«التربية».. عيب!* أسرار جوهر حيات

عروبة الإخباري –

منذ أيام، لفت انتباهي خبر، عن احتياجات وزارة التربية من المعلمين غير الكويتيين، حيث أعلنت الوزارة حاجتها عن معلمين ذكور في 15 تخصصاً مختلفاً، والحاجة للمعلمات في 6 تخصصات.

وأثار استغرابي الخبر، كوننا نملك كليتين لإعداد المعلم، الأولى هي كلية التربية بجامعة الكويت والثانية كلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وكلتاهما نعملان منذ عقود، ومكتظتان بالطلبة، وتعتبران من أكثر الكليات ازدحاماً بالطلاب، إذاً أين هم خريجوهم! وان كانت لدينا كليتان محليتان حكوميتان، فلماذا مازلنا بحاجة لمعلمين غير كويتيين؟! وبتخصصات عادية ليست نادرة! أو حديثة؟! وتخصصات تدرس بالكليتين؟! هذا فضلاً عن توافر مقاعد لكليات التربية لطلبتنا في خطة البعثات الخارجية!

فكان يفترض أن تلبي الكليتان احتياجاتنا من المعلمين والمعلمات وكنا على الأقل استطعنا تكويت التعليم، أو الاقتراب من نسبة تكويت جيدة!

والعلة، هنا تعود لسوء توزيع الطلبة على التخصصات، فالنقص ليس عددياً أبداً، إلا أن الطلبة يتكدسون في تخصصات سهلة، فيصبح لدينا فائض في معلمي هذه التخصصات أو المراحل، بالمقابل يعزفون عن تخصصات أصعب قليلاً، فيصبح لدينا حاجة للمعلم غير الكويتي.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، كنت قد قرأت إحصائية في القبس، تشير الى ان نسبة طلبة كلية التربية بجامعة الكويت من اجمالي عدد الطلاب والطالبات بمختلف كليات الجامعة تبلغ حالياً %20 تقريباً، حيث وصل إجمالي طلبة التربية حتى الآن 8365 طالباً وطالبة، الا انها لا تلبي كل احتياجات وزارة التربية، حيث لا تزال بعض التخصصات تعاني من نقص في المعلمين،

ووفقاً للإحصائية فإن نحو %43 من إجمالي طلبة الكلية يدرسون في تخصصات رياض الأطفال والابتدائي، و%41 من طلبة الكلية يدرسون بتخصصات متوسط وثانوي – أدبي.

أما الأقل نسبة فيدرسون بتخصص متوسط وثانوي – علمي بنسبة %16 من اجمالي طلبة الكلية.

ودفعتني الاحصائية للاستغراب، فلماذا لا يكون هناك ربط بين وزارة التربية، وكليتي إعداد المعلم، في الجامعة و«التطبيقي» لتحديد احتياجات المعلمين الفعلية، ووضع خطط واضحة لدفع الطلبة باتجاه الدراسة بالتخصصات التي تحتاجها «التربية»، حتى يتم تدريجياً وخلال السنوات المقبلة سد احتياج «التربية» من الكوادر الوطنية.

كلية التربية بجامعة الكويت وحدها، تقبل سنوياً نحو ألف طالب، لو تم توجيههم بالشكل السليم والمتماشي مع احتياجات وزارة التربية، خلال سنوات معدودة، سيكون معلمونا من الكوادر الوطنية، مع الاستعانة طبعاً، بالخبرات النادرة من غير الكويتيين، والاحتفاظ بالموجود منهم.

 

Related posts

النكبة المستمرة: من وعد بلفور إلى الإبادة الجماعية* هاني ابو عمرة

“الإبتزاز الإلكتروني: الخطر الصامت على الأفراد والأسر”* د. لطيفة محمد حسيب القاضي

السمهوري: الثلاثي أمريكا بريطانيا فرنسا مطالبين بالاعتذار وتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية وإقامة دولته المستقلة