عروبة الإخباري –
تخوض القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، حربا لا هوادة فيها على كل من تسول له نفسه المساس بتراب الأردن أو اختراق حدوده لتنفيذ مخططاته الإجرامية والعبث بأمنه الوطني لتهريب المواد المخدرة والأسلحة وتعريض الأمن والسلم المجتمعي الأردني للخطر.
يؤكد متخصصون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن نشامى القوات المسلحة لا تغفل عيونهم لحظة يقفون بالمرصاد وأيديهم على الزناد لتطبيق قواعد الاشتباك لكل متربص يحاول التسلل عبر الحدود لنشر الفوضى والإرهاب والخراب والدمار على الأرض الأردنية؛ ولكن في كل مرة يحاولون عبثا فتخيب ظنونهم على يد حراس الوطن وعيونه الساهرة.
وقال الوزير الأسبق العين محمد داودية إن الكيل طفح وبلغ التمادي حد شن حرب على الأردن، فارتقى شهداء، وأصيب جرحى، وهذا الإجرام لا يقوى على القيام به أفراد أو حتى جماعات المهربين التقليدية، بل هي جماعات عسكرية منظمة مسلحة بالصواريخ!!
وأضاف إن حدودنا الشمالية والشمالية الشرقية تتكدس الميليشيات الإرهابية التي تحاول بشتى الطرق أن ترسل إلينا السلاح والإرهاب والمخدرات، ولم تعد المسألة محصورة في قتال هؤلاء المهربين والإرهابيين على الأسوار، بل تمتد إلى قتالهم خارج الأسوار واجبا لا مفر من أدائه، كي لا يصبح رد هذا الخطر باهظ التكاليف، جراء تصاعده المتفاقم.
ولفت إلى أن القيادة الأردنية الحكيمة عبرت بالأردن عبر عقود اضطرابات الإقليم وكوارثه العجاف، من خلال استراتيجية عبقرية ناجحة، ولم تأخذه إلى حروب عبثية أو إلى حروب بالوكالة أو إلى ساحات الموت.
مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين المحاربين القدماء اللواء المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي قال إن قواتنا المسلحة عبر مئة عام من عمر الدولة الأردنية ما زالت تقوم بواجبها الرئيس والأساسي في الدفاع عن المملكة، وقدمت تضحيات كبيرة من اجل ذلك، فقواتنا المسلحة هي من حمى الاستقلال ودافعت عن الحق العربي في فلسطين وما زالت وقدمت في سبيله 4000 شهيد من خيرة أبنائها.
وأضاف إن ما يجري اليوم هو استمرار لنهج جيشنا العربي في المحافظة على حدود الوطن ليبقى آمنا وعصيا على الاختراق، والقوات المسلحة مستمرة بهذا الواجب بكل أمانة واقتدار.
وأشار إلى أن المتقاعدين العسكرين يقفون خلف قواتنا المسلحة والأجهزة الامنية والقيادة الهاشمية بكل ما يستطيعون، وهم الرديف الأمين والقوي للدولة الأردنية، وتشرفوا بحمل البندقية للدفاع عن الوطن، والآن بعد تقاعدهم يحملون الوطن والقائد والشعب في قلوبهم.
وبين أن قواتنا المسلحة تقوم بحرب معلنة على تجار ومهربي المخدرات، والسلاح الذين يستغلون حالة عدم الاستقرار في الدول المجاورة فيحاولون تهريبها عبر الحدود الأردنية إلى دول مجاورة وإلى الوطن، ولن ينجحوا ما دام هناك جندي يحمل السلاح.
وقال الشوابكة “قبل أيام ارتقى شهيد من قواتنا وهو يدافع عن هذا الحمى، وقواتنا المسلحة بدعم جلالة الملك هي اليد القوية التي تحمي الأردن بكل الأوقات، ونحن كمؤسسة متقاعدين نوجه شكرنا واعتزازنا وافتخارنا بنشامى قواتنا الأمنية على كل ما يقومون به”.
