الشاعرة مريم الصيفي تستذكر طفولتها في عمّان في منتدى الرواد الكبار

أقام منتدى الرواد الكبار، أمسية شعرية للشاعرة مريم الصيفي قدم فيها إضاءات على تجربتها الشعرية الدكتور راشد عيسى، وأدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.
حضر الأمسية لفيف من المهتمين في الشأن الثقافي إلى جانب مديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت في كلمتها: نحتفي بالشاعرة المبدعة مريم الصيفي التي جعلت من بيتها ملتقى وواحة للشعراء ونسعد أن يكون معنا الشاعر الدكتور راشد عيسى صاحب الكلمة اللؤلؤية التي تخرج من وجع الألم ليضيء بعضاً من تجربتها.
من جانبه قدم الشاعر والناقد الدكتور راشد عيسى ورقة بعنوان «إثارة على تجربة مريم الصيفي»، قال فيها إن الصيفي تملك عاطفة أمومية رحيبة وانحيازًا عميقًا لمكابدات الإنسان، فقد انشغلت أيضًا بأدباء عرب عاشوا معاناة أليمة في السجون كمراسلاتها مع الشاعر العراقي ناجي الجبوري. وهي مراسلات قيمة جمعتها في كتاب صدر مؤخرًا عن وزارة الثقافة الأردنية، بعنوان «دقات على بوابة القلب»، وهذا الكتاب يعد أنموذجًا جديدًا لأدب السجون سردًا وشعرًا. كما لم تتأخر عن تقديم أي مساندة مالية أو معنوية لمن يحتاجها من الأدباء العرب حتى بات بيتها فندقًا للغرباء، وأصبح صالونها شبكة وصل مهمة بين الأدب العربي في الأردن ودول عديدة.
ورأى عيسى أن كل هذه المساندات والفعاليات جاءت مؤازرة ومنسجمة مع طبيعة العاطفة الفياضة في شعرها عبر ستة دواوين تؤكد نزعتها الرومانسية الصادقة في إقامة تصالح يبن الواقع والحلم. وبنظرة تأملية فاحصة لعناوين مجموعاتها الشعرية ترينا مدى تعالق هذه العناوين بمضامين القصائد: انتظار، عناقيد في سلال الضوء، السنابل، أغان الحزن والفرح، وردة العنا، ويبوح الصمت، كما نشرت العشرات من قصائدها ومقالاتها في الصحف والدوريات العربية وعندما كانت في الهيئة الإدارية لرابطة الكتّاب الأردنيين أسهمت بمبادرات إسنادية مهمة كعادتها في العطاء اللامحدود.
ثم تحدث عيسى عن البناء الفني في شعر الصيفي قائلا: «واظب على شكله الغنائي سواء في شعر الشطرين أو شعر التفعيلة. وهو شعر ينساب بعفوية يحرض على إيصال الفكرة بأسلوب عاطفي مؤثر كأنه أنين شجرة يحزها منشار لئيم».
من جانبها قرأت الشاعرة الصيفي مجموعة من قصائدها القصائد وهي «عزة تأبى الأفول، عمان، أنا والشعر، عرين الأسود، يا طائر الشوق»، قالت في قصيدتها «عمان»، وفيها تستذكر طفولتها فيها تقول القصيدة «جئت عمان وكنا طفلتين/ تشرئبان لأفق قد سما/ وكلانا درجت في دربها/ حيث ترقى للمعالي سلما/ جئتها قاصدة أفياءها/ حينما لوعني حر الظما/ فروتني من ينابيع الرضا وأظلتني بفيء قد حمى/ في فلسطين تكونت دما/ وهنا لحمي وعظمي قد نما/ زرعت عمان في قلبي وقد/ أينع الزرع وأزهى برعما».
ثم قرأت قصيدة بعنوان «عِزَّةٌ تأبى الأفول»، تقول فيها «لغَزةَ عزةٌ تأبى الأفولا/ ومجدٌ زاده التاريخُ طولا/ ومهما اشتدَّت العتماتُ فيها/ سيسطعُ بدرها نصراً جميلا/ تكاثفت القذائفُ في سماها/ ودمَّرت المنازل كي تُحيلا/ مبانيها ركاماً قد تهاوى/ بقصفٍ عاصفٍ زاد الذهولا/ وكم غطى الركامُ من الضحايا/ ولم يترك لإنقاذٍ سبيلا/ تداعى الظلمُ من أممٍ تبارت/ لنصرِ الظالمينَ. ولن يطولا/ تُؤازرُ ظلمهُ وبهِ تباهت/ وما التفتت لحقٍّ قد أُحيلا/ لمجلسِ أمنهم حتى تباهوا/ وظنّوا أنهم ضمنوا الوصولا/ لما يبغونَ من ظلمٍ وقهرٍ/ لشعبٍ يرفضُ الوطن َ البديلا/ فمهما طالَ من ظلمٍ سيبقى/ لهُ الحقُ الذي يبقى أصيلا/ همُ الشجعانُ في ساحاتِ حربٍ/ تحدّوا ما بدا شرًّا وبيلا».

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين