عروبة الإخباري –
ألقت الاحداث المستمرة في قطاع غزة منذ الـ7 من تشرين الاول وما يعانيه سكان القطاع من ابادة جماعية على الاحداث كافة التي جرت في العام الحالي، ووصل صدى جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعلى امتداد المدن الفلسطينية الى جميع انحاء العالم.
الاردن كما العادة كان السباق في الوقوف لجانب الاشقاء والدعوة عبر مختلف الوسائل الدبلوماسية المتاحة لوقف المعايير المزدوجة التي تبيح للاحتلال مواصلة عدوانه.
وكان جلالة الملك عبد الله الثاني دعا منذ اللحظات الاولى للاحداث الى الاحتكام للقوانين الدولية والانسانية في التعامل معها والتي قطعا لم تبدأ في الـ7 من تشرين الاول بل هي امتداد لاحتلال منذ عقود يرزح تحته ملايين الفلسطينيين.
وأكد جلالته في رسالة وجهها لرئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، الذي يصادف في 29 من تشرين الثاني من كل عام، أن العدوان البشع الذي تشنه إسرائيل على غزة، والانتهاكات اللاشرعية التي تنفذها في الضفة الغربية، تتنافى مع قيم الإنسانية وحق الحياة.
وقال جلالته ان الحرب على غزة يجب أن تتوقف، فقيم الأديان السماوية كافة وقيمنا الإنسانية المشتركة ترفض وبشكل قاطع قتل المدنيين وترويعهم، داعيا العالم بأسره التحرك لوقف الحرب على غزة وحماية المدنيين العزل، والمستشفيات، وإلزام إسرائيل بفك الحصار وفتح المجال الكامل لعمل المنظمات الإنسانية، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والطبية الكافية دون انقطاع، مشددا جلالته على أن حرمان أهل غزة من الماء والغذاء والدواء والكهرباء، جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، واستمرارها يعني مضاعفة تدهور الوضع الإنساني هناك.
وكان اشراف سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 لجنوبي غزة، رسالة تأكيد ان الاردن قيادة وشعبا مستمر في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى ومصابي عدوان الإحتلال على غزة.
كما عبر سموه عن ما يختلج في صدور كل احرار العالم عندما تم قصف المستشفى المعمداني من رفض لابادة الجماعية لاهل القطاع، وكتب وقتها في «انستغرام»: «أين الدفاع عن النفس في استهداف الأطفال والمدنيين والطواقم الطبية؟ هذه جريمة حرب! رعب لا يوصف»، وتابع: «لم يعد بإمكان العالم الغربي أن يدعي الأخلاق إذا استمر في اتباع هذه المعايير المزدوجة»، مطالبا بمحاسبة إسرائيل المسؤولة عن هذه المجزرة، وقال إن «الصمت غير مقبول.. وعلى العالم أجمع أن يتكلم».
من جانبها، بدأت جلالة الملكة ومنذ الايام الاولى للعدوان على غزة بالمطالبة لوقف اطلاق النار معتبرة جلالتها ذلك أقل ما يمكن القيام به، لافتة الى ان أهل غزة لم يفقدوا الأمل في إنسانية الآخرين رغم فشل الكثيرين في رؤية إنسانيتهم.
وتحدثت جلالتها في مقال نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية قبل ايام من الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عن الخسائر المأساوية في غزة، لافتة الى ما قامت به احدى كنائس بيت لحم التي عدلت مشهد المغارة، فوضعت تمثال الطفل يسوع بين أنقاض مبنى تعرض للقصف، وذلك انعكاساً للقصة التي نراها على الشاشات في كل مكان: الصور المروعة للدمار في غزة، وبالأخص الأطفال الملطخين بالدماء والمحطمين هناك.
ونبهت جلالتها ان كل يوم يمضي دون وقف إطلاق النار، تتعاظم الخسائر بشكل مأساوي، لافتة الى انه في غضون ما يزيد قليلاً عن شهرين، قلبت إسرائيل غزة إلى جحيم، حوالي 20 ألف قتيل. ما لا يقل عن ثمانية آلاف منهم أطفال–وهو عدد يفوق حصيلة قتلى بيرل هاربر، وهجمات 11 أيلول، وإعصار كاترينا مجتمعة، مشيرة الى ان العدوان ادى الى نزوح نحو مليوني شخص من أصل 2.2 مليون في قطاع غزة، وأكثر من خمسين ألف جريح، في حين 8 مستشفيات فقط من أصل 36 مستشفى تقدم الخدمة.
وبينت جلالتها انه فوق كل ذلك، هنالك الجوع، فما يقرب من نصف سكان غزة يتضورون جوعاً، فخلال أكثر من شهرين، سُمِح بدخول مساعدات تكفي حاجتهم لأقل من أسبوع، متسائلة: كيف يمكن اعتبار تجويع شعب شكلاً مشروعاً من أشكال الدفاع عن النفس؟.