مدير مكافحة المخدرات ومساعد مدير الأمن العام للبحث الجنائي وقائد إقليم العاصمة سابقا اللواء المتقاعد طايل كايد المجالي قال إن المشكلة الرئيسة هي المخدرات التي تأتي من المنطقة الشمالية، والكل يعلم أنه عندما يغيب الأمن يعيث الفاسدون فسادا.
وأضاف إن الأمر أكبر من كونه أفرادا بل جهات منظمة خارجية هي التي تقوم بذلك، وأن المعلومات الدقيقة تقول إن حوالي 290 مصنعا لحبوب المخدرات في إحدى الدول المجاورة تهدف لإغراق البلاد وتدمير العباد.
وأكد أن الأردن شكل سدا منيعا ليس لحمايته فقط بل لحماية دول أخرى، يريد المجرمون نقل بضاعتهم المدمرة إليها، وبدأ الجميع يستشعر بمشكلة المخدرات، لأنه عندما يمر الشر من عندك لا بد أن تتلوث به، فلا يوجد حاجز طبيعي بيننا وبين الدول المجاورة، ما يسهل عملية التهريب إلى داخل الأردن، لكن قوتنا المسلحة تسيطر وبقوة لمنع دخول المخدرات إلى أراضيها أو عبورها إلى دول أخرى.
وأكد أن لدى الأردن قناعة مطلقة بأن هناك من يسعى لتلويث الأردن، وسيكون مصيرة الموت، لأن قواعد الاشتباك تغيرت لتصبح إما العبور أو الموت، ففي مرحلة سابقة تطبق إما الإنذارات أو التنبيه، ولكن الآن تصاعد الأمر إلى الاشتباك لحماية الأردن وحدوده وأراضيه وكذلك الدول الشقيقة.
وقال “لدينا إيمان مطلق بجهود الجيش العربي والنشامى في إدارة مكافحة المخدرات بألا نتلوث بها، والإدارة تعمل بجهد متميز، ما جعلها من الإدارات الأولى في الوطن العربي في مكافحة المخدرات.
وبين المجالي أنه وبعد زيارة جلالة الملك لإدارة مكافحة المخدرات، جرى وضع استراتيجية وطنية مؤسسية محكمة لمكافحة المخدرات، تشترك فيها جهات رسمية ممثلة بوزارات التربية والتعليم والشباب والصحة والعمل ودائرة الجمارك، ومنظمات مجتمع مدني تتمثل بالجمعيات الوطنية لمكافحة المخدرات هدفها مجتمعة تحقيق منع المخدرات وتعاطيها على الأرض الأردنية، ونؤمن إيمانا مطلقا بأن أفضل أنواع الأدوات تلك الإدارة المبنية على الأهداف والخطط.
وأضاف أنه وقبل 10 سنوات كان معدل قضايا المخدرات لا تزيد عن ألف، والآن بلغ عدد قضايا المخدرات حوالي 18 ألفا شاملة كل الأنماط المتعلقة بالمخدرات من تجارة وتعاط وتخزين، ومن المعروف عن الأردن أنه لا توجد على أرضه زراعات على المستوى التجاري، ولا توجد مصانع للمخدرات، لكن بدأنا نشعر بمشكلة التعاطي والتجارة، ولكن الحمدالله الجهود المبذولة تطمئن المواطنين ومواطني الدول المجاورة لأن الجميع مهتم بهذا الموضوع.
ويواجه الأردن عبر تشريعات حازمة وعقوبات مغلظة كل قضايا المخدرات، ويعتبرها قضايا أمن دولة، وصدرت أحكام بحق كل من تلطخت يداه بهذه الجريمة البشعة.
وكان مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي صرح بأنه تجري ومنذ ساعات الفجر الأولى من صباح اليوم الاثنين، اشتباكات مسلحة بين قوات حرس الحدود الاردنية ومجموعات مسلحة على الحدود الشمالية للمملكة، وضمن منطقة مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية، إذ اسفرت هذه الاشتباكات حتى الآن عن إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة الأتوماتيكية والصاروخية.