المطعوم، تتباين الآراء أيضا بين قائل بضرورة عدم الالتفات لهذه لآثار ما دامت المطاعيم أنقذت 19 مليون شخص حول العالم، مقابل تسببها بوفاه بضعة آلاف، مقابل من يتخوف من آثار قادمة نتيجة عدم إجراء أي دراسات علمية على تلك الآثار، أو على مناعة فيروس كورونا ضد اللقاحات، خصوصا في الأردن والعالم العربي عموما.
وفي هذا السياق، قال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، إن كل دواء أو مطعوم له آثار جانبية تنعكس على صحة المريض، لكن تجب مقارنة الفوائد بالأضرار، مشددا على أن المطعوم أنقذ حياة 19 مليون شخص في العالم، مقابل وفاة عدة آلاف، وهو رقم لا يقارن مع حجم الفائدة التي جناها العالم من اللقاحات.
وبين البلبيسي أن الشركات المصنعة للمطاعيم حذرت من آثار جانبية قد تنعكس على متلقي المطاعيم، وأن آثارها تظهر عادة بعد أسبوع وربما تمتد إلى 42 يوما.
وتساءل: “ألم تصب الجلطات والأمراض الناس قبل كورونا، وقبل تلقي المطاعيم؟”، لافتا إلى وجوب متابعة الدراسات التي أجريت بهذا الشأن محليا وعربيا وعالميا.
وبين أن المركز الذي أنشئ نهاية العام 2020 لم يجر أيا من هذه الدراسات، لأن تشغيله الفعلي بدأ في العام 2023، فيما يتابع المركز كافة الدراسات والأبحاث المتعلقة بالأوبئة والأمراض السارية.
وكانت كشفت دراسة أجريت على 99 مليون شخص من 8 دول مفاجآت جديدة عن تأثيرات لقاحات كورونا، إذ وجد باحثون أن اللقاحات مرتبطة بخطر الإصابة باضطرابات القلب والدم والجهاز العصبي، وفق المجلة العلمية “Vaccine” التي نشرت الدراسة.
يشار إلى أن تحالفا دوليا من خبراء اللقاحات بحثوا عن “13 حالة طبية” بين 99 مليون شخص تلقوا لقاحات كورونا في 8 دول مختلفة، لمعرفة أكثر الحالات الطبية انتشارا بعد تلقي الجرعات.
ووجد الخبراء أن الجرعات، التي قدمتها شركات فايزر ومودرنا وأسترازينيكا، مرتبطة بشكل كبير بمخاطر الإصابة بخمس حالات طبية، من بينها حالة تلف الأعصاب، التي تجعل الأشخاص يعانون أثناء المشي أو التفكير.
كما حذرت الدراسة من اضطرابات أخرى لم يتم التحقق منها بشكل كامل، كارتباط تورم الدماغ بحقنة مودرنا، وخطر الإصابة بحالة عصبية تعرف باسم متلازمة “غيلان باريه”، وهي اضطراب نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الأعصاب.
ورغم ما سبق، فإن الباحثين يرون أن “الخطر المطلق للإصابة بأي من هذه الحالات ما يزال ضعيفا”، فقد تم التطعيم بـ13 مليار جرعة من اللقاحات، ولم يتم تسجيل سوى 2000 حالة طبية من بين مختلف الحالات.
وأشارت تقديرات علمية إلى أن لقاحات كورونا ساهمت في تجنب أكثر من 19 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 3 ملايين حالة في الولايات المتحدة وحدها.
بدوره، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني، إن المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تحدث بعد تناول لقاح ضد فيروس كورونا تشبه نظيرتها جراء تلقي أي لقاح أو دواء آخر.
وتابع المعاني: “بطبيعة الحال، عند تناول اللقاحات بشكل عام، يمكن أن تحدث آثار جانبية خفيفة بعد ساعات، ويمكن أن تستمر عدة أيام، وهذه الأعراض تتمثل بالألم الموضعي، والاحمرار والخدر في موضع التطعيم، وألم العضلات، وارتفاع درجة الحرارة، موضحا أن هذه الأعراض طبيعية وتدل على أن الجسم يتفاعل مع اللقاح، وعازيا ذلك إلى ردة الفعل الطبيعية من الجسم.
وتعتمد شدة الأعراض، وفقا للمعاني، على مناعة الجسم، والعمر، والوضع الصحي لمتلقي اللقاح، لكن ما حدث من انتشار فيروس كورونا بتلك السرعة، حتّم تصنيع لقاحات سريعة، إضافة إلى أنه تم إنتاج لقاحات في حالات الطوارئ في بلدان معينة على مستوى العالم.
وأضاف: “خلال فترة استخدام هذا اللقاحات، ظهرت بعض المضاعفات المحتملة التي تؤثر على صحة الإنسان، وخاصة لدى فئة كبار السن”، مشيرا إلى أن هذه الأعراض أو المضاعفات تمثلت بالتهاب القلب، والتهاب التامور المحيط بالقلب، والسكتة الدماغية، فضلا عن مؤثرات على الناحية الجنسية أو النفسية.
وشدد على أن هذه الأعراض قد تظهر بعد فترة من الزمن وليس فورا، وبأنه لم يتم إجراء أي دراسة تؤكد أو تنفي هذه المضاعفات، والتي يمكن أن تنتج عن تلقي هذه المطاعيم، علما أن نتيجة هذه المضاعفات تم الأخذ بها، حيث جرى إيقاف بعض اللقاحات ووقف استخدامها.
وأشار إلى ضرورة إجراء دراسات واقعية تثبت أو تنفي الآثار الجانبية لهذه اللقاحات، علما أن هذه الدراسات يجب أن تجرى على الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا في دول مختلفة، وبأعداد مناسبة حتى تكون الدراسة منطقية وواقعية، وتلتزم بالجانب العلمي، ومن جهة محايدة وليس من قبل الشركات المصنعة للقاحات.
بدوره، قال خبير العدوى التنفسية الدكتور عبد الرحمن العناني إن الأردن والدول العربية لم تجر حتى الآن أي دراسة حول تأثيرات لقاحات كورونا، أو عن مناعة الفايروس ضدها، وبالتالي لا يمكن ترقب أي نتائج عن أعراض المطاعيم قبل عدة سنوات.
وشدد العناني على ضرورة إجراء هذه الدراسات من خلال المركز الوطني للأوبئة والجامعات الأردنية والمراكز البحثية.

Related posts

اتفاقية تعاون أكاديمي بين الأمن العام والجامعة الأردنية وجامعة البلقاء التطبيقية

مدير الأمن العام يقلد الرتب الجديدة لكبار ضباط مديرية الأمن العام

العيسوي: مواقف الهاشميين في الدفاع عن فلسطين مشرفة ويخلدها التاريخ