عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
تنعقد القمة في البحرين وهي الثالثة والثلاثين، وسمعة القمم العربية في الشارع العربي لم تعد حميدة، ولم يعد المواطن العربي الذي يكتوي بأوضاع اقتصادية واجتماعية في معظم أقطار العالم العربي قادراً على فهم ما يجري بعيداً عن شؤون حياته، فقد ارهقه استمرار استغلال ظروفه وتأجيل تحسين أوضاعه المعيشية والاهتمام بكرامته ومشاعره التي اهدرها الاحتلال في غزة وهو يرى على شاشات التلفزيون حرباً اسرائيلية قذرة، تحمل تهديداً ليس لغزة وأهلها، وإنما للمنطقة العربية برمتها، فقد اصاب فيروس غزة الجامعات الأمريكية والأوروبية وعديد من العواصم، وأصبحت غزة تتصدر المشهد الآن في بعض البلدان العربية التي جعلت العربي الذي يستطيع الرؤية أن يتمنى لو كانت حدود فلسطين مع دول أمريكا الجنوبية أو جنوب شرق آسيا،لكان التواصل معها أسهل ونصرتها ممكنة أيضاً.
البحرين حيث تنعقد القمة كانت متورطة في تطبيع مجاني، مقيت تحمست له قبل أن تهمشه.. رغم ظروف البحرين الخاصة وتركيبتها الديموغرافية المعروفة وحساسية موقعها الجيوسياسي، وقد حجب التطبيع الذي بدأت البحرين وبقرارات حكيمة لم تعلن تتراجع عنه بالتدريج حتى لا تنفجر قنبلة التطبيع، فتلحق أضراراً أوسع، وقد كان الخطأ الذي ادركته البحرين حين دعت وزير الحرب الاسرائيلي في زيارة للبحرين تجول فيها واستنفر الجارة غير المحبة، ايران، التي رأت الزيارة على شباكها الذي تجلس البحرين أمامه حيث الحدود مع ايران قريبة.
الشعب البحريني في نسبة كبيرة منه ضد التطبيع ويعارض ذلك وحساسيته للتطبيع تفوق حساسية دول خليجية أخرى فيما تعاني البحرين من عوامل شبيهة.
البحرين الآن تستقبل قمة دورية ولديها فرصة للتخلص من الشعور بالأثم الذي ارتكبته لإرضاء أطراف عربية أكثر مما في قناعة البحرين.
وقد تستطيع البحرين أن تمكن القمة من أن تنجز بشكل أفضل من خلال التعامل مع جدول الأعمال والبنود الثمانية المقررة وتفرعاتها، وحيث تفرض غزة اجندتها على الجمع العربي وتزداد الضرورات الفلسطينية والمطالبة بدعم السلطة الوطنية وتمكين غزة من الصمود والخروج بها الى وقف اطلاق النار.
ثمة رهان ولو ضعيف على القمة في أن تضع قراراتها على الرف كما كانت القمة الإسلامية الطارئة في جدة، القمة (32) والتي لم ينفذ من قراراتها شيء.
يبدو أن البحرين متحمسة الآن لأن تنجح القمة وان يرتبط أسمها بالنجاح لا بالتطبيع الذي تورطت فيه أطراف عربية لما فوق الركب.
فهل يأتي الجديد من البحرين وهل تصحو الأمة على الواقع الخطير القائم قبل فوات الأوان؟ وهل تعيد القرارات الجديدة إن اتخذت …وهل تصحو الامة العربية كما في اسطورة الضبع الذي يأخذ ضحيته الى مغارته الى ان يضرب رأس المضبوع فيصحو وبالتالي لا يذهب الى مغارة الضبع ولا يجري افتراسه، بعض العرب يقف امام مغارة الضبع وبعضهم دخلها وهذه لحظة فارقة يمكن للبحرين فيها أن تساعد في قلب الطاولة على نتائج لقاء النقب الكريه .. الذي اصاب الكرامة العربية، فاسرائيل مفلسة وبالكاد تدافع عن نفسها وقد سقط رهان قدرتها في الدفاع عن بعض العرب اليوم