عروبة الإخباري –
تقدم رسالة الماجستير التي قدمها الباحث يزن محمد بني سليم المقابلة، مفهوماً شاملاً لتاريخ مكاور من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، مع تحليل مفصل للأحداث التاريخية والبنية الأثرية والدينية للمنطقة، ويعكس هذا البحث الجهود الكبيرة التي بذلت لفهم التاريخ المعقد والغني لهذه المنطقة الحيوية.
وفي رسالة الماجستير، يسرد الباحث المقابلة، موضوع مكاور من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، مع تركيز على الجوانب التاريخية والدينية والأثرية للمنطقة.
ويتطرق الباحث حينما تم بناء حصن مكاور في عام 90 قبل الميلاد على يد القائد اليوناني الإسكندر جانيوس، و كان تصميم القلعة يتكون من أجزاء علوية وسفلية، حيث كان يقع الحصن شرقي البحر الميت، وهو الموقع الذي يعرف اليوم باسم مكاور. هذه القلعة كانت تعتبر جزءاً مهماً من الدفاعات العسكرية في تلك الحقبة.
ويشير الباحث المقابلة، في رسالته أنه في عام 57 قبل الميلاد، تعرضت القلعة للتدمير على يد غابينوس، أحد جنرالات القائد الروماني بومبي. بعد هذا التدمير، قام هيرودس الكبير (الذي حكم من 37 إلى 4 قبل الميلاد) بإعادة ترميم الحصن. لم يكتفِ هيرودس بترميم القلعة فقط، بل أضاف لها القرية المحيطة بها، والتي تعرف اليوم باسم قرية مكاور.
بعد وفاة هيرودس الكبير، ورث ابنه هيرودس أنتيباس الحصن والمنطقة المحيطة به. تعتبر هذه الفترة مهمة من الناحية التاريخية والدينية، حيث شهدت المنطقة العديد من الأحداث البارزة.
لا شك بأن أهمية مكاور ليس فقط في قيمتها العسكرية والاستراتيجية، بل أيضاً تتجلى جوانبها الدينية والأثرية. المنطقة تحتضن تاريخاً غنياً وتعد موقعاً هاماً للدراسات الأثرية التي تساعد في فهم تطور الحضارات في المنطقة.
وأيضاً تطرق الباحث المقابلة في رسالته الى القصة التاريخية والدينية الشهيرة، وكيف أن هيرودوس أنتيباس، أحد حكام الرومان في فلسطين، قام بقطع رأس يوحنا المعمدان في قلعة مكاور. يوحنا المعمدان كان معروفًا بانتقاده لهيرودوس بسبب زواجه من هيروديا، التي كانت زوجة أخيه.
تتحدث القصة كما ترويها الأناجيل، عن أن هيرودوس أقام احتفالًا كبيرًا، وفيه رقصت سالومي، ابنة هيروديا، أمامه وضيوفه. نالت رقصة سالومي إعجاب هيرودوس، فطلب منها أن تطلب أي شيء تريده كمكافأة. بناءً على نصيحة أمها هيروديا، طلبت سالومي رأس يوحنا المعمدان على طبق. نظرًا لوعوده العلنية، لم يتمكن هيرودوس من رفض الطلب، وأمر بقطع رأس يوحنا المعمدان وتقديمه على طبق لسالومي.
يروي التاريخ أن هيرودس أنتيباس، أحد حكام المنطقة في العصر الروماني، قام بقطع رأس يوحنا المعمدان في قلعة مكاور بعد احتفال مأساوي. جاء هذا العمل بسبب معارضة يوحنا لزواج هيرودس من هيروديا، زوجة أخيه، مما أغضب هيروديا بشكل كبير. يقال إن هيروديا استغلت فرصة الاحتفال وأمرت بقطع رأس يوحنا وتقديمه على طبق لابنتها سالومي.
ومع ذلك، يمكن النظر إلى هذا الحدث من زاوية أعمق. يظهر أن السبب الحقيقي وراء قتل يوحنا لم يكن فقط حقد هيروديا الشخصي، بل كان أيضاً بسبب صوته الصادح بالحق ومقاومته للرذيلة التي كانت تتجلى في تصرفات السلطة الحاكمة آنذاك. يذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس أن هيرودس أنتيباس لم يكن وحده في هذا العمل، مما يشير إلى وجود مؤامرة أوسع نطاقاً ضد يوحنا.
فيما يتعلق بالأردن، فإنه يعتبر نموذجاً رائعاً للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، حيث يعكس هذا التناغم والاحترام المتبادل تاريخاً طويلاً من التعايش السلمي. تستمد هذه العلاقات القوية من المبادئ الدينية السامية والتعاليم المقدسة، فضلاً عن رؤية القيادة الحكيمة في تعزيز الوحدة الوطنية ورسالة عمان الخالدة.