لا سبيل لعودة لبنان الذي نعرفه الا بالتكاؤن* نزار بو علي

عروبة الإخباري –

تأخذ نظرية التكاؤن  حيزا من النقاش في المجالس التي تصبو للنهوض بلبنان و لعل ابرزها اطلالة الأب ميخائيل روحانا السامي الاحترام عبر شاشة الMTV مع جزيل التقدير له و لكل ساعٍ لزرع بذور المحبة والرحمة بين بني الانسان وبالاخص في موطننا الوحيد النهائي لبنان .

تعكس نظرية ” التكاؤن”  فكرة  التعاون والتلاحم بين أفراد مجتمع واحد فعندما يتجمع مياه اليابسة في حوض واحد، يشكلون مصدرًا مشتركًا للجميع، وهذا يتطلب تعاون الجميع للحفاظ على هذا المصدر وعدم جفافه.

بناءً على هذا المفهوم، فإن هدف التكاؤن هو تعزيز التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع من اجب أن يسير الجميع معاً في تحقيق الأهداف المشتركة والمصلحة العامة، بغض النظر عن اختلافاتهم في الطوائف والانتماءات والمذاهب كما هو الحال في وطننا الغالي لبنان الرسالة.

لتطبيق هذا النظرية على مجتمع متعدد الطوائف والانتماءات والمذاهب، يجب أن يكون هناك إرادة جماعية للتعاون والتعايش السلمي ويجب أن يكون هناك احترام وتقدير لتنوع الثقافات والمعتقدات والممارسات الدينية بلا تعصب او تقوقع.

ويمكن تطبيق هذه النظرية من خلال إرساء قيم التسامح والاحترام المتبادل ، وتعزيز الحوار المفتوح والبناء بين الطوائف المختلفة  ، ولا سبيل لذلك الا من خلال التركيز على ما يجمع الناس معًا بدلاً من التركيز على الاختلافات بحيث يكون للتعليم والتوعية دورًا حاسمًا في تعزيز هذا المسار الذي يتطلب الألفة والمحبة بين الأفراد.

علاوة على ذلك، لا بد من ايجاد فرص متساوية للجميع للمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال الاعتماد على معايير الكفاءة و النزاهة و حسن السيرة، كما يجب أن تكون هناك آليات لحل النزاعات مصانة بدستور مُعاصر وتعزيز العدالة والمساواة و يجب أن يشعر كل فرد من المكون اللبناني بأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع و ان مشاركته و الإدلاء برأيه هو المدماك الاساسي لتحقيق و تثبيت وجوده و تحقيق تكاؤنه مع مجتمعه.

في النهاية، تحقيق التكاؤن في مجتمع متعدد الطوائف والانتماءات والمذاهب ليس بالامر الصعب لكن يتطلب التفكير الشامل والروح المتسامحة والرغبة في بناء جسور التواصل والتعاون الدائم في كل المجالات ، يمكن للمجتمع اللبناني الازدهار والاستفادة من التنوع الثقافي والديني كمصدر قوة وثراء و يعود لبنان الذي نعرفه الى الحياة  بالتكاؤن وتضافر الجهود وبذلك ننتقل بحركة لولبية بارتقاء نحو الأعلى.

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري