عروبة الإخباري –
أحيت سفارة رواندا في عمان مساء أمس، الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية ضد التوتسي، والتي قضى فيها أكثر من مليون شخص، ودمرت البنية التحتية الأساسية، وانهارت مؤسسات الدولة، وأصيب الناجون بصدمات نفسية.
وحضر الحفل، وزير الدولة المهندس وجيه عزايزة، ومدير مديرية شؤون آسيا واوقيانوسيا وإفريقيا في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين محمد ابو وندي، وعدد من الأمراء والمسؤولين المدنيين والعسكريين، وأعضاء السلك الدبلوماسي في عمان والصحفيين والمدعوين.
وأكدت سفيرة رواندا في عمان اوروجيني باكوراموستا خلال الحفل أهمية المسؤولية الجماعية لمواجهة التهديد الخبيث المتمثل في الإنكار وخطاب الكراهية الذي يتزايد حاليًا على نطاق عالمي، مؤكدة على واجب الجميع المتمثل في الوقوف متحدين ضد التعصب والتمييز والتحيز بجميع أشكاله”.
وأشارت إلى أن الإبادة الجماعية ضد التوتسي عام 1994، هي بمثابة مثال مروع على العواقب الكارثية عندما يتم السماح لخطاب الكراهية بالازدهار دون رادع.
وحثت المشاركين على إعادة الالتزام بمبادئ التسامح والتعاطف والتفاهم من أجل بناء مستقبل تقود فيه دروس الماضي إلى عالم أكثر عدلا ورحمة وشمولا للجميع.
واستشهدت بتصريحات الرئيس بول كاغامي: “إن أهم درس تعلمته بلادنا هو تحويل التحديات إلى فرص، وكذلك استخدام القليل جدا لفعل الكثير”، مشيرة إلى أنه لا يوجد شيء لا يستطيع الروانديون التغلب عليه من خلال الوحدة والعمل الجاد والمثابرة.
وعبرت عن تقديرها للدعم والتضامن الذي قدمه أصدقاء رواندا وما زالوا يظهرونه في رحلة إعادة البناء.
واشاد وزير الدولة وجيه عزايزة بالعلاقات التي تربط الأردن برواندا والتطور والنمو الذي تشهده في مختلف المجالات والحرص المشترك للحفاظ عليها والبناء على ما تم انجازه.
وقالت المنسق المقيم للامم المتحدة في الاردن شيري ريتسيما أندرسن،”إننا نجتمع ليس فقط للتأمل في تلك الأيام المأساوية، التي شهدت خسارة كارثية لحياة ما يصل إلى مليون شخص، ولكن أيضًا لتكريم صمود وشجاعة أولئك الذين نجوا” مضيفة إن شجاعتهم واستعدادهم للتسامح لا يزالان يقدمان دفقة من الضوء والأمل وسط أحد أكثر الفصول تحديا في تاريخ البشرية.
واضافت، إنه بعد مرور ثلاثين عامًا، ينبغي لهذا الحدث الكارثي، أن يصدم ضمير الإنسانية إلى الأبد، ليكون بمثابة تذكير قاتم بالآثار المدمرة للكراهية والحاجة الماسة إلى التسامح والسلام، مشيرة إلى أن رحلة التعافي والتحول في رواندا تثبت أنه من خلال الوحدة والالتزام المشترك بحقوسيق الإنسان والكرامة، تصبح إعادة البناء ممكنة بالفعل.
ودعا رئيس الجالية الرواندية في الأردن فرانسيس نجارامبي،اصدقاء رواندا والمجتمع الدولي إلى الانضمام إلى الروانديين في القتال من أجل أي شيء يهدف إلى إعادة رواندا إلى نفس الفترة الشريرة من الإبادة الجماعية عام 1994 ضد التوتسي، مضيفًا أشجع الجميع على المشاركة بنشاط في مكافحة أيديولوجية الإبادة الجماعية ومنكريها بأي شكل من الأشكال وخاصة من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتم على هامش الحفل، تنظيم معرض للصور يجسد الابادة الجماعية والناجين منها وتم اضاءة الشموع والوقوف دقيقة صمت على ارواح المفقودين والقاء قصائد شعرية حول تطلع شباب رواندا لمستقبل واعد وفيلم وثائقي يتحدث عن تطور رواندا ورحلتها من اليأس إلى الأمل.