عروبة الإخباري –
يسود توتر بين حكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي على خلفية استمرار الحرب على غزة وفي ظل الفشل في حسمها، وخاصة بعد عودة قوات حركة حماس إلى مناطق في قطاع غزة بعد أن كان الاحتلال الإسرائيلي قد اجتاحها وسيطر عليها ثم انسحب منها. يأتي ذلك وسط تقارير استخبارية تؤكد ان يحي السنوار القائد العام لحركة حماس في قطاع غزة موجود في الشمال وليس في رفح. فيما كشفت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية «كان-ريشت بيت»، استقالة المسؤول عن رسم الشؤون الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يورام حامو، وأشارت الإذاعة إلى أن سبب الاستقالة هو عدم اتخاذ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قرارات بشأن اليوم التالي للحرب وعودة العمليات العسكرية إلى شمال غزة اشد من الأيام الأولى.
ووفقا للإذاعة الإسرائيلية، ستعرض قريبا خطة تمت مناقشتها مؤخرا في مجلس الأمن القومي على مجلس الوزراء الإسرائيلي، وتنص الخطة على سيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة ستة أشهر إلى سنة، بواسطة وحدتي من الحكم العسكري في الضفة الغربية”الإدارة المدنية» و”منسق أعمال الحكومة في المناطق» المحتلة، وأن يتم توفير الخدمات للسكان من خلال شركات عربية خاصة.
وبحسب الخطة، فإن «السيطرة على القطاع ستنتقل في النهاية إلى أطراف محلية غير معادية لإسرائيل»، بحسب وصف مجلس الأمن القومي.
ويقول الجيش إنه يدفع «أثمانا باهظة» بالعودة إلى مناطق، مثل مخيم جباليا وحي الزيتون، بعد أن كان قد اجتاحها وانسحب منها. ويشير في هذا السياق إلى مقتل خمسة من جنوده، الخميس الماضي ودارت في اليومين الماضيين معارك ضارية في جباليا والزيتون، فيما بدأت القوات الإسرائيلية، عملية عسكرية في جباليا. وحسب الجيش الاحتلال توقع مسبقا عودة قوات حماس إلى مناطق تنسحب منها قواته.
وأضاف جيش الاحتلال أننا ملزمون باختيار الخيار السلطوي الذي سيتحمل المسؤولية». والخيارات التي يطرحها الجيش لتحل مكان حماس هي: السلطة الفلسطينية، جهات «معتدلة» من داخل قطاع غزة بدعم دول عربية»، والخيار الثالث هو حكم عسكري إسرائيلي ويصفه الجيش بأنه «غير معقول» لأنها تستدعي احتلال القطاع وتكلفتها الاقتصادية والأمنية مرتفعة.
واعترفت قيادات الجيش المحتل أن خيار الجهات الفلسطينية المحلية «المعتدلة» معقد للغاية ويصعب تنفيذه، لأنه لن يحظى بتأييد شعبي داخلي، كما أن حماس ستحاربه. وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، فإن الاستطلاعات في الضفة الغربية «دلت على حجم التأييد» لهجوم «طوفان الأقصى».، مضيفا «أننا نعود إلى الأماكن نفسها مرة تلو الأخرى لأنه لا تُتخذ قرارات».
وتطالب قيادة الجيش الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحسم قضيتين مركزيتين، الأولى قضية اليوم التالي للحرب على قطاع غزة ومن الذي يريد أن يكون البديل عن سلطة حماس. والثانية قضية شراء سربين من طائرات «إف ـ ٣٥» و”إف ـ ١٥» من الولايات المتحدة، وذلك بسبب الخلافات الدائرة بين وزيري الأمن والمالية. تشكل القضيتان بؤرة توترات، إذ تتطلع الهيئة الأمنية للحصول على موقف سياسي من إنتهاء العمليات العسكرية، واتخاذ قرارات حتى وإن كانت قاسية تسارع بعدم تقليص حجم الانجازات التي حققها الجيش.