البديوي: دول مجلس التعاون الخليجي ترغب في تهدئة بغزة وحلّ لا يمكن لإسرائيل التراجع عنه لاحقاً

عروبة الإخباري –

قال أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، ان دول مجلس التعاون الخليجي، ترغب في ان ترى تهدئة في قطاع غزة، وقبولا لحل لا رجعة فيه من قبل اسرائيل، حيث لا يمكن لها أن تقبل بأمر الآن ثم تتراجع عنه.

وأضاف في مقابلة مع قناة دويتشه فيله الالمانية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، إن دول المجلس لا يمكن ان تقبل لأي شعب وأي عرق بأن يتعرض إلى أي هجوم او ارهاب، ونحن ندين الارهاب بكل اشكاله على جميع البشر وخصوصا المدنيين العزل.

وتابع: وفيما يخص التطبيع مع اسرائيل لاشك ان هناك جهودا كانت قائمة قبل 7 اكتوبر، وكلنا رأينا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية تحدث في مقابلات صحافية، وقال ان هناك جهودا لعملية التطبيع، فكانت عملية التطبيع وجهود التوصل إلى امن واستقرار المنطقة في بداية طريقها في بعض الدول الخليجية، وما حصل في 7 اكتوبر عطل هذه الجهود.

وأضاف: نحن ننظر إلى التطبيع مع اسرائيل من منظور سيادي، وكل دولة لها خيارها في التطبيع، فهناك دول طبعت ودول مازالت تقف في المربع الأول، ثم ان دول المجلس هي ضمن منظومة عربية.

والدول العربية تبنت في عام 2002 مبادرة سلام ومازالت قائمة خرجت من دول مجلس التعاون، والملك عبدالله، رحمه الله، هو من تقدم بالمبادرة وتحولت من مبادرة سعودية إلى مبادرة عربية وقدمت إلى شركاء اسرائيل، لكن اسرائيل وخلال 22 سنة من قمة بيروت إلى الآن لم تقم بأي خطوة ايجابية تجاه هذه المبادرة.

ولاتزال هناك جهود ودوافع لدى العديد من الدول العربية التي تقوم بجهود جبارة تجاه وقف اطلاق النار ووقف القتل وادخال المساعدات، لكن مع الاسف الجانب الاسرائيلي وتعنته هو المشكلة.

وردا على سؤال، حول الانقسامات الفلسطينية، كما هناك انقسامات في الحكومة الاسرائيلية، فكيف التعامل مع حركة حماس المصنفة في الغرب بأنها حركة ارهابية بعد الحرب، خصوصا ان نائبة الرئيس الاميركي كامالا هاريس قالت ان الحركة لن تدير قطاع غزة، ما دور دول الخليج في التهدئة والسلام في قطاع غزة على فرض انه اصبح هناك تهدئة وهل هي مستعدة لارسال قوات من اجل السلام؟ قال البديوي ان دول المجلس ترغب في ان ترى تهدئة وقبولا لحل لا رجعة فيه ولا يمكن لاسرائيل ان تقبل به الآن ثم تتراجع.

ودول المجلس هي ضمن منظومة دولية واذا توصل المجتمع الدولي لحل حقيقي وواقعي، وكانت هناك دولة سنكون ضمن هذا الحل، لم نتردد في السابق في مساعدة الفلسطينيين ولم نتردد الآن ولن نتردد في المستقبل، نحن نرغب في ان نرى الامن والأمان للشعب الفلسطيني في ظل دولتهم التي يحكمونها بأنفسهم.

وإجابة عن سؤال حول تمتع كل دولة بسيادتها في التطبيع مع اسرائيل وسيادتها في القرار حول إرسال قوات عسكرية لقطاع غزة بعد الحرب، قال البديوي: «كل دولة لها سيادتها ولها قدراتها. هناك دول يمكن ان تقدم ودول لا يمكن ان تقدم».

في غضون ذلك، نظمت تظاهرات داعمة للفلسطينيين في عدة عواصم أمس ضد العدوان الاسرائيلي، غداة رد محكمة العدل الدولية على الطلب المستعجل المقدم من جنوب أفريقيا بشأن الوضع في رفح، وقولها إن التطورات هناك «تهدد بكابوس إنساني وعواقب إقليمية لا توصف»، ومطالبتها إسرائيل بالتقيد بالتزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ان هناك «فرصة استثنائية» في الأشهر المقبلة لحل الأزمات العالمية.

