“بترا” واحدة للتاريخ والآخرى للصناعة

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب

اما التي للتاريخ فهي ماثلة تحتاج للتسويق

وأما الآخرى للصناعة فسأتحدث عنهما

كان الملك عبد الله الثاني عندما ذكر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اسم شركة بترا للصناعة الهندسية وأدرج اسم الشركة في زيارته للملكة. وقد تحقق له ذلك وكرم الشركة من خلال تكريم ولقاء رئيس مجلس إداراتها اسامة حسين  والمدير العام عمر وشاح، وحين سئل الوزير عن سبب الزيارة، ذكر أن اسم الشركة أصبح عالمياً وأنها صدرت للولايات المتحدة وان صناعتها الجيدة قد دخلت المؤسسات والمنشآت الحكومية وغيرها في الولايات المتحدة الأمريكية.

حين علمت بذلك كتبت في عمودي في الرأي ونشرت صورة الوزير الذي كرم الشركة ونشرت التكريم على غلاف مجلة “الراية الهاشمية” وما زلت أذكر احتفاء الشركة وإدارتها ومهندسيها وعمالها بزيارة جلالة الملك لها والثناء على دورها وبنتائجها، وكلمة “صنع في الأردن” وهي الكلمة التي كرسها بقوة قاموس الصناعة الأردنية على يد المهندسين أسامة وعمر. وما زالت الشركة تتجدد وتتطور بشكل منافس لأهم الشركات العالمية واشتهرت عند الأردنيين بصناعة “الكوندشينات” (المكيفات) فائقة الجودة، وتطويرها الآن بشكل لافت، حيث توفير الطاقة ونعومة الصوت وتفوقها على صناعات مستوردة من دول معروفة بضاعتها.

ظل المهندسان ينشغلان بالصناعة وكرسا العمر والجهد لذلك ولم يتوقفا رغم مرور أكثر من ثلاثين سنة على البدايات في الأردن، وقبلها في الخارج، حيث نقلا الخبرة والمعرفة ليقيما مصانع بترا للصناعات الهندسية في الموقع الحالي بعد بلدة الموقر، حيث الصناعات الآخرى هناك في أمتداد بعيد عن مدينة الملك عبد الله الثاني في سحاب.

الصناعات الهندسية التي ابتكرها المهندسان أسامة وعمر تطورت بسرعة وأضافت الكثير لكل ما هو مستورد، بل أن بعض هذه الصناعة خالصة من ايدي أردنية، وقد تنوعت بشكل لافت وتعددت أسواق التصدير لتشمل أكثر من (28) دولة عربية وأجنبية وما زالت تتوسع في رقعة التصدير لمنتجاتها المتجددة.. حتى غدت أشهر مركز أردني صناعي.

المهندسان لا يميلان الى الظهور الإعلامي في وسائل الإعلام ولا يحبان الإطراء، ولكن صناعتهما فرضت نفسها وشهد فيهما البعيد قبل القريب والأجنبي قبل الشقيق، وحظيت بالتكريم لذاتها ولشخوص القائمين عليها.

وقد رأيت الأولاد، أولاد المؤسسين وأحفادهم يعملون في المصانع متعدد الأغراض لتظل هذه الصناعة الناجحة مستمرة ومتطورة، فكانت هذه الصناعة قد خرجت الكثيرين ودربت مئات الأردنيين الذين يعملون فيها الان أو حتى اولئك الذي غادروها بخبراتهم ومؤهلاتهم الى أماكن أخرى.

في السنوات السابقة وقبل أكثر من ثلاثين سنة، كنا نتباهى بصناعة بترا في بيوتنا من خلال أجهزة التبريد والتدفئة وما زلنا كذلك مع تطورها وقد استطاعت الشركة أن تفوز بعطاءات واسعة وكبيرة لأشهر المراكز والمؤسسات الرسمية والأهلية وأن تصمد لقدراتها على المنافسة في الأسعار وقبل ذلك الجودة.

عرفت بيوت الأردنيين التبريد في الصيف والتدفئة في الشتاء من خلال شركة بترا للصناعات الهندسية.

لدى المهندس اسامة حسين خطط وتصورات بعيدة المدى وهامة في مجالات عديدة، وكان دائما يتطلع .. الى بيئة مشجعة لبناء وصناعات أخرى تساهم في تحويل الأردن الى بلد صناعي، ولكن العقبات التي تواجها نشاطات اقتصادية عديدة صناعية وغيرها، تكررت أمام المهندسن اللذين ما زال طموحهما أن يجري التحول بالأردن الى بلد صناعي يستوعب الخريجين الأردنيين والعائدين من الدارسة ويوظف خبراتهم وكفاءاتهم بشكل أفضل ويحمي أصحاب الكفاءة والعقول.

ما زلت اذكر قبل أكثر من عشر سنوات حين قال لي المهندس عمر وشاح المدير العام لبترا للصناعات الهندسية، معتزاً بما يملك الأردن أن يضع المملكة أكثر من (17) ألف منشأة صناعية بحجم استثمارات يزيد عن (15) مليار دينار، وهذه توفر أكثر من (250) ألف فرصة عمل.. كان ذلك قبل أكثر من عشر سنوات فماذا الآن؟ لا أملك الإجابة، لكنني أخشى أن نكون قد تراجعنا، وهذا ما يخيفني!!!

 

Related posts

لميا أم دراكولا* د. سوسن الأبطح

هل تتراجع ألمانيا عن موقفها تجاه الحرب في أوكرانيا؟* د. سنية الحسيني

السمهوري: قرارالجمعية العامة بتحديد سنة لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ملزم