عروبة الإخباري – مصطفى أمين –
الطاقة الذكورية المرتفعة للرجل، تجعله أكثر صلابة (مسؤولية) وصرامة (مساءلة) وخشونة (تحدّي) وجرأة (مبادرة)، ويبدو ذلك واضحاً في تصرّفاته ونبرة صوته وانحناءات جسمه وتقاسيم وجهه، كما أنّ لغة جسده ونظرات عينيه توحي بطاقة رجولة عالية حتّى لو كانت ملامحه عادية مقارنة بمقاييس الجمال المعروفة (التسليعية)، وطاقة الذكورة (يانغ) ليس لها علاقة بمال الرجل ولا نسبه ولا حسبه ولا جماله، بل لها علاقة بشخصية الرجل ونضوجها ونموها وتطوّرها الروحي.
ورغم كلّ ماسبق، غالباً ما يكون حظّه سيّء في الارتباط. وهذا يجعل الرجل في حيرة، ما بين عدم إيجاد شريكة حياة مناسبة توازيه، أو إنّه يتعرّض للرّفض تارةً والغدر تارةً أُخرى!
السبب وببساطة هو؛ أنّ الرجل الذي يمتلك تلك المواصفات، يجب أن يجد ما يوازنها في المرأة، أيّ مرأة تحمل طاقة الأنوثة (ين) عالية، حتّى يستطيع التكافؤ والتكامل مع طاقتها الأنثوية العالية. بمعنى آخر اليوم لا يوجد رجال أصيلون ولا نساء أصيلات. ما نراه في السوق العاطفية هو جرذان وفئران لاعبة (لعوبة| بلاير) لا تهدف إلى بناء عشّ الزوجية.
حتّى وإن كان أغلب الناس يجهلون علوم الطاقة، إلاّ أنّ البشر يشعرون لا إرادياً بطاقات من حولهم، وطاقة الرجل عالية الذكورة (الرجولة) تصنع هالة محدّدة حولها، تمنع النساء ذوي الأنوثة الغير متوازنة – وهم أغلبية النساء في هذا العصر بسبب قيم الحداثة اللّيبرالية – من الاقتراب منها، فينفرون من الرجل الأصيل أو يرفضونه رغم عدم وجود سبب واضح مقنع، أو يخافون منه نظراً لصرامته وقوّة مبادئه. لذا تفضّل النساء اللّعوبة ذوات الطاقة الأنثوية المنخفضة أن يكنّ مع أشباه الرجال، إذ يمكنهنّ من استغلالهم واللّعب عليهم بسهولة ويسر دون مساءلة أو تحمّل لمسؤولية الوضع الراهن عند حدوث خلاف أو مداهنة وخداع من هنا وهناك.
إنّ أيّ رجل أصيل يحمل طاقة ذكورة (يانغ) عالية عليه أن يستكين ويطمئنّ لأنّ طاقته تؤدّي دور “الفلتر” للطاقات الأنثوية المنخفضة، وحتماً هذه الطاقة سترشده إلى من توازيه ليكون مع إمرأة أصيلة ذات أنوثة عالية