عروبة الإخباري –
استيقظت مصر، صباح الثلاثاء، على وقع مأساة حادث طرق جديدة، ضحاياها هذه المرة فتيات صغيرات يعملن بالأجرة اليومية في أحد مزارع محافظة الجيزة، حيث أعلن غرق 10 فتيات، والعدد مرشح للارتفاع.
القصة كما يرويها لموقع الحرة صحفي الحوادث، مساعد تحرير صحيفة المصري اليوم، يسري البدري، هي لـ26 فتاة ركبن حافلة صغيرة (ميكروباص) قاصدين الذهاب إلى عملهن بمزرعة في محافظة الجيزة.
تتقاضى الفتاة الواحدة منهن 120 جنيها (حوالي 2.5 دولار) نظير العمل من الفجر حتى نهاية اليوم. والفتيات من قرى مدينة أشمون في محافظة المنوفية القريبة من الجيزة.
خلال الرحلة المشؤومة، وأثناء توجه الحافلة نحو معدية (عبارة صغيرة) أبوغالب في منشأة القناطر في الجيزة، تشاجر السائق مع شخص قبل صعود المعدية. وبمجرد صعوده المعدية، نزل بسرعة من السيارة وتركها دون الضغط على المكابح، وبسرعة غادرت 9 فتيات السيارة، بينما ظل بداخلها 16 قبل أن تسقط الحافلة من ناحية المقدمة في مياه النيل.
وقال موقع قناة “صدى البلد” إنه أثناء توقف الحافلة أعلى المعدية خرج منها 9 فتيات والسائق وتوقفوا على المعدية لحين العبور للبر الثاني بنهر النيل، ثم فوجئوا جميعا بسقوطها وبداخلها 16 فتاة.
وحتى نشر هذا التقرير، انتشلت السلطات الأمنية جثامين 10 فتيات، بينما يجري العمل على انتشال ما بين 4 إلى 7 جثامين، وفق الصحفي المصري.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، حسام عبد الغفار، لوكالة فرانس برس غرق 10 أشخاص على الأقل في الحادثة، مضيفا: “عدد الوفيّات وصل إلى 10، وربما يزيد”.
وأوردت صحيفة الأهرام الحكومية أن الحافلة كانت تضم نساء فقط كن في الطريق إلى عملهن.
وأوضحت التحريات أن أعمار الفتيات تتراوح من 17 إلى 20 عاما،، وفق موقع قناة “صدى البلد”.
ونشرت صحف مصرية لقطات لانتشال الحافلة من أعلى المعدية، وشوهدت قوارب صغيرة تساعد في عمليات البحث، بينما وقف الأهالي بحزن وهم يتابعون انتشال ذويهم.
وكانت الحصيلة الأولية للحادث، بحسب بيان سابق لوزارة الصحة، تسعة مصابين وست وفيات، قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى 10.
ويشير البدري إلى أن التحريات حتى هذه اللحظة تشير إلى انتهاء تراخيص المعدية، ويقول إن السائق أقر أمام سلطات التحقيق بأنه نسى الضغط على المكابح.
وتفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع المأساة. وجاءت تعليقات مثل “ضحايا لقمة العيش” و”يوم حزين على مصر” و”ضحايا فتيات في عمر الزهور”، دعا البعض إلى محاسبة المسؤولين على رأس وزارة النقل.
وكانت مديرية أمن الجيزة تلقت بلاغا يفيد غرق سيارة بالرياح البحيري في منشأة القناطر، وانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة وتم الاستعانة برجال الإنقاذ النهري، تبين أن حافلة محملة بفتيات يعملن في إحدى المزارع، و أثناء عبورهن بواسطة معدية بالرياح البحيري سقطت السيارة بالمياه، وفق صحيفة اليوم السابع.
وقررت النيابة العامة، بحسب صحيفة الأهرام “انتداب لجنة هندسية لفحص السيارة ومعرفة كافة الأسباب” التي تسببت بوقوع الحادث.
من جهتها، قالت وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، إنه “سيتم صرف المساعدات المقررة لأسر المتوفين والمصابين حسب نسبة الإعاقة والإصابة نتيجة الحادث”.
ويشير البدري إلى حادث مشابه وقع قبل نحو ثلاثة شهور أيضا في الرياح البحيري نتيجة استخدام عبارات صغيرة متهالكة.
ويعتمد الكثير من المصريين على المعديات في الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم يوميا، خاصة في صعيد مصر ودلتا النيل.
وعادة ما تكون العبارات المستخدمة في النيل صغيرة، لكن مشغليها يحملونها أكثر من طاقتها لمضاعفة الأرباح. وكثير من هذه العبارات قديمة ومتهالكة لا تتوافر فيها معايير السلامة.
ويعد الإبحار على طول نهر النيل هواية مفضلة خلال العطلات في مصر، أكثر دول العالم العربي اكتظاظا بالسكان.
وفي فبراير الماضي، غرقت عبارة نهرية، تقل عمالا باليومية في نهر النيل على أطراف القاهرة، مما أسفر عن غرق 10 من أصل 15 شخصا كانوا على متنها.
وفي نوفمبر 2022، لقي نحو 20 شخصا حتفهم إثر سقوط حافلة في ترعة بمحافظة الدقهلية بدلتا النيل، شمال العاصمة القاهرة.
وفي حادث مفجع آخر وقع في يوليو 2022، اصطدمت حافلة ركاب بشاحنة متوقفة على طريق سريع في محافظة المنيا جنوبا، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة 35 آخرين.
وتفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع المأساة. وجاءت تعليقات مثل “ضحايا لقمة العيش” و”يوم حزين على مصر” و”ضحايا فتيات في عمر الزهور”، دعا البعض إلى محاسبة المسؤولين على رأس وزارة النقل.