عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
مرة اخرى اتيح لي ان التقي معالي رئيس الديوان مع مجموعة قادها الوزير السابق الدكتور حازم قشوع، الذي بادر بالاتصال والأعداد للقاء الذي حدث صباح الثلاثاء، وفي مجموعة شكلت صالوناً، ظل يلتقي باسم “صالون المئوية” فالمجموعة ليست حزباً ولا تنظيماً، وإنما جماعة وطنية مثقفة، متنوعة المشارب أرادت بناء منبر في زمن تعتبر المنابر ذات وظيفة قد لا يؤديها الحزب.
كان الهدف يصب فيما صبت فيه لقاءات رئيس الديوان النشيط مع المجموعات التي يلتقيها لتنقل له اراءها وتصوراتها وتحمل عنه التوجهات الملكية والرؤية التي يحاول جلالة الملك إيصالها.
كان الحوار الذي شارك فيه مجموعة الصالون، مثمراً وصريحاً وواضحاً، وقد أدركنا عظم العقد الذي يقوم به معالي يوسف العيسوي، ابو حسن، من خلال موقعه في توسيع قاعدة الاتصال والحوار مع قطاعات عريضة من المواطنين، فقد ظل العيسوي يحمل الرسائل الملكية ويسعى بها ويبشر، وظل يدعو الى لقاءات مثمرة يتطارح فيها المواطنون آرائهم وأفكارهم، وظل يرى أن النفس الأردنية رضية وسهلة ومحبة لوطنها، وأن أعتى المعارضين يمكنه ان ينخرط بها بسهولة في دور يضمن له دورة ورؤية دون وجل أو خوف.
العيسوي محاور بارع ومحب يستقبل ضيوفه وقاصدي الديوان لرأي أو حاجة، بمنتهى المحبة والإقدام، وقد ضرب لنا امثلة عن لقاءات كان يدخل فيها احدهم معارضاً أو متوتراً، ليخرج وقد والى الوطن والقيادة ووضع جهوده في الخدمة العامة.
وكانت أمثلة أبو حسن، واضحة وفيها قواسم مشتركة معنا جميعاً، إذ اننا نعرف كل القصص التي أوردها وكيف كان الرد عليها، أخذ الرجل وقته واعطى جهداً كبيراً، فهو باب مفتوح حتى حين تغلق الأبواب، التي من المفترض أن تكون مفتوحة والوصول اليه متاحاً، فقد كان لقاؤنا معه في الثامنة صباحاً، وبعض اللقاءات في يوم الجمعة وفي العطل الرسمية وعلى مدار السنة والساعة، فالرجل الثمانيني لا يزيده العمر الاّ إصراراً على القيام بالواجب وخدمة التوجه الملكي وجعل حصاده وفيراً.
تحدث الحاضرون في مواضيع عديدة، تصب في الشأن الوطني واطلعوا على كثير من التوجهات والرغبات الملكية التي عبر عنها رئيس الديوان الذي ظل يعتز دائماً بخدمته العسكرية وما اكتسبه من العسكرية من نشاط ودقة وحفاظاً على المواعيد وما تعلمه بمرافقته للكبار الذين عمل في العسكرية معهم وخاصة مع الشريف زيد بن شاكر الذي قال أن له الفضل في تعليمه وفتح الآفاق لعمله.
خرجنا ونحن نحمل أفكاراً جديدة وضرورية تستلزم ان تزرع وأن يجري تعهدها وقد تم ذكر نشاط سمو الأمير حسين ولي العهد في أوساط الشباب وانخراطه في العمل معهم وكذلك ما قدمته جلالة الملكة رانيا، من رؤية في مقابلاتها عبر الفضائيات الاجنبية، وما أشارت اليه وهي تحمل الرؤية الاردنية وتروج لها.
الحاضرون في اللقاء أحسوا بواجب أن يضعوا أكتافهم وجهودهم حيث يضع رئيس الديوان وان يقدموا من جهودهم ما يخدم الرؤية الوطنية والسعي بها لتكون مثمرة.
ولعل الساعة التي امضيناها في رحاب الديوان قد اجابت لنا على كثير من الاسئلة ومكننا من إدراك حجم العمل المنجز وأين تمكن التحديات وكيف يمكن التعامل معها أيضاً.
أرشيف أبو حسن قائم من الواقع ومسجل له، وهو جزء من تشخيص هذا الواقع وتسجيله والبحث عن حلول له، ونحن بحاجة الى التدوين والتوثيق لتعرف الأجيال في مسيرتها اين توقفت وأين أنجزت خاصة وان اليوبيل الفضي هو محطة هامة للمراجعة واستشراف المستقبل من خلال تجارب الماضي وخبرته.
خرجنا من اللقاء وفي اذهاننا ان نجند امكانياتنا في هذا التيار الذي بدأ يستيقظ على خدمة الناس وتمكينهم أن يكونوا أدوات بناء لا معاول نقد ولوم وعتاب وتذمر وشكوى.