وشدد بلينكن في كلمة القاها خلال مؤتمر ميونيخ للأمن أمس على «الضرورة العاجلة للمضي قدما في إقامة دولة فلسطينية تضمن كذلك أمن إسرائيل»، لافتا إلى «جهود حقيقية تقودها الدول العربية لإصلاح السلطة الفلسطينية».

بدوره، شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في كلمته أمام المؤتمر على أن بكين لن تسمح باستمرار الأزمة الإنسانية في غزة، مؤكدا ضرورة «تحقيق تسوية دائمة على أساس حل الدولتين وحينها يمكن أن تحقق إسرائيل أمنها».

وفي السياق، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ان عمان ترفض كليا أي خطة لعزل غزة، مشيرا إلى وجود تنسيق مع القاهرة «التي تشاركنا الموقف نفسه». وحذر الصفدي في تصريحات لقناة «الجزيرة» الفضائية من انه: «لو استمر الوضع على حاله بحلول شهر رمضان فسيسوء الوضع في المنطقة».

ولفت إلى «تغير في المواقف الدولية باتجاه الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة». من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية أن المقاومة لن ترضى بأقل من وقف كامل للعدوان وانسحاب الاحتلال خارج قطاع غزة ورفع الحصار وتوفير مأوى للنازحين.

وأضاف هنية أن «حماس» تتعامل بروح إيجابية ومسؤولية عالية مع المفاوضات الجارية ولن تفرط بتضحيات الشعب الفلسطيني وإنجازات مقاومته، محملا الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية المناورة والمماطلة في مسألة مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى.

وقال «إن تحقيق صفقة تبادل أسرى يتم عبرها الإفراج عن أسرانا خاصة القدامى وذوي الأحكام العالية هو من أهداف المفاوضات ولا يمكن القفز عن ذلك».

وفي سياق مواز، أفادت القناة الإسرائيلية الـ13 بأن وفدا إسرائيليا سيغادر خلال الايام القليلة المقبلة إلى قطر، بهدف مناقشة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة مع «حماس».

وفي الغضون، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن أن توترا كبيرا ساد اجتماع مجلس وزراء الحرب الأخير، حيث هدد عضوا حكومة الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحل الحكومة اذا استمر في اتخاذ قرارات منفردة بشأن مفاوضات المحتجزين.

ميدانيا، يتزايد القلق حيال وضع المرضى المحاصرين في مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد أن اقتحمته القوات الإسرائيلية، واعتقالها نحو مائة شخص داخله.

وقالت وزارة التنمية الاجتماعية في غزة إن نسبة المساعدات التي وصلت إلى القطاع لم تتجاوز 5% في أحسن الأحوال. وخلف القصف الإسرائيلي الجديد على غزة ما لا يقل عن مائة قتيل، ما رفع حصيلة القتلى في القطاع منذ بدء الحرب إلى 28858 غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما بلغت حصيلة الجرحى 68667 شخصا.

وانقطع التيار الكهربائي وتوقفت المولدات بعد مداهمة مستشفى ناصر بخان يونس، ما أدى إلى وفاة ستة مرضى بينهم طفل بحسب حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أمس.

وقالت وزارة الصحة في بيان: «هناك مرضى وأطفال خدج في العناية المركزة بمستشفى ناصر دون رعاية طبية، معرضون للوفاة خلال الساعات القادمة».

ولفت المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إلى أن «خمسة أطباء وممرضين وأكثر من مائة مريض ومصاب متروكون في المبنى القديم بالمستشفى بلا كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا أكسجين».

وأضاف: «تحتجز قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات من الكوادر الطبية والمرضى والجرحى ومرافقيهم والنازحين في مبنى الولادة والأطفال بمستشفى ناصر، وتخضعهم للاستجواب والتنكيل في ظروف قاسية وغير إنسانية».

من جانبه، زعم جيش الاحتلال أن قواته عثرت على أدوية كتبت عليها أسماء رهائن في مستشفى ناصر، لكن أطباء وصفوا وضعا لا يمكن تحمله في المستشفى الواقع في مدينة استحالت ساحة خراب تحيط بها المعارك. وذكرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن موظفيها «اضطروا إلى الفرار، تاركين المرضى وراءهم».

وقال الأمين العام للمنظمة كريستوفر لوكيير لفرانس برس «كان الوضع فوضويا وكارثيا».

Related posts

القطريون يصوتون على التعديلات الدستورية

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين