عروبة الإخباري –
أكدّ وزير الخارجية الأسبق الدكتور مروان المعشر أنه ورغم مرور أكثر من 70 عامًا على ميثاق الاممم المتحدة ما زال حق النقض “الفيتو” يعمل ضد إصلاح الأمم المتحدة ويمنع أي جهود لذلك لأن المنتفعين منه لا يريدونه.
وقال المعشر خلال استضافته في برنامج “نيران صديقة” الذي يقدمه الزميل الدكتور هاني البدري عبر تلفزيون عمان، إنّ العالم تغير وأصبح هناك دول وازنة لها حضورها مثل ألمانيا واليابان التي تعد أهم من فرنسا وبريطانيا مثلًا.
وأوضح أنّ المجتمع الدولي كان له دور فيما حدث في 7 أكتوبر الماضي، حيث استمر بالحديث عن حل الدولتين وهو يعرف أنه لن يتحقق ودون أي خطة واضحة لتنفيذه، وترك أهل غزة والفلسطينيين في سجن كبير دون جهد سياسي حقيقي لذلك.
وبين أنه منذ عشر سنوات مضت لم يحدث أي مفاوضة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل تنفيذ مشروع الدولتين، وسط ازدواجية معايير موجودة اليوم في الولايات المتحدة وهي موجودة منذ سنوات، حيث لاحظ العالم الفرق في التعامل بين اللاجئين الاوكرانيين واللاجئين السوريين.
ويرى أنّ المستقبل واعد للأجيال القادمة حول القضية الفلسطينية والتمسك فيها، لا سيما وأنّ السردية الإسرائيلية التي تدعي الدفاع عن نفسها “قديمة” ويصعب الدفاع عنها عنها بعد نحو 23 ألف شهيد في غزة وتدمير البنية التحتية في غزة.
وحول ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح المعشر أنّ هناك نوعًا من تقييد الحريات وبشكل غير مباشر أحيانًا، ولا يمكن الحديث بحرية في أميركا دون دفع الثمن وأبرز المواقف حدثت مع إدارات جامعية كبرى في الولايات المتحدة وتتعرض لهجمات غير مسبوقة على خلفية موقفها من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وتحدث المعشر عن شعوره بعدم النزاهة من قبل بعض الوسطاء والمبعوثين الامريكيين لإقامة “السلام” في مناطق الشرق الأوسط، فهو في النهاية أمريكيون يحملون أجنداتهم.
وعن موقف الجيل الامريكي الحالي من العدوان الإسرائيلي، أوضح أنّ الآلة الإعلامية الإسرائيلية، عملت على تشبيه ما حدث في 7 أكتوبر بما حدث في 11 أيلول من عام 2001 وبقيت هذه السردية الإعلامية مسيطرة على الرأي العام الأمريكي حتى قبل فترة قصيرة، حتى انتهى عمرها وبات الامريكيون يطالبون بوقف الحرب فورًا بعد اكتشاف الجرائم الإسرائيلية.
وأكدّ المعشر أنّ الولايات المتحدة تعيش حالة جديدة تسبق الانتخابات وهي أنّ اعتماد الانتخابات على السياسية الأمريكية الخارجية، فالرئيس الامريكي جو بايدن أصبح في مأزق جراء الموقف الامريكي من الوقوف إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وحول طرحه في مجلس الأمن قبل 10 أيام لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بين المعشر أنّه لاقى إطراءً كثيرًا لا سيما من المندوب الروسي، خاصة وأنّه تحدث عن ضرورة اعتبار الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية على أنه “احتلال” ودون إنهائه لن يوجد أي تطبيق لحل الدولتين.
وأضاف المعشر أنّ مسألة دعم “إسرائيل” بالنسبة للغرب، لن يتغير الّا بعد وجود جيلٍ جديد إلى الحكم قد يتغير خلال 15 – 20 عامًا قادمة، الّا أن طالما الفيتو موجود في الامم المتحدة فلن يكون هناك أي موقف حاسم سواءً للقضية الفلسطينية أو غيره.
وحول الموقف الأمريكي من الموقف الأردني إزاء ما يحدث في غزة والأراضي الفلسطينية يرى المعشر “بالتأكيد مش مبسوطين” بالرغم من أن الأردن لم يأخذ أي موقف الا ضمن القانون، وعند ترك أي عملية سياسية فسيحتاج العالم إلى الأردن.
وبين أنّ اميركا تروج لفكرة أن السلام لا يمكن إيجاده الآن والحل المبدئي هو خفض الصراعات والتهدئة وإبرام اتفاقات سلام عربية باتجاه إجراء المفاوضات في السنوات المقبلة، وهذه الفرضيات نسفت بالكامل بعد 7 أكتوبر لأنه اذا أردنا العودة للمسار السياسي.
وحول ما حدث مع مصطفى البرغوثي عضو المبادرة الفلسطينية الوطنية والمذيعة الأمريكية، كشف المعشر أنّ هناك خوفًا أمريكيًا من الأمريكيين والإعلاميين الامريكيين أنفسهم إزاء الوقوف مع القضية الفلسطينية.
وعن تقديم جنوب أفريقيا دعوى للأمم المتحدة تتهم الاحتلال الإسرائيلي بالإبادة، أنّ رمزية جنوب أفريقيا بغاية الاهمية فالشعب هناك عانى من الفصل العنصري وجابهه وتمكن من التغلب عليه رغم كل المصاعب، وإقامة دولة جديدة ورفض أن يذوب في الهوية البيضاء، وإنما فكك الدولة القديمة واقام دولة أخرى قائمة على الديموقراطية وباتت جنوب أفريقيا لها خبرة كبيرة في التعامل مع المحاكم الدولية.
ورغم ذلك أوضح المعشر أن قرارات المحكمة الدولية ليست ملزمة الّا في حالة واحد، واستطاعت المحكمة القضاء بعنصرية الجدار العازل بـ 14 صوتًا من مجلس المحكمة وتركيبتها، مشددًا على أنّ تركيبة القضاة المكونة من 15 قاضيًا ويرأس قاضٍ أمريكي تعطي فرصة مواتية لإصدار حكم ينصر القضية ويجرم الإجراءات الإسرائيلية فالمحكمة تضم 3 قضاة عرب هم من الصومال ولبنان والمغرب، وهي تعتمد على تصريحات معلنة من مسؤولين إسرائيليين وتصريحات واضحة عن نية إسرائيلية بإبادة جماعية وفصل عنصري.