عروبة الإخباري –
اجمع خبراء اقتصاديون انه وفي ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة العربي فان البدء بمشروع الخط العربي للشحن بين الأردن ومصر يعتبر خطوة استراتيجية وجاءت بالتوقيت المناسب.
ولفت الخبراء في احاديث لـ«الرأي» الى ان هذا الممر يمكن ان يكون بديلا ويستخدم من قبل دول عربية اخرى منها الدول الخليجية كبديل عن اللجوء إلى ممرات أخرى خاصة في ظل الظروف القائمة حاليا في البحر الاحمر.
وفي ظل التوترات بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومع بحث الكثير من الشركات التجارية العالمية على بدائل لنقل البضائع، أعلن الأردن عن تشغيل الخط العربي للنقل البري والبحري مع مصر.
ومن المقرر أن يربط الخط الجديد ميناء العقبة الأردني والموانئ المصرية على البحر المتوسط، ويأتي كبديل عن البحر الأحمر ومضيق المندب، لخدمة الكثير من البلدان وشركات الشحن، التي أوقفت عملها مؤخرا هناك.
وقال الخبير الاقتصادي والمالي زياد الرفاتي انه وسط تصاعد وتواصل التوترات الجيوسياسية التي لا تتوقف والكوارث والأوبئة وما تسببه من تهديدات للممرات المائية وحركة الملاحة البحرية والتجارة الدولية و سلاسل الامداد والتوريد والحرص على انشاء منافذ بحرية جديدة وبديلة ولبقاء كلف الشحن والتأمين ضمن الحدود المقبولة بمنأى عن التأثيرات السلبية عليها.
واشار الرفاتي الى ان هناك بعد وتخطيط استراتيجي أردني مصري مشترك قبل عامين بالتنسيق بين وزارتي النقل في الأردن ومصر وسلطة منطقة العقية الاقتصادية الخاصة وشركة تطوير العقبة ودخل حينها حيز التنفيذ بانشاء خط عربي للشحن بين ميناء العقبة وميناء نويبع وتشغيل من شركة الجسر العربي للملاحة بخبراتها المتراكمة على مدى 35 عاما وتوفر وحدات متخصصة في الشحن البحري على مدار 24 ساعة، ليكون المسار العربي الجديد للشحن يمتد لمسافة 839 كيلو متر في المرحلة الأولى ويستهدف نقل البضائع من الأردن الى العالم عبر مصر والاتفاق على توسيع المسار العربي للشحن ليشمل العراق، و الاعلان في كانون الأول الجاري عن الاتفاق على تشغيل الخط في الفترة القريبة بعد الانتهاء من بعض الترتيبات وانفتاح وزارة النقل في الأردن على أية منافذ بحرية أخرى تسهم في انسيابية النقل البحري ومعقولية الكلف والمدة الزمنية.
وبين ان الخط الملاحي عبارة عن ايجاد طرق شحن عربية بين الأردن ومصر وبين الأردن ودول أخرى واستثمار استراتيجي في النقل وافادة مشتركة وجزء من الأمن القومي الأردني المصري والبديل الاقليمي بالتفكير بالبدائل وهو حاجة وضرورة ولخطوط الامداد والتوريد والتخوف اذا تطورت الأمورفي الممرات البحرية الدولية، علما أن 65% من تجارة الأردن استيرادا وتصديرا تعتمد على مسار البحر الأحمر.
ولفت الرفاتي الى ان العالم العربي يتمتع بالأهمية الاستراتيجية من خلال موقعه الجيوسياسي في قلب العالم ولديه الطاقة والممرات البحرية وهو القوة المقررة في جانب الممرات.
أما المرحلة الثانية، فستشهد الربط مع ميناء العريش المصري وتخصيص مسار للشحنات العربية وسيشجع دول الخليج على الاقبال عليه واستخدامه.
وذكر انه وحسب الأراء والتحليلات االمتخصصة في الاقتصاد السياسي، فقد أزدادت أهمية الخط وسرع تشغيله التوتر في البحر الأحمر وتهديدات الحوثيون باشعاله اذا استهدفتهم واشنطن وتحذيرهم أن أسلحتهم الاستراتيجية الرادعة ومداها تصل أبعد مما يتصوره الأعداء، وقد سبق للرئيس بايدن عند تسلمه السلطة رفع الحوثيين من قائمة الارهاب الذي ادرجهم سلفه ترامب واعتبره في حينه انجازا كبيرا، واعلان ايران أن اتهامات الولايات المتحدة لها مرفوضة ولا أساس لها ويتم طرحها لأهداف سياسية وتتعاون في تأمين الملاحة البحرية والمياه الاقليمية، والتحالف الدولي البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة لم يدخل حيز التنفيذ ويشهد انقساما حيث يدخل ويخرج منه دول ودول المنطقة لم تدخل في التحالف وضعف في الاستجابة و الاتحاد الأوروبي لم يشارك حيث يريده قوة من حلف الناتو، ولم يردع تشكيل التحالف الحوثيين على الاستمرار في الهجمات على السفن التجارية وناقلات النفط أو اتخذ خطوات حقيقية للردع والمستهلك في النهاية بعد كورونا وأوكرانيا سيدفع فاتورة التضخم من ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء والدواء والحاجات الأخرى، كل ذلك يظهر عدم المصداقية من انشاء التحالف وأهدافه الحقيقية الذي يبرز في صراع النفوذ وتقاسمه في المنطقة.
ولفت ايضا ان الخط الجديد سيعمل على ايجاده بزيادة التنافسية من حيث الكلف واختصار الوقت والحوافز الممنوحة لشركات الملاحة ليضاف الى وجهات الصادرات الأردنية وهي ميناء العقية وميناء حيفا بالتصدير الى الولايات المتحدة والمسار الجديد في عمليات الشحن وتقليل الوقت المقدر للوصول الى أميركا ليصبح من 18- 20 يوما وهو أقصر وقت، ويعتبر نمط نقل أردني جديد عبر ميناء العقبة ويتطلب اجراءات أردنية من حيث توفير أجهزة للكشف والمعاينة والتفتيش وفصل شاحنات الخط العربي وخط نويبع.
وذكر ان الخط العربي الجديد سيضاف الى خطوط الشحن الدولية الأخرى، وأبرزها وأهميتها مضيق هرمز: يقع بين دولة الامارات وايران، ويمر عبره خمس انتاج العالم من النفط بناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة، و22% من السلع الأساسية’ مضيق باب المندب: يربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب ويصل ما بين البحر المتوسط والمحيط الهندي، ويعبره حوالي 3،8 مليون برميل نفط يوميا وكذلك أكثر من 50 مليون طن من المنتجات الزراعية قناة السويس: وتعتبر ممر مائي صناعي بمستوى البحر، يعبره حوالي 72 الى 74 سفينة يوميا بحمولات تبلغ تحو 4،2 مليون طن بضائع مضيق جبل طارق: يربط بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ويعبره يوميا 150 سفينة. قناة بنما: تربط بين المحيط الهادئ والبحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، وتعبره حوالي 13 ألف سفينة سنويا. البسفور والدردنيل: مضيقان تركيان يربطان بين أسيا وأوروبا، وطريق لتصدير النفط من روسيا وبحر قزوين الى أوروبا- مضيق مالاقا: يقع بين سومطرة الأندونيسية وشبه جزيرة ماليزيا وسنغافورة، ويعبره حوالي 16 مليون برميل نفط يوميا.
وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش ان حداث في البحر الأحمر او على مضيق باب المندب والتحالف الدولي الذي اقامته الولايات المتحدة لمواجهة تحركات الحوثيين فيما يتعلق بمنع السفن من الوصول إلى ميناء ايلان الإسرائيلي سواء كانت إسرائيلية او كانت سفن أخرى تذهب إلى هذا الميناء واحتمالات بخروج الأحداث في باب المندب عن سياقها السلمي لتتحول إلى اشتباكات عسكرية حيث انه يلقي بظلاله على حركة النقل عبر باب المندب وبالتالي عبر البحر الأحمر وبالتالي يؤثر على حركة التجارة وعلى حركة الشحن البحري ويضيف المزيد من الكلف والاعباء على صعيد الوقت عبر التحول الى رأس الرجاء الصالح وصولا إلى قناة السويس بعد ذلك من خلال البحر الأبيض المتوسط وتزويد الدول المشاطئة للبحر الأحمر باحتياجتها وفق هذه الطريقة.
واشار عايش الى ان إضافة ثلاثة أسابيع بحد أدنى من الوقت الإضافي وهذا سيؤدي إلى ارتفاع كلفة الشحن وارتفاع كلف التأمين وبالحد الادنى نحن نتحدث عن ٣٥% زيادة في الكلف على المستوردين اضافة الى كلف التأمين وغيرها من الكلف والتي تنعكس على أسعار السلع والبضائع المستوردة المارة عبر باب المندب الامر الذي يستوجب البحث عن وسائل أخرى لتلافي الأسوء في هذا المجال والاسوء هنا هو توقف حركة الملاحة البحرية عبر باب المندب من وإلى الدول التي تستفيد من مرور شحناتها البحرية عبر باب المندب هذا من جهة.
ولفت عايش الى انه لاشك ان الأردن وحتى الآن كما قال مسؤولون لم يتأثر بالأحداث عبر باب المندب حركة التجارة من وإلى الأردن مستمرة لكن نحن نتحدث عن تصعيد عسكري ربما يمنع الحركة عبر باب المندب مشيرا الى انه هنا تأتي أهمية الجسر العربي البري البحري الرابط بين الأردن ومصر والذي تم توقيع الاتفاقايات بشانه منذ العام٢٠٢١ في إطار التكامل الاردني المصري العراقي وهذا احد الممرات التي يمكن استخدامها ليس كبديل كامل عن ممر باب المندب لكنه ممر مساعد إضافي في هذه الظروف الكلف ستكون اقل ا من خلال لحركة من هذا الممر ستكون اسرع وبالتالي فإن تواصل النشاط التجاري الاردني عبر هذا الممر سواء استيرادا او تصديرا وبالذات عندما نتحدث عن الصادرات الاردنية إلى الأسواق الاوروبية او إلى الولايات المتحدة ان هذا الممر يصبح اكثر سرعة وأقل كلفة وبالتالي يدعم التجارة الاردنية الخارجية.
وبين ان هذا الممر يمكن ان يكون ايضا بديلا ويستخدم من قبل دول عربية اخرى منها الدول الخليجية ان تستخدم هذا الممر البحري الاردني المصري كبديل حتى عن اللجوء إلى ممرات أخرى خاصة في ظل الظروف القائمة حاليا و استخدام هذا الممر في حال تطورت الأحداث ايضا إلى حرب إقليمية يمكن ان تجر إيران إليها وبالتالي يمكن ان يتأثر مضيف هرمز بتداعيات هذه الحرب وتوسعها وبالتالي فإن هذا الممر الجسر العربي سيصبح احد المنافذ الرئيسية للاردن ومصر والعراق وحتى دول الخليجية أخرى.