عروبة الإخباري –
“نريد أن يعيش الأذربيجانيون القاطنون في البلدان المختلفة كمواطنين لها، و لا ينسوا جذورهم وهويتهم القومية أبدا ، إن هويتنا القومية وجذورنا التاريخية وقيمنا المعنوية وثقافتنا وأدبنا وفنوننا الجميلة وموسيقانا وأشعارنا وأغانينا وتقاليدنا وعاداتنا الشعبية تربط بعضنا ببعض. مقولة خالدة للرئيس حيدر علييف ،
إن حوالي 50 مليون أذربيجاني ممن يعيشون خارج بلادهم في العشرات من دول العالم وفي خمس قارات من أمريكا إلى أستراليا ، يحتفلون كل عام في 31 ديسمبربيوم التضامن الأذربيجاني العالمي ، اليوم الذي يرمز للوحدة والتضامن الأذربيجاني ويجسد مشاعرالاذربيجانيين المقيمين في أرض الشتات بعيدا عن وطنهم وديارهم الذين هجروا منها قسرا ، وانفصلو عن بعضهم البعض وارتحلوا بغرض البحث عن عمل أو دراسة بعيدا عن الحروب والصراعات ، ولكن تجمعهم روح الوحدة والتضامن من خلال التقارب فيما بينهم بكافة أنحاء العالم ، كما أنهم قد شكلوا مجتمعا خاص بهم يعزز وعيهم وعلاقتهم بوطنهم وإنتمائهم ، ويجمع بين أفئدتهم محبة واحتراما لوطنهم الأم أذربيجان.
في 16 ديسمبر عام 1991 ، أصدر المجلس الأعلى لجمهورية ناختشيفان ذات الحكم الذاتي برئاسة الزعيم الوطني حيدر علييف قرارا ينص على اعتبار يوم 31 ديسمبر من كل عام يوما للتضامن الأذربيجاني العالمي وتستمر هذه الاحتفالات في اذربيجان بهذة المناسبة الوطنية وتمتد الى يوم 6 ديسمبر. وفي عام 1993، تم إعلان يوم 31 ديسمبر يومًا عالميًا للتضامن مع الأذربيجانيين خلال انعقاد المؤتمر الأول لأذربيجانيي العالم في باكو وبموجب المرسوم الرئاسي الذي صدر بهذا الخصوص.
وخلال الفترة من 9 إلى 10 نوفمبر 2001 وفي عهد رئاسة حيدر علييف ، فقد تجلت حركة جديدة وسياسة جديدة على صعيد الحياة الاجتماعية والسياسية للبلاد ، وبرز التطور التنظيمي للأذربيجانيين في جميع أنحاء العالم بحيث قفز إلى سلم العالمية من خلال إنشاء اللجنة الحكومية للعمل مع الأذربيجانيين الذين يعيشون في البلدان الأجنبية واعتماد قانون “سياسة الدولة فيما يتعلق بالأذربيجانيين الذين يعيشون في الخارج” وإنه كن وبالرغم من انشغالات الزعيم الوطني وجدول أعماله المزدحم ، فقد حرص دوما و خلال زياراته للدول الأجنبية، بأن يلتقي بالأذربيجانيين الذين يعيشون هناك، ويستفسر عن مشاكلهم وهمومهم، ويقدم توصياته لهم.
لقد واصل الرئيس إلهام علييف نهج والده السياسي في هذا المجال الذي رسخ معالم الوحدة والتضامن لدى الشعب الأذربيجاني بالشكل الذي يعزز وحدتهم وعقائدهم خدمة لصالح بلادهم ، وقد أصبح المنتدى التمثيلي الذي عقد في باكو بأمر منه “المؤتمر الثاني لأذربيجانيي العالم” في 8 فبراير 2006، خطوة جديدة في تحويل الشتات الأذربيجاني الذي يعيش في الخارج إلى لوبي ، مما أسهم كثيرا في إبراز الحقائق ونقلها للمجتمع الدولي كما شكل المنتدى الأول لقادة منظمات الشتات الأذربيجاني والأتراك، الذي عقد في باكو في 9 مارس 2007 حدثًا هاما لجميع الشعوب الناطقة بالتركية، ودخل التاريخ كدليل حي على الأهمية التي يوليها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف للوحدة والتضامن وتعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الأذربيجاني الواحد داخل وخارج البلاد ، ومع مرور الوقت يكتسب يوم تضامن أذربيجانيي العالم أهمية متزايدة.
لقد أصبح لأذربيجان اليوم دوراً بارزا في تبني خطة عالمية للتعاون بين العالم الإسلامي والثقافة العربية وبين شعوب الثقافات الأخرى ، فهي أرض خصبة للتسامح الديني والتعدد الثقافي.
تتمتع الجالية الأذربيجانية اليوم ومن مختلف مواقعها بفرص واسعة تهيئها لتجسيد ثقافة بلادها والتعريف بتاريخها الاصيل وثرواتها الغنية ولغتها وتقاليدها العريقة ، مما يسهم في توسيع علاقاتها الدولية وإبرازها على المستوى العالمي، ، وإنه وبالرغم من جميع الصعوبات التي واجهها الأذربيجانيون المغتربين في أرض الشتات إلا أنهم لم يتخلو عن هويتهم الوطنية وحافظوا على تراثهم وثقافتهم وقيمهم الأصلية.
يبلغ عدد افراد الجالية الأذربيجانية ممن يقيمون على أرض المملكة الأردنية الهاشمية عشرات العائلات والأشخاص ، من بينهم عدد من الطلاب الذين يرتادون الجامعات الأردنية للدراسة ، ومنهم رجال الأعمال ممن يحتلون مناصب وظيفية مرموقة في الدولة ، وهناك من تزوج من الجنسية الأردنية ويقيم بالمملكة ولديهم أعمالهم ومهامهم ، ويجتمعون جميعا في كل محفل يتاح لهم فيه مساندة شعبهم وبلادهم ، وينخرطون مع أفراد المجتمع الأردني بانسجام وبفعالية ونشاط ويشاطرونهم في جميع المجالات المختلفة على أرض المملكة التي أصبحت الوطن الثاني لهم ، وهنا نود الإشارة وبفخر إلى أن الجالية الأذربيجانية المقيمة لدى المملكة الأردنية الهاشمية تعيش على أرض المملكة في ظروف معيشية كريمة ، ولعل هذا مؤشرا واضح للسياسة الحكيمة التي ينتهجها جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه جميع المقيمين من البلدان المختلفة الذين يقيمون على أرض المملكة ومن بينهم الأذربيجانيين ، والتي طالما حرصت الحكومة الأردنية على تهيئة كافة الظروف المعيشية الملائمة لهم ، وتوفير جميع دواعي الأمن والسلامة ، وتهيئة كافة الفرص لهم للعيش إلى جانب اخوانهم الأردنيين بسلام واستقرار دون تفرقة او عنصرية ، أو تمييز.
وفي هذا المقام فإننا نثمن ونقدر كافة الجهود المميزة التي تبذلها حكومة المملكة الأردنية الهاشمية ونخص بالذكر وزارة الخارجية وشؤون المغتربين على دعمها الدائم ومساندتها لنا من خلال إتاحة الفرص لنا وتهيئة المجالات الممكنة وعلى مختلف الأصعدة لممارسة أعمالنا ونشاطات سفارتنا على ارض المملكة بحرية وأمان ويأتي هذا من وجود علاقات أخوة وصداقة متينة تربط بين جمهورية أذربيجان والمملكة الأردنية الهاشمية وقادة البلدين ، وإنه لمن الجدير بالذكر فإن هذا العام 2023، قد كرس وبمرسوم رئاسي صادر عن فخامة الرئيس الهام علييف يقضي بتسمية هذا العام ” عام حيدر علييف ” ، وقد كان لسفارتنا بالأردن العديد من الفعاليات والأنشطة التي نظمتها احتفالا بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الوطني حيدر علييف.
وبفخر نقول ، لقد تم تحرير الأراضي الأراضي المحتلة ، وإننا حاليا نعمل على تهيئة هذه المدن لاستقبال ابنائها الذيس خرجو من بيوتهم الأصية وديارهم وشردوا منها عنوة وقسرا ، وستنعم هذه الأراضي بفرصة لم شمل أبنائها وعودتهم الى أحضانها ، وستنهض هذه الأرض الأصيلة فرحة بعودة ابنائها ويحيون هذه المناسبة الوطنية الخالدة – يوم التضامن الأذربيجاني العالمي – يوم الوحدة الوطنية والكرامة والعزة والإنتماء من على أرض أذربيجان – المحررة-