عروبة الإخباري –
في مقاله الموسوم “مع اقتراب عيد الأضحى… موسم الأخلاق قبل التجارة فليس كل ربح مكسبًا”، يقدّم رجل الأعمال مجاهد البستنجي طرحًا راقيًا وذو بُعد إنساني عميق يربط بين جوهر المناسبة الدينية وسلوكيات السوق، في تذكير جدير بالتأمل بأن عيد الأضحى ليس مجرد موسمٍ تجاري، بل فرصة لتجسيد القيم التي تمثّل ركيزة الدين والمعاملات.
لقد أحسن الكاتب حين ركّز على ضرورة تحكيم الضمير المهني والوازع الأخلاقي في ذروة الحركة التجارية التي يشهدها السوق قُبيل العيد. فالعيد لا ينبغي أن يتحوّل إلى مناسبة للاستغلال ورفع الأسعار بشكل غير مبرر، بل فرصة لإظهار النبل، والمروءة، والرحمة، وهي قيم لا تقل أهمية عن الشعائر الظاهرة.
وفي طرحه لمسؤولية أصحاب العمل، يلمس البستنجي بذكاء جانبًا إنسانيًا مهمّشًا في كثير من الأحيان: الجانب العاطفي والإنساني للعمال والموظفين، الذين ينتظرون لحظة فرح بعد جهدٍ طويل. وهنا يُحسَب له تسليط الضوء على ضرورة صون كرامة العامل في هذه الأيام، عبر صرف المستحقات في وقتها ومنح الراحة المستحقة، لتبقى بيئة العمل إنسانية حتى في مواسم الضغط.
كما يلفت المقال النظر إلى مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات، في تذكير راقٍ بأن الربح الحقيقي لا يكون فقط بالأرقام، بل بمقدار ما تتركه الشركات من أثرٍ طيب في مجتمعها، وخاصة في أعيادٍ تحثّ على التراحم.
ختام المقال جاء قويًا، بعبارة تجمع بين البُعد الأخلاقي والديني:
“ليت كل تاجر، وكل صاحب عمل، ينظر إلى العيد لا كموسم للربح، بل كفرصة للربح الحقيقي: ربح القلوب، وربح الأجر، وربح ضمير لا ينام.”
عبارة تليق بأن تُرفع كشعار في كل محل وشركة خلال موسم الأعياد.
كل الشكر لرجل الأعمال مجاهد البستنجي على هذا المقال التوعوي النبيل، وكل عام وأنتم بخير.