قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، جاسم البديوي، الاثنين، إن الاستجابة الإقليمية والدولية لمؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة الذي يعقد في منطقة البحر الميت بتنظيم من الأردن ومصر والأمم المتحدة ستكون “حقيقة وعالية”، متحدثا عن دور أردني “واضح وهام” في مساعدة الفلسطينيين.
وأوضح البديوي في مقابلة مع برنامج العاشرة الذي يبث على قناة المملكة، “لا شك بأن المملكة الأردنية الهاشمية دورها تاريخي وواضح وجلي ومهم وشفاف وله حاجة كبيرة في محاولة مساعدة الأشقاء في فلسطين”. وتحدث عن تقديم الأردن “الغالي والنفيس” والمساعدات اللوجستية والاستراتيجية، إضافة إلى احتضان الشعب الفلسطيني ومساعدته.
وأشار إلى أن الأردن ومصر لاعبين أساسيين ورئيسيين في القضية الفلسطينية، لافتا النظر إلى أن التواجد الخليجي رفيع المستوى في هذا المؤتمر “يعكس الدور والمكانة التي نكنها لهذه القضية ونكنها لكل من جمهورية مصر العربي والمملكة الأردنية الهاشمية”.
البديوي قال إن التواجد الأجنبي في المؤتمر رفيع المستوى و”يعكس مكانة الأردن وأهمية هذا الموضوع”، مؤكدا أن الاستجابة الإقليمية والدولية لهذا النداء “ستكون استجابة حقيقية وستكون استجابة عالية وستعود بالنفع على أشقائنا بفلسطين وبالأخص في غزة”.
لكنه أشار إلى “تحد أساسي” يتمثل في استمرار التعنت الإسرائيلي برفض إدخال المساعدات أو وضع المعوقات أمام إدخال هذه المساعدات أو الاستيلاء في بعض الأحيان أو تدمير أو إتلاف هذه المساعدات.
ورسالة المؤتمر الذي يعقد الثلاثاء، “ستكون واضحة والضغط سيكون كبيرا” على إسرائيل لوقف ممارساتها التي تتسبب في مأساة الشعب الفلسطيني، وفق البديوي.
وقال إن المجتمع الدولي وحتى أقرب حلفاء إسرائيل، أصبحوا متيقنين بأن “السبب الأساسي لهذه المأساة هي الممارسات الإسرائيلية”.
البديوي تحدث عن دور دول مجلس التعاون الخليجي في دعم القضية الفلسطينية التي تتصدر قضاياه الرئيسية منذ إنشائه عام 1981.
وقال إن هذه الدول أعلنت عن “تبرع بقيمة 100 مليون دولار لتوفير المساعدات الإنسانية فقط وليس التنموية للشعب الفلسطيني”، على وقع اندلاع الحرب على قطاع غزة.
وأشار إلى تنسيق خليجي أردني ومواقف متطابقة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
البديوي شدد على أن دول مجلس التعاون “لن تتأخر في مساعدة الأشقاء في فلسطين”، ولفت النظر إلى جهود خليجية “كبيرة ومتشعبة وعلى كافة المستويات” لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن اعتراف سلوفينيا وإيرلندا وإسبانيا والنرويج بدولة فلسطين شكل “ضغطا كبيرا” على العديد من الدول الأخرى، موضحا أن دول أخرى تدرس القيام بهذه الخطوة التي ستمهد الطريق نحو حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وقال إن “الاعتراف له مدلولات عديدة وله انعكاسات إيجابية عديدة على وضع هذا الملف على الطاولة أمام المجتمع الدولي”، قائلا إن إسرائيل “لن تجد أي أمن أو أمان دون أن تتوصل إلى حل مرضي وعادل ولا رجعة فيه لإعلان الدول الفلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل، هذا هو المسار الوحيد”.
وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي “لن توقف” دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، قائلا إن هناك “تصورا واضحا وسياسة واضحة من الدول الـ 6 بأنها ستستمر في تقديم الدعم لهذه المنظمة الهامة”.
وذكر أن هذه الدول لها مساهمات إلزامية سنوية تقدمها لأونروا وأخرى طوعية “أكثر أهمية” لأنها “تأتي في وقت استجابة وفي وقت هناك حاجة ماسة لها من قبل الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن لدى الأردن “أياد بيضاء عديدة في مساعدة الأشقاء سواء في الأراضي المحتلة أو خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
شراكة استراتيجية نادرة
من جهة أخرى، قال البدوي إن “شراكة استراتيجية” تجمع دول الخليج مع الأردن، مؤكدا ضرورة تعزيز التعاون بين هذه البلدان في مجالي التحول الرقمي والأمن الغذائي و”تكثيف العلاقات الاقتصادية الاستثمارية واستمرار التنسيق السياسي”.
وأوضح أن العلاقات الأردنية الخليجية “علاقات مهمة ومتشعبة واستراتيجية”، مشيرا إلى أن لهذه العلاقات مساران: مسار العلاقات الثنائية كل دولة على حدة مع الأردن، ومسار العلاقات الخليجية الأردنية.
ولدول الخليج العربي الـ 6 شراكتان استراتيجيتان مع دولتين عربيتين فقط هما الأردن والمغرب، وفق البديوي الذي قال العلاقات الخليجية الأردنية “متشعبة ومهمة” إذ ارتأى القادة الخليجيون في قمتهم عام 2011 أن يأسسوا شراكة استراتيجية بعيدة المدى مع الأردن.
وقال خلال إيضاحه أهمية الشراكة الاستراتيجية هذه، إن “مجلس التعاون لدول الخليج العربي الـ 6 لديها شراكتان استراتيجيتان مع دولتين عربيتين فقط” وهما الأردن والمغرب، وتابع “فلك أن تتخيل المكانة التي تحظى بها المملكة الأردنية الهاشمية لدى أشقائها في دول مجلس التعاون”.
لكنه عبر عن أمله في التركيز، في هذه الشراكة، على “الأشياء التي تحتاجها (هذه الدول) في الوقت الحالي مثل التحول الرقمي والأمن الغذائي واستمرار التنسيق السياسي وتكثيف العلاقات الاقتصادية الاستثمارية”.
وتشكل على إثر هذه الشراكة 15 لجنة معنية بالاقتصاد بالاستثمار والأمن الغذائي والتعاون الأمني والعسكري وتنسيق سياسي والتعليم والثقافة والإعلام والرياضة، على ما ذكر البديوي.
وتحدث عن تواصل خليجي أردني مستمر لتفعيل هذه الشراكة، وقال: “فعلا نصل من خلال هذه اللجان إلى نتائج ملموسة تلامس وتحاكي المواطن في كل من المملكة الأردنية الهاشمية ودول مجلس التعاون الخليجي”.
وتطرق البديوي إلى علاقات ثنائية “متميزة” للدول الخليجية الـ 6 مع الأردن، وتنسيق مستمر على المستويات كافة بشكل شبه يومي.