أمين عمان… رجل المؤسسية

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب

حينما يقتنع معالي الدكتور، يوسف الشواربة، بالقرار فإنه لا يتردد في إنفاذه والدفاع عنه، وحينما لا يقتنع فإن كل الوسائل لا تنجح في جعله يفعل، فهو يلتزم المؤسسية ويراها طريق النجاح والنجاة، رغم الكثير من الضغوط والتزيين التي يواجهها أحياناً وبوسائل مختلفة.

وحين أصر على إنفاذ قانون السير، جاءه حتى من الأصدقاء من يقول له “مالك ومال وجع الرأس” إبتعد عن هذا الذي يمكن أن يحدث لك شغباً قوياً، فلم يلتفت ولذا ألتقى الكثيرون على تخويفه وتحذيره، ولكنه مضى، واذكر أننا في احدى زياراته لصديق مشترك، جادلنا كثيراً من موقع المعرفة بما يريد ولكنه ظل صامداً على موقفه محاوراً شارحاً مكتفياً بقناعات ناتجة عن معاينة وتجربة ومضى وخرج القانون وجرى تطبيقه.

صحيح أن الأمين لم يحد من المخالفات العديدة التي ترتكب، سواء التقليدية أو الطارئة، ولكنه بين الحلال من الحرام، لأن اجتثاث المخالفات لا يحتاج الى قانون رادع يعمل به بنزاهة وقوة،فقط إنما الى جانب ذلك ثقافة ووعي ومسؤولية أثناء القيادة والى بنية تحتية مناسبة في الشوارع ومواصفاتها في هندسة المرور والصيانة والإرشاد، وهذا في معظمه من مسؤولية المجتمع.

بعد مرور وقت كاف الآن على تطبيق قانون السير، فقد جرى استيعابه وساعد الكثيرين أن يتفهموه وأن يروا فيه حلاً، كما أن حجم الاحتجاج قد تراجع وهناك من ارتفع صوته يرحب بالقانون ويدعو لإنفاذه بقوة وعدم التساهل فيه.

الأمين الآن وجد أن هذا القانون كان ضرورياً، وأننا تاخرنا في إنفاذه وأن كان مؤجلاً أو متحفظاً عليه كان لا بد من إنفاذه.

ويعتقد الكثيرون أن القانون أعطى نتائج إيجابية عديدة وخفف الكثير من المخالفات التي تتراجع باستمرارية التطبيق الدقيق.

الأمانة الآن ذات نشاطات واسعة وكبيرة، فعمان لم تعد قرية، ولكن عاصمة كبيرة، ممتدة تزيد مساحتها عن 700 كلم، مملوءة بالورش المختلفة والمشاريع المتزايدة، وأذكر أن الأمانة حين كانت تقيم نفقاً أو جسراً كانت تتفرغ له بكل كوادرها، وتنتظر حتى ينتهي المشروع لتبدأ غيره، إذ كان الجهد من الأمين حتى أخر من يعنيهم الأمر يخرجون للمشروع  ولا يعملون غيره.

الآن تغيرت الصورة، فهناك عشرات الأنفاق والجسور والتحويلات والطرق التي تقام معاً وتنجز على مراحل دون أن يكون احدها على حساب الآخر، فالعقل العماني توسع واستوعب وامتلك الأدوات والخبرات والإشراف، حتى رأينا اتساع الإنجاز وسرعته ودقته، وقد تفاجأ الكثيرون ممن جأوا الى عمان بعد سنوات من مغادرتها ليجدوا صورة اخرى وإنجازات كبيرة، وبعضهم قال كأنني لا أعرف عمان الآن وهو يرى حجم التغيير في البنى التحتية.

عمان تحتاج الى مزيد من تعميق الخط الاجتماعي والثقافي ليكون في خدمة تقدمها واتساعها ويمكنها من فهم المستجدات، وهذا ما تعمل عليه الأمانة في المرحلة القادمة لتكون الثقافة من روافع العمل الحضاري في العاصمة، وهذا الرهان هو على الشباب الذين عليهم أن يوجهوا… التحولات بشكل إنساني يحترم هوية عمان ويساعدها على التقدم والبروز.اما الملاحظة الهامة التي يتوقف عندها المراقب فان عمان على اتساعها وتجددها لم تعد ضعيفة او هشة في مواجهة فصل الشتاء او تطوراته الموسمية بل انها عالجت باقتدار وبامكانياتها وخبراتها ماكان يحدث في السنوات الماضية من اثار وفيضانات واعراض شتوية ولم يعد ذلك يتكرر واصبح استعدادها ملموسا ومعترفا به واستحقت  على ذلك الثناء.

Related posts

قمة الرياض… قمة فاصلة، فهل تنجح وكيف؟

قمة الرياض وتحولات جيواستراتيجة* الدكتور أحمد الشناق

لا نريد كلاما* ماهر أبو